ماذا ستفعل الصين إذا أعطت أميركا إشارة الى اليابان لصُنع قنبلة نووية؟؟؟... | أخبار اليوم

ماذا ستفعل الصين إذا أعطت أميركا إشارة الى اليابان لصُنع قنبلة نووية؟؟؟...

انطون الفتى | الخميس 07 سبتمبر 2023

إده: السباق على التسلُّح سيُسقط الإتحاد الروسي وسيحجّم النمو الاستراتيجي الصيني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ليست مسألة جوهرية تماماً، أن يغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة العشرين  في نيودلهي. وقد لا يستحقّ ذلك التلهّي به كثيراً.

 

 

"الباطني"

ولكن أن يتغيّب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تلك القمة، فهو أمر لا بدّ من التوقُّف أمامه طويلاً، ليس فقط من باب أن الصين هي أكبر اقتصاد ضمن مجموعة "بريكس" التي تطرح نفسها بديلاً من الغرب، بل أيضاً من زاوية أن هذا الغياب لا يرتبط تماماً بالخلافات الصينية - الهندية حول ملفات عدّة.

فالصين تشعر بفائض قوّة الآن، لا سيّما بعد ضمّ دول لطالما كانت شريكة للولايات المتحدة الأميركية، الى مجموعة "بريكس" مؤخراً. وقد يمرّر الرئيس الصيني من خلال غيابه عن قمة مجموعة العشرين رسالة مفادها أنه لا يريد الجلوس طويلاً بعد، كعازف في أوركسترا، ضمن أكبر اقتصادات العالم، في الوقت الذي يعمل فيه على تأسيس "أوركسترا" عالمية جديدة، سيكون هو قائدها.

وبالتالي، قد لا ترغب الصين كثيراً بعد اليوم، بالجلوس لتقديم التزامات الى جانب اقتصادات أخرى، ترسم بكين مصيراً جديداً لها، في فكرها "الباطني" العميق.

 

شبح العزلة

أشار رئيس حزب "السلام اللبناني" روجيه إده الى أن "الصين تفضّل أن تتزّعم مجموعة، أكثر ممّا أن تكون ضمن مجموعة تفرض عليها شروطاً، ضمن النظام الدولي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الصين تمرّ بمرحلة أزمة مصرفية حالياً، وبأزمة انهيار في أسواقها العقارية، أي بخسائر بمستوى مئات مليارات الدولارات، بالإضافة الى أزمة انخفاض النمو السكاني لديها. وهذه أزمات كبيرة، فيما يحاول رئيسها أن يُبعد شبح العزلة عن بلاده. ومن هذا المُنطلق، يحاول الرئيس الصيني أن يستعيد تجربة حركة عدم الانحياز في العالم التي راجت خلال الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو قبل عقود، ولكن من نوع جديد الآن، وسط الصراع الدولي الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حالياً".

 

واشنطن أولاً؟

ولفت إده الى أن "الصين تساير روسيا وسط الصراع الحالي. ولكن بكل المواقف الجدية في الأمم المتحدة، وفي موضوع الأسلحة، تُبدي بكين حذراً شديداً وحرصاً على علاقاتها بواشنطن أولاً".

وأضاف:"الأميركيون لا يثقون بالرئيس الصيني، خصوصاً بموضوع تايوان، وسط خشية أميركية من أن تبادر بكين الى احتلالها وضمّها من الآن وحتى عام 2049".

وتابع:"الأميركيون يحبّون حالات العداء رغم كل شيء، لأنهم يحافظون بواسطتها على أصدقائهم وحلفائهم، وذلك كما جمعوا العالم كلّه حولهم خلال حقبة العداء مع الإتحاد السوفياتي. وها هم اليوم يستنفرون كل تحالفاتهم في منطقة المحيط الهندي، وفي غيرها من المناطق، ويخططون للاحتفاظ بموقع واشنطن كقائد للنظام الدولي، بالتعاون مع حلفاء سياسيين وعسكريين لهم، كحلف "شمال الأطلسي" مثلاً، الذي سيتوسّع أكثر بعد الحرب في أوكرانيا، والذي يُعمَل على تحالف آخر مثله في آسيا".

 

قوّة نووية

وشدّد إده على أن "الصين دولة اقتصادية تصدّر بأسعار مُنافِسَة طبعاً، وتحاول أن تنافس كل الأسواق الاقتصادية والصناعية في العالم، ولكنّها عاجزة عن كَسْر أميركا. فهي (الصين) تصدّر عملياً الى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، أي الى الغرب بشكل أساسي، وهو ما يعني أن قوّتها التصديرية التي تجني منها المال موجودة في أميركا والغرب".

وختم:"مجموعة "بريكس" أقرب الى حركة إعلامية تحظى بضجة كبيرة في دول العالم الثالث تحديداً. ولكن في النهاية، سيُسقط السباق على التسلُّح الإتحاد الروسي، كما أنه سيحجّم النمو العسكري والاستراتيجي الصيني. وإذا أعطت الولايات المتحدة الأميركية إشارة الى اليابان اليوم، لصنع قنبلة نووية، فإن بكين ستخضع لواشنطن في مثل تلك الحالة سريعاً، وفي كل الملفات، خصوصاً أن لا شيء ينقص طوكيو لبناء قوّة نووية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار