"حرقة" عونيّة: عشاء مع قائد الجيش.. ولقاء ممتاز وبنّاء مع برّي!
الاجتماع مع هوكستين لم يتطرق لا من بعيد ولا من قريب الى الرئاسة
شادي هيلانة – "اخبار اليوم"
المحزن اليوم انّ الرابية تشعر بحرقة قاطنيها، بعد مشهد دخول الوسيط الاميركي اموس هوكستين الى عين التينة ليزور رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لمدة ساعة من الوقت، غادر بعدها الوسيط النفطي مكتفياً بالقول: "اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازاً وبناء."
فالرئيس ميشال عون الذي استعجل انهاء ملف التفاوض وترسيم الحدود البحرية الجنوبية قبل نهاية عهده، الا ان ذاك العهد انتهى دون انجازات تذكر ، علما انه كان بالامكان ان يسجل الحفاظ على الخط 29 البحري!
انطلاقا من هنا، يُعّد برّي احد ابرز صانعي الاتفاق البحري، لا سيما انّهُ اصبح اليوم مكلّفا ايضا بمتابعة البحث في النقاط الحدودية البرية العالقة بين لبنان واسرائيل. ويرى المقربون من عين التينة انّه لولا مسعى رئيس المجلس لما كان أُنجز اتفاق الإطار الذي وُضع عام 2020 بمكانه الصحيح، بحيث أن مهمة برّي ارتكزت وقتذاك على أمر أساسي يتمثل بتلازم البر والبحر معاً، من دون أنّ يكون هناك تحديد للخطوط التي تخلى عنها فريق عون بحصره التفاوض بحراً، ما حرم لبنان من التفاوض انطلاقا من نقطة b1 التي تعتبر الأساس مع نقطة رأس الناقورة في كل عمليات ترسيم الحدود اللبنانية البرية جنوباً، عدا انّ هناك شكوكا كبيرة حول ما اذا كان لبنان أخذ حقه فعلاً من مياهه الاقليمية أم لا.
ولعّل الصورة الاكثر حَرقةً، هي المروحية التي حملت الرئيسين بري ونجيب ميقاتي الى منصة الحفر TransOcean Barents في البلوك رقم تسعة، والتي لم تقّل لا عون ولا رئيس التيار جبران باسيل او اي من وزراء التيار المتعاقبين على وزارة الطاقة والمياه، الذين اكتفوا بالمتابعة فقط عبر الشاشات التلفزيونية.
من جهة أُخرى، حملت صورة العشاء اللافت في توقيتها وزمانها، التي جمعت المبعوث الاميركي هوكشتاين مع قائد الجيش جوزاف عون امس، تحاليل عدة من صحافيين وسياسيين، في وقت علمت وكالة "اخبار اليوم"، انّ اللقاء لم يتطرق في الشأن الرئاسي لا من قريب او بعيد، بل عن كيفية دعم المؤسسة العسكرية مستقبلاً، علماً انّ الاميركيين، لا ينفون ميلهم الى عون ضمنياً، وإن لم يعبّروا عن موقفهم هذا بوضوح.