تدمير المعدّات والأراضي الزراعية في أوكرانيا... هكذا يحضّر بوتين لمجاعة عالمية عظيمة! | أخبار اليوم

تدمير المعدّات والأراضي الزراعية في أوكرانيا... هكذا يحضّر بوتين لمجاعة عالمية عظيمة!

انطون الفتى | الثلاثاء 05 سبتمبر 2023

مصدر: روسيا تعاني من مشاكل كثيرة وكبيرة تجعلها بحاجة الى الآخرين أيضاً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد ينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليجد بعض الذين "يكدّسون" أنفسهم من حوله، سواء من الروس، أو من بعض ما تبقّى من "أصدقاء" له، وهم مجموعات من الديكتاتوريين أو الحكام "ولو بأي ثمن" في بعض دول العالم، "يُطربونه" بحكايات "إنجازاته" في أوكرانيا، وعلى الساحة الدولية.

 

الفضاء

ولكن كرجل استخبارات في الأساس، هو يُدرك جيّداً أنه يعاني من حفلة "تبييض طناجر"، و"تمسيح جوخ"، غير واقعية.

فعلى سبيل المثال، عندما ينظر الرئيس الروسي الى تعثّره في الفضاء (بعد تحطّم "لونا - 25")، والى نجاح الهند في هذا المجال، يفهم جيّداً أنه زلّ حتى في معركة إظهار روسيا كنموذج عالمي ناجح ومستقلّ عن الغرب، في مجال العلوم.

هذا مع العلم أن برامج الفضاء والتسليح الروسية تُكمل مشوارها بتقنيات غربية عديدة مُهرَّبَة من الغرب الى روسيا، بطُرُق التفافيّة كثيرة، رغم العقوبات.

 

"وحش" جريح

ولكن لا بدّ من الحذر الشديد من "وحش" بات جريحاً جدّاً، سواء بالاستنزاف المستمرّ الذي يتعرّض له في أوكرانيا، أو باضطراره "للبهدلة" عبر قبوله السلاح من دول مثل إيران وكوريا الشمالية، أو بالفشل الاقتصادي، أو بصعوبة الحفاظ على مكان دولي له، وليس إقليمياً في آسيا فقط. وهذا "الوحش" يؤسّس لمجاعة عالمية ضخمة، تمهيداً لجعل الجميع يركعون أمام كرسي حكمه، مهما طال الزمن. وهذا "الوحش" قد يحكم العالم، لا سيّما البلدان ذات الكثافة السكانية، ومن بينها الصين نفسها، بتلك الطريقة، نظراً لحاجتها الى أمن غذائي مُستدام ومستقرّ.

 

مجاعة

وهنا نحذّر من استمرار الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية الرئيسية لتصدير الحبوب، ومن تدمير مخازن الحبوب، والمنشآت والمعدّات الزراعية، ومن إحراق الكثير من الأراضي والمحاصيل الزراعية في أوكرانيا، وتحويل الكثير منها الى أراضٍ قاحلة، بشكل يهدّد المحصول الزراعي العالمي في مدى بعيد، ويؤسّس لتراجع الأعمال الزراعية في واحدة من أهمّ البلدان على صعيد الزراعات عموماً، وزراعة الحبوب خصوصاً، وهي أوكرانيا، وهو ما سينعكس على الإمدادات العالمية مستقبلاً.

فهل تفتعل موسكو مجاعة في العالم، خصوصاً أن المساحات الزراعية في الولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، وأميركا اللاتينية، وبعض بلدان أوروبا، وأفريقيا، والهند، وحتى الصين شريكة روسيا الاستراتيجية... قد لا تكون قادرة على أن تجنّب العالم الحاجة الى روسيا في المجال الزراعي، ضمن عالم يعاني من تغيُّر مناخي، ومن مفاعيل الجفاف، ونُدرة المياه، ومشاكل الطاقة، وسط حاجات ديموغرافية متزايدة؟

 

نقطة قوّة

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "المحاصيل الزراعية والحبوب هي نقطة قوّة بيد روسيا، وحتى إنها قد تكون من أبرز نقاط القوّة الباقية لديها، والتي تُمسكها بيدها في وجه الغرب".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "روسيا قادرة على تموين دول عدّة بالحبوب، وهي تتحدّث عن شحنات مجانية للعديد منها. ولكن لا شيء ممكناً تماماً إلا إذا نجح بوتين بحلّ مشاكل حربه على أوكرانيا. وبالتالي، هو بحاجة الى وقف تلك الحرب أولاً، التي لا يجب الاستمرار بها على تلك الحالة. ولكنه يحتاج الى مخرج، فيما الصين نفسها لا تساعده على وقفها عبر تسهيل مخرج ملموس. فلو وفّرت له بكين هذا المخرج، لكان أوقف الجيش الروسي عملياته القتالية في أوكرانيا".

 

تأخّرت كثيراً

وشدّد المصدر على أن "روسيا تعاني من مشاكل كثيرة وكبيرة، تجعلها بحاجة هي نفسها الى الآخرين أيضاً. ومن هذا المُنطَلَق، قد لا تنجح بإمساك العالم بورقة المحاصيل الزراعية والحبوب حتى النهاية، حتى ولو رغبت بذلك. فحتى تحالف "بريكس" الذي تأسّس لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ليس مُنسجماً تماماً، وتعاني دوله من اختلافات كثيرة. فعلى سبيل المثال، لن يحضر رئيس الصين شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين في الهند، وهو ما يدلّ على خلافات بين بكين ونيودلهي. وهذا أمر سلبي لأهداف روسيا".

وختم:"لم يَعُد لدى روسيا أي فرصة لمَسْح أوكرانيا عن الخريطة. فهي تأخّرت كثيراً في تحقيق هذا الهدف، الذي كان يجب الانتهاء منه منذ بداية تلك الحرب التي طالت كثيراً. والحلّ الوحيد لديها هو قبول مخرج يحفظ لها ماء الوجه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار