لبنان على "الطاولة الحمراء"... "أحجار داما" و"ماريونيت" من 8 و14 آذار!... | أخبار اليوم

لبنان على "الطاولة الحمراء"... "أحجار داما" و"ماريونيت" من 8 و14 آذار!...

انطون الفتى | الإثنين 04 سبتمبر 2023

درباس: قوى ما عادت تمتلك سوى صلاحية إخراج ما يُتَّفَق عليه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أحزاب وتيارات سياسية تلهو بمستقبلنا في هذا البلد، فيما جميعها (وليس معظمها) "لا يفلح" سوى بتضييع المزيد من وقتنا بكلام كثير، بعضه مرتفع السّقف، وبعضه الآخر يحاول الإيحاء بتقبُّل الآخر والرغبة بالحوار.

 

ينتظران

ولكن كل الأطراف السياسية الناشطة في لبنان ليست أكثر من "أحجار داما"، أو مجرّد "ماريونيت"، تُحرَّك بانتظار التسوية العالمية الكبرى التي سيكون لمنطقتنا ما لها، من حصّة فيها.

صحيح أن لبنان بلد صغير جدّاً، وأن هذا ما يجعله في مساحة خلفيّة جدّاً للحلول. ولكن ما نطلبه هو تركنا بسلام، أي من دون ضجيج داخلي يهلك مسامعنا يومياً بكلام كثير، لا يعبّر سوى عن آراء شخصية لن تُطعمنا العسل في النهاية.

فنحن نعلم أن لا هذا "المُمانِع"، ولا ذاك "السيادي" يبتّان بأي شيء، ولا هما يؤثّران في القرارات الخارجية. كما لا يمكنهما التأثير في الأحداث، حتى على الصعيد الداخلي، بل ينتظران ما سيُبلَّغان به، في الوقت المناسب.

 

أميركا - إيران

نذكر في هذا الإطار ما قاله الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، عن أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران شكّلتا "طاولة حمراء" في مسقط لتبادل الآراء وإدارة التوترات المختلفة بينهما، مشيراً الى مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، ومؤكداً التوصُّل الى اتفاق غير مكتوب حول "إدارة التوتر" بينهما في المنطقة.

وأكد فلاحت بيشه أن الأميركيين والإيرانيين توصّلوا الى نتيجة مفادها أن لا التوقيت ولا الظرف يسمحان بإحياء الاتفاق النووي، وهو ما جعلهم يتّجهون الى إدارة التوتّر عبر "طاولة حمراء" في مسقط، للتعامل مع التوترات المختلفة، بشكل يؤدي الى تراجع في السلوكيات المتوتّرة بينهما، بموازاة السماح بتصدير إيران للنفط بكميات مُضاعَفَة، وبتحرير جزء كبير من الموارد المالية الإيرانية المُحتجزة، وبتبادل السجناء، وذلك بما يسمح للإدارة الأميركية الحالية بتحقيق مكاسب سياسية في عام الانتخابات، وبحصول إيران على منافع مالية واقتصادية.

 

الطاولة...

ومن هذا المُنطلق فقط، أي من "الطاولة الحمراء" الأميركية - الإيرانية، يمكننا أن نفهم خلفيات الزيارات والتحرّكات الدولية في لبنان، والتي من ضمنها حراك المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

 

تحرير اللّعبة

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "القوى المحلية فقدت إمكانية وجدارة وصلاحية التحاور، أمام ما يجري من أحداث ومتغيّرات على مستوى المنطقة والعالم. وهي قوى ما عادت تمتلك سوى صلاحية إخراج ما يُتَّفَق عليه من جانب المنظّمين والمُشغّلين في الخارج، فقط".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الكلّ يسأل حالياً عن نتائج الاتفاق السعودي - الإيراني، والتي ليست واضحة بَعْد. كما أن الجميع يسألون عن نتائج المفاوضات الأميركية - الإيرانية، والتي يجب انتظارها أكثر بَعْد. فهذا ما يمكن انتظاره في الواقع، أكثر من تضييع وقتنا بسجالات داخلية لا نفع منها".

وأضاف:"زار عبد اللهيان البلد، وقال إن لا أحد يتدخل في شؤون لبنان الشقيق. صنّفنا دولة شقيقة ونحن نشكره على ذلك، ولكنه يعلم تماماً من يُمسك اللّعبة في لبنان. وتحرير هذه اللعبة لن يحصل من دون أن تتوفّر الأسباب الخارجية اللازمة لتحريرها".

 

وكلاء

وشدّد درباس على أن "الصورة الشاملة تُظهر لنا أن لا أحد قادراً في لبنان على أن يفرض الحلّ الذي يريده، من دون الآخرين. وبالتالي، صار لا بدّ من التفاهم. ولكن عندما تفقد الأطراف صلاحيات هذا التفاهم، تتحوّل الى وكلاء أو الى "ماريونيت"، تنفّذ ما يُقال لها من محرّكيها الخارجيّين".

وختم:"هوكشتاين ولودريان ينتميان الى اللاعبين الأصليّين. وهما يزوران لبنان ويغادرانه من دون أن يتبيّن أنهما نجحا في بَلْوَرَة شيء. وبالتالي، هما يُظهران أن الاوضاع لم تَعُد تحتمل أكثر، ولكنهما يحاولان أن يضعا الطبخة على النار بانتظار الحلّ".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار