وقف "الزّحف" الى أوروبا وإعادة إعمار سوريا... هل أموال "البنك" جاهزة؟ | أخبار اليوم

وقف "الزّحف" الى أوروبا وإعادة إعمار سوريا... هل أموال "البنك" جاهزة؟

انطون الفتى | الخميس 31 أغسطس 2023

غبريل: التوصُّل الى عملة موحّدة لا يجعل من تلك الدول كتلة واحدة بالضرورة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

رغم أن دول "بريكس" تتجنّب إظهار أي مستقبل سياسي أو عسكري مشترك لها، وتركّز على إضعاف هيمنة الدولار الأميركي كوسيلة من وسائل إرساء العدالة في العالم، إلا أن مجرّد تركيز بعض زعماء دول المجموعة على الحديث عن عالم الشمال ككتلة مقابل عالم الجنوب ككتلة أخرى، وتصديرهم صدى أفكارهم الى دول الانقلابات والاضطرابات السياسية والعسكرية في أفريقيا مثلاً، الغنيّة بكافة أشكال وأنواع الموارد والثروات، فإن هذا يُدخلنا في جوّ غير اقتصادي حصراً.

 

خطط "البنك"؟

فدول مجموعة "بريكس" مُطالَبَة ببعض الخطوات من أجل إظهار الصدق والشفافية في شأن العدالة والفرص المتساوية التي تتحدّث عنها في دول عالم الجنوب.

فعلى سبيل المثال، ما هي خطط "بنك التنمية الجديد"، الذي أسّسته دول "بريكس" قبل سنوات، لتثبيت الناس في أرضهم بدول كثيرة في عالم الجنوب، وبكرامة، وبما يمنع تدفّقهم في موجات هجرة "مُميتة" الى دول عالم الشمال؟ وما هي خطط هذا البنك لعمليات إعادة إعمار في دولة مثل سوريا مثلاً، أي في روسيا الشرق الأوسط، وذلك من دون أثمان سياسية، أو جيوسياسية؟

هذه أمور قد تكون سهلة بالنّسبة الى "بنك بريكس"، خصوصاً أن التواجُد الروسي والصيني بات مُتزايداً بدول كثيرة في "جنوب العالم"، وحتى في دول تقع في شمال الكرة الأرضية، وتعاني من نتائج العقوبات الغربية، وهي صديقة لموسكو وبكين، وتحتاج الى دعم كثير.

 

تراجُع

رأى الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور نسيب غبريل أنه "يظهر لدى دول تلك المجموعة "أجندا" طموحة في كل مرّة تجتمع فيها، ولكن كيفية ترجمتها على الأرض ليست معلومة بشكل فعلي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "خلال آخر اجتماع لها، قال معظم زعماء دول "بريكس" إن هدفهم  ليس منافسة الدولار الأميركي، بل تعزيز عمليات التبادل بين دولهم بالعملات المحلية. وهذا تراجع عن كلام سابق لهم، كانت زادت حدّته بُعَيْد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو من مستوى السعي الى التخفيف من استخدام الدولار في التجارة والتعاملات العالمية، واستبداله بعملة موحّدة. وهذا تراجع عن عناوين رفعوها سابقاً".

 

قليلة جدّاً

وأكد غبريل أن "حالة البنك الذي أسّسته دول "بريكس" لا تزال غير معلومة تماماً. فهم يتحدّثون عن عناوين عريضة مثل تمويل مشاريع من أجل بناء مستقبل مُستدام للعالم، والتركيز على مواضيع الطاقة النظيفة، والنّقل، والمياه، وحماية البيئة، والبنية التحتية الاجتماعية والرقمية. كما يسوّقون للبنك بالقول إنه موّل إنشاء جسور وطُرُق ومجمّعات سكنية وبنى تحتية في بعض الأماكن. هذا مع العلم أنه يحاول الدخول الى الأسواق المالية بعملات غير الدولار الأميركي. هم لا يقولون إن هدفهم تثبيت الشعوب في أرضها، ولا تمويل عمليات إعادة إعمار. وبالتالي، أهدافهم بعيدة من تلك الملفات. هذا فضلاً عن أن المبالغ التي يقولون إنهم موّلوا بعض مشاريع البنى التحتية من خلالها قليلة جداً".

 

كتلة واحدة؟

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت تلك المجموعة قادرة على التسبُّب بفوضى اقتصادية عالمية، أو بأزمة اقتصادية عالمية، إذا قرّرت الكثير من البلدان التخلّص من احتياطياتها بالدولار بالكامل في مدى قريب، أجاب غبريل:"كل دولة حرّة في اتّخاذ قراراتها. ولكنها تعرف جيّداً أن تلك الأمور ليست بالسهولة المُفتَرَضَة. فـ 70 في المئة من التداولات التجارية والمالية حول العالم حالياً، تحصل بالدولار الأميركي الذي لا يزال عملة واسعة الانتشار بسبب توفُّر عوامل عديدة في الولايات المتحدة الأميركية، غير موجودة في دول أخرى غيرها، وهي عُمق وتطوّر الأسواق المالية الأميركية، وفاعليتها".

وختم:"يمكن لدول "بريكس" أن تقوم بالكثير من المحاولات، ومنها التوصُّل الى عملة موحّدة ربما. فكلّما زادت المنافسة، كلّما استفادت الأسواق المالية أكثر. ولكن تلك المجموعة لا تهدّد دور الدولار الأميركي في التبادلات التجارية والمالية العالمية. فالتوصُّل الى عملة "بريكس" الموحّدة لا يجعل من تلك الدول كتلة واحدة بالضرورة. فالأهمّ هو الاتّفاق على سياسة مالية موحّدة، وسياسة اقتصادية موحّدة، وسياسة نقدية موحّدة. ودول تكتُّل "بريكس" بعيدة من أن تنجح في ذلك حالياً لأسباب كثيرة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار