"تبريد استراتيجي"... وثيقة "مستحيلة" قد تهدّد مستقبل العالم؟! | أخبار اليوم

"تبريد استراتيجي"... وثيقة "مستحيلة" قد تهدّد مستقبل العالم؟!

انطون الفتى | الخميس 31 أغسطس 2023

طبارة: الزيارات الأميركية المكثّفة تهدف الى وقف التدهور في العلاقات مع الصين

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

تكثّفت الزيارات الأميركية للصين منذ أكثر من شهرَيْن، سواء السياسية والاقتصادية الرسمية، أو تلك التي يقوم بها رجال مال وأعمال، فيما نجد أن العلاقات الأميركية - الصينية تتوتّر أكثر فأكثر بدلاً من أن تتحسّن.

 

منافسة

فبحسب خبراء، التواصُل مستمرّ بين واشنطن وبكين وهذا جيّد، ولكنّه لا يُسفر عن تفاهمات واضحة و"يقينية" ومُستدامة، وهو ما يهدّد باستمرار الاضطراب العالمي، وبتهديد الاقتصاد العالمي بشكل حادّ في مدى بعيد.

وما يزيد الطين بلّة، هو الإعلان المستمرّ عن مزيد من المنافسة بين الجانبين في أقاليم لطالما كانت "باردة" بينهما في الماضي، كمنطقة الخليج مثلاً، وبعض مناطق أفريقيا، وأميركا الوسطى، الى درجة الحديث عن مساعٍ صينية لتعزيز تحالفات بكين في تلك الأقاليم بخطوات عسكرية لا اقتصادية فقط.

فهل بات صعباً التوصُّل الى وثيقة تفاهم حول "تبريد استراتيجي" عالمي، بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والصين من جهة أخرى، الى هذا الحدّ؟

 

وقف التدهور

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "الصين تتقدّم اقتصادياً. والزيارات الأميركية المكثّفة إليها منذ أكثر من شهرَيْن تهدف الى وقف التدهور في العلاقات بين البلدين، خصوصاً أنها تدهورت أكثر مع استلام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الإدارة في "البيت الأبيض"، وهي وصلت الى حدّ المواجهة في بعض الأحيان".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الولايات المتحدة الأميركية وجدت أن تلك الحالة لا تصبّ في مصلحتها، ومن هنا بدأت جهود وقف هذا التدهور، ومن بينها تلك الزيارات. ففصل الترابط الموجود بين الاقتصادَيْن الأميركي والصيني يؤذي واشنطن وبكين معاً، ولذلك بات التركيز أكبر على وجوب التعاون".

 

"بريكس"

وأشار طبارة الى أن "توسيع مجموعة دول "بريكس" مثلاً، لتضمّ بعض الدول الحليفة لأميركا تاريخياً مثل بعض الدول الخليجية العربية، هي مسألة قد لا تصبّ في خانة المنافسة الأميركية - الصينية تماماً. فهذا التكتُّل ("بريكس") كان بدأ منذ سنوات، وانضمام دول جديدة الى القوى الموجودة فيه أصلاً قد يُضعفه بدلاً من أن يقوّيه، نظراً الى وجود خلافات كبيرة بين كل تلك الدول".

وأضاف:"هل سيكون تأثير السعودية مثلاً داخل "بريكس" مُعاكِساً للمصالح الأميركية؟ هذا غير مُرجَّح. فكل الأسلحة والتدريبات العسكرية في السعودية هي أميركية، وتلتقي مع وجود قواعد أميركية أساسية على أراضي الدول العربية في الخليج. وبالتالي، ضمّ دول حليفة لأميركا الى "بريكس" قد يبرّد المنتفضين على واشنطن والدولار الأميركي داخل تلك المجموعة، وهو ما قد يُضعفها ("بريكس") في المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة في مدى بعيد. وأما من الناحية الاقتصادية، فإن الأمور قيد المراقبة بالنّسبة الى الأميركيين، رغم أن مشوار "بريكس" على صعيد إنشاء تجمّع اقتصادي بمستوى الإتحاد الأوروبي، لا يزال طويلاً بَعْد".

 

 

تريليونات الدولارات

وأكد طبارة أن "المصالح الأميركية في مناطق عدّة، ومنها في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، معزّزة بتواجُد عسكري أميركي كبير. وتغيير هذا الواقع من أجل روسيا أو الصين ليس مسألة عادية".

وتابع:"القوة الأميركية موجودة بثبات هنا في المنطقة، ولا يؤثّر فيها تخفيف 3 آلاف جندي في بعض الأحيان مثلاً، أو بعض القطع البحرية مثلاً. فعدد التجهيزات العسكرية الأميركية ونوعيّتها واضحة، ومدعومة بقواعد هي بمعايير أكبر القواعد العسكرية في العالم. وقيمة ذلك تصل الى تريليونات الدولارات، وهو ما يعني أنه حتى ولو عرضت روسيا أو الصين بيع بعض أسلحتها لدول عربية، فبين تريليونات الدولار، والحديث عن تعاون عسكري بآلاف أو بملايين أو بمليارات معدودة من الدولارات، وعن مناورات ربما بين دول خليجية والصين أو روسيا، فهذا لا يؤثّر بالمعنى الاستراتيجي. هذا فضلاً عن أن التخلّي عن تجهيزات أميركية بتريليونات الدولارات مقابل الحصول على سلاح روسي مثلاً، هو خطوة غير منطقيّة".

وختم:"لا تغيير بالمعادلة في ميزان القوى بين الأميركيين والصينيين في منطقتنا خلال مستقبل منظور. فهذا يحتاج الى وقت طويل، وقد يتسبّب بحرب عالمية فعلية. فنتائج تغيير موازين القوى خطيرة جدّاً، خصوصاً أن كثيراً من الأطراف تعيش عليها وفيها، وهي مسألة ليست سهلة أبداً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار