إمرأتان تحكمان خزائن وجيوب رجال لبنان والعالم... والبداية من بلغاريا! | أخبار اليوم

إمرأتان تحكمان خزائن وجيوب رجال لبنان والعالم... والبداية من بلغاريا!

انطون الفتى | الثلاثاء 05 سبتمبر 2023

نادر: المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين مستمرّة لأسباب هيكلية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يدخل العالم مرحلة من الهدوء بعد المحادثات التي أجرتها مديرة "صندوق النّقد الدولي" كريستالينا جورجييفا مع كبار المسؤولين الصينيين في بكين مؤخّراً، والتي وصفتها بـ "المثمرة جدّاً" و"الجوهرية"؟

 

"بنك بريكس"

فجورجييفا أكدت أنها تطرّقت الى وضع الاقتصاد العالمي، والى التطورات الاقتصادية في الصين، لافتة الى إقرار بكين بدور "صندوق النّقد الدولي" في صُلب شبكة الأمان المالية العالمية.

وفي زحمة التنافس بين الصناديق المالية الدولية ذات الطابع الغربي، و"الدولاري"، كـ "البنك الدولي" و"صندوق النّقد الدولي" من جهة، وبين "بنك التنمية الجديد" الذي هو بنك "بريكس" عملياً، من جهة أخرى، أعلنت جورجييفا عن لقائها بمسؤولين في مدينة شنغهاي، وبالرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف التي تتولى رئاسة "بنك التنمية الجديد"، حالياً.

 

فساد

فهل يؤدي اللّقاء بين جورجييفا، بلغاريّة المولد، وبين روسيف، وهي ابنة مهاجر بلغاري الى البرازيل قبل عقود، الى هدنة اقتصادية ومالية تُريح خزائن وجيوب رجال مال وأعمال الشرق والغرب؟

هذا مع العلم أنه في معركة الإصلاحات والشفافية، نقول إن جورجييفا لعبت دوراً رئيسياً في إصلاح النظام الإداري لـ "البنك الدولي" قبل نحو 15 عاماً، ولكنّها واجهت تهماً مع مجموعة من قيادات "البنك الدولي" الكبار في وقت سابق، تتعلّق بالضغط على موظفين لتغيير بيانات لصالح الصين والسعودية والإمارات (دول باتت كلّها ضمن مجموعة "بريكس" حالياً)، قبل سنوات.

وأما ديلما روسيف، فقد واجهت بدورها الإقالة من منصبها كرئيسة للبرازيل قبل سنوات أيضاً، وذلك بسبب تهم فساد تشمل سوء السلوك الإداري، وفقدان شفافية التصرّف بالميزانية الاتحادية، واستعمالها لمصالح شخصية. كما اتُّهِمَت روسيف بفساد مارسته عندما كانت رئيسة لمجلس الإدارة في شركة النّفط البرازيلية، وفي ملفات أخرى أيضاً.

 

مواجهة...

رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين مستمرّة لأسباب هيكلية لا مرحلية. فالسباق مُركَّز على من يستولي على الموقع الأول في العالم استراتيجيّاً وتكنولوجيّاً واقتصاديّاً. ومع الرئيس الصيني الحالي (شي جين بينغ) توجد إرادة صينية لتنمية القدرات العسكرية، ولريادة عالمية مختلفة عن الريادة الأميركية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصين باتت خصماً لواشنطن بموجب العقيدة الدفاعية للولايات المتحدة الأميركية، ولم تَعُد شريكاً، وذلك بالتزامن مع وجود توجُّهَيْن في أميركا، أحدهما يُنادي بفكّ الروابط التجارية والاستثمارية مع بكين، والآخر يتحدّث عن تخفيف المخاطر في العلاقة معها. ولكن الثابت هو أن الأميركيين منعوا استثماراتهم بالمجالات التكنولوجية الأساسية في الداخل الصيني، مثل الرقائق الصغيرة. وهذا يعني أن مرحلة العولمة والشراكة المبنيّة عليها انتهت، وبات العالم أمام صراع بين خصمَيْن، يتحلّيان بالوعي الكافي لعدم الانزلاق الى مواجهة عسكرية، بل يتعاونان "على القطعة"، وبحسب المصلحة".

 

قروض

واعتبر نادر أن "لقاء جورجييفا بروسيف يندرج ضمن إطار مساعي مجموعة "بريكس" لتوسيع عمل مصرفها، والذي هو أساسي بالنّسبة الى الصين لتمويل البلدان المتعثّرة".

وأوضح:"الأمر الأكثر أهميّة بالنّسبة الى "صندوق النّقد الدولي" هو توحيد بعض السياسات المالية، والتنسيق في ملفات عدّة مثل شروط الإقراض، وعدم توفير "بريكس" قروض لبلدان كان فرض عليها "صندوق النّقد" القيام بإصلاحات، وعدم تمويلها ضمن مسار آخر، وسياسة مختلفة جدّاً. وهذه أمور ضرورية جدّاً في بلدان مثل أفريقيا، منعاً لتعزيز ديكتاتوريات متسلّطة تؤمّن حكمها بالنّهب، وبتوزيع الموارد بطريقة فاسدة، وبرفض القيام بأي إصلاح".

 

قواعد التعامُل

وأشار نادر الى أن "التعاون بين "صندوق النّقد الدولي" وبنك "بريكس" لتنسيق السياسات وشروط الإقراض قد لا ينجح بالكامل. فبنك "بريكس" يحمل الإرادة الصينيّة بالتمدُّد، والتملمُل لدى الكثير من الدول من شروط "صندوق النّقد"، ومن قواعد التعامُل التي يطلبها، مثل ضبط عجز الخزينة، وتوحيد سعر الصرف، وتحرير سوق القطع، وعدم دعم العملة الوطنية بل تحريرها، والقيام بإصلاحات، خصوصاً أنه ليس سهلاً على عدد من البلدان أن تلتزم بها بشكل كامل".

وأضاف:"البنك الدولي" و"صندوق النّقد الدولي" هما مؤسّستان تُداران بنَفَس غربي، أي بنَفَس دول ديموقراطية تعوم فيها شبهات الفساد على وجه الأحداث سريعاً، نظراً للإعلام الحرّ، ولوجود مؤسّسات رقابة. وأما دول "بريكس"، فلا تتمتّع بتاريخ فعلي في هذا النّوع من الممارسات المتوفّرة في دول "مجموعة السّبع"، أي الدول الأقرب الى سياسات "صندوق النّقد الدولي" و"البنك الدولي".

وختم:"هذا لن يمنع دول "بريكس" من أن تلعب دوراً كبيراً جدّاً في التنمية على مستوى العالم مستقبلاً، وسط علامات استفهام حول فاعلية سياسات "صندوق النّقد" في كثير من الأحيان. كما أنه يمكن توظيف الفائض المالي الكبير لدى بعض دول "بريكس" كالصين مثلاً، في دول عدّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار