"حزب الله" يرفع منسوب قلقه وتحذيره من المخاطر المتعدّدة لتجدّد النزوح السوري | أخبار اليوم

"حزب الله" يرفع منسوب قلقه وتحذيره من المخاطر المتعدّدة لتجدّد النزوح السوري

| الإثنين 11 سبتمبر 2023

"حزب الله" يرفع منسوب قلقه وتحذيره من المخاطر المتعدّدة لتجدّد النزوح السوري
نوار الساحلي:  كنا أول من قرع جرس الإنذار ودعونا مراراً وتكراراً الى عمل جاد 

"النهار"- ابراهيم بيرم

منذ حادث المقتل الغامض والملتبس لـ"الإرهابي" السوري في حي السلم في عمق الضاحية الجنوبية قبيل أسابيع قليلة، والذي أشيع أنه ألقى بنفسه من الطبقة السابعة بعدما تيقن أن أمن "حزب الله" له بالمرصاد وهو الذي قيل إنه حضر أخيراً الى #لبنان تسللاً بعدما نفّذ عملية تفجير بعبوة ناسفة استهدفت موكباً لزوار مقام السيدة زينب في ريف دمشق إبان مراسم عاشوراء، بدا الحزب في ذروة قلقه وخشيته من عودة المتشددين الى ممارسة أساليب التفجير بالجملة التي سبق لهم أن أدوها باحتراف بعد نحو ثلاث سنوات من اشتعال فتيل المواجهات في الميدان السوري، فنفذوا ما لا يقل حسب تقديرات أمنية رسمية عن نحو 40 عملية تفجير تركزت بشكل رئيسي في مناطق الضاحية الجنوبية وفي مناطق بقاعية وأودت بحياة ما لايقل عن 400 شخص فضلاً عن مئات الجرحى والمصابين، وبدا استطراداً أمام مهمة اتخاذ تدابير وقائية وحمائية.

لا شك في أن الحزب يعلم أن المرحلة التي كان فيها الإرهاب الوارد من الساحة السورية يضرب ضرباته ويأخذ راحته في الحركة، قد تصرّمت وانطوت صفحتها الى حد بعيد خصوصاً أن ثمة فاصلاً زمنياً (نحو 8 سنوات)، إضافة الى أن تلك المجموعات المتشددة الوافد منها والرديف الداخلي قد تلقت ضربات كبرى موجعة بدليل العدد الكبير من عناصرها وقياداتها الموجودة في السجون، فضلاً عن أن ثمة ضربات أخرى طالت تلك المجموعات في المنشأ والحاضنة، إلا أن الحزب، منذ الانفجار في الطريق الى مقام السيدة زينب، تولّد عند دوائره المختصة قاعدة بيانات ومعلومات تفيد أن هذا الإرهاب الذي دخل وإياه في منازلات ضارية طوال سنين عجاف يبعث إليه مجدداً برسالة فحواها: أننا في طريق العودة إليكم.

منطلق هذه القناعة لم يأت فقط من تجديد الإرهاب لنشاطه وتزخيم حركته في عموم الساحة السورية على نحو أعاد الى الاذهان بعضاً من صور بدايات الانتفاضة ضد النظام، ولكن يقيناً منه بأن تفجير السيدة زينب إن من حيث التوقيت أو من حيث المكان والزمن هو موجه خصيصاً للحزب. فالانفجار الأخير في تلك البقعة ذات القدسية عند الحزب هو عملياً الثاني من نوعه خلال أقل من خمسة أيام فضلاً عن أن المتفجرة نفسها هي تقنية متطورة وليست من عمل هواة. وهذا ما أوحى للحزب بأن ثمة أمر عمليات شرع في تنفيذه ضد الحزب ابتداءً من السيدة زينب، البقعة الجغرافية التي هي قاعدة خلفية تتبع للحزب مباشرة من جهة وهي في الوقت عينه شعاع لنطاق أمنه الحيوي.

الى ذلك فإن الانتقال الفوري للمنفذ والمخطط من الاراضي السورية الى الضاحية الجنوبية رفع من وتيرة القلق والتحسب لدى الدوائر الامنية في الحزب ودفعها ربما الى تنفيذ ضربة أمنية استباقية لم تكن بالضرورة وفق ما خطط له لكن المؤكد أن "الهدف لم يفلت فوقع في المصيدة".

وإن كان ذاك الحدث بكل ما انطوى عليه من ملابسات بات قديماً، فإن ثمة تطورات دراماتيكية استجدت خلال الفترة القصيرة الماضية قد أدت الى ارتفاع منسوب الخشية مجدداً عند الحزب وأبرزها:

– موجة النزوح الواسعة للنازحين الى لبنان من جراء تفاقم الوضع المعيشي، التي تردد أنها قد تبلغ أرقاماً فلكية في القريب.

– كلام عن أن بين النازحين هذه المرة يختبئ مئات من الشبان المدربين.
– حملات الدهم المكثفة لأجهزة الأمن اللبنانية لمخيمات النازحين وأماكن تجمعاتهم التي يقال إنها تعود بمضبوطات خطرة.

– كلام عن أن مجموعات من النازحين تشارك في مواجهات مخيم عين الحلوة.
وحيال ذلك كان للحزب تحرك وقائي يقوم على الآتي:
– إجراءات مشددة بغية إبقاء النازحين تحت أعين الحزب الراصدة دون وقوع أية مفاجآت. وأبرز تجليات ذلك في استمارات المعلومات التي تجريها البلديات في الجنوب والضاحية والبقاع.

– اطلاق حملة إعلامية وسياسية مكثفة تحت عنوان دعوة الاجهزة الامنية الرسمية المعنية الى أخذ جانب الحيطة والحذر للحد من موجات النزوح المتجددة من جهة وإشعارها بأنها مرصودة تماماً من جهة أخرى.

– ينبري الحزب، وربما للمرة الاولى، الى نفي تهمة خصومه له بأن تسلل النازحين السوريين إنما يتم من منافذ ومعابر غير شرعية لكنها عملياً تحت سيطرته.

ويعرب المسؤول عن ملف النازحين في الحزب، المسمى منذ أعوام لهذه المسؤولية النائب السابق نوار الساحلي عن قلق الحزب الجدي من موجة النزوح الحالية ويقول: إن هذه الموجات من النزوح تنطوي على مخاطر جسيمة على الاقتصاد والامن والبنية التحتية. وعن الاتهامات التي يوجهها خصوم الحزب إليه تحت عنوان أن منافذ التسلل ومعابر النزوح تقع عملياً في مناطق سيطرته ما يحمّله تبعة السماح بهذا الأمر أو الرضى به، يجيب الساحلي: إن هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً فالمعلوم لدى الجميع أن أكثر من 80 بالمئة من المعابر غير الشرعية بيننا وبين سوريا هي عملياً موجودة بين حدود عكار والشمال حيث ليس للحزب سيطرة أو وجود. أما المعابر البقاعية فهي خاضعة تماماً لسلطة الجيش الذي يقيم حواجز ثابتة. ويضيف الساحلي: عملياً، إن المسؤول الاول عن منع عمليات التسلل هو وزارتا الدفاع والداخلية إذ تقع على الوحدات التابعة لهما مهمة الحد جدياً من هذا النزوح.

ورداً على سؤال يؤكد الساحلي أنه لايمكن أن نغفل عن المخاطر المتأتية عن هذا النزوح والتداعيات المتنوعة وخصوصاً الامنية التي يمكن أن تنتج عنها فالحديث هو عن مليوني نازح في بلد لا يتعدى سكانه الخمسة ملايين نسمة.

ويخلص الى القول: لا بد من التذكير بأننا كنا أول من قرع جرس الإنذار من مخاطر النزوح ودعونا مراراً وتكراراً الى عمل جاد للحد منه والى إعادة النازحين بالتفاهم والتنسيق مع الحكومة السورية وقد بادرنا الى خطوات سلسلة وعملانية لخدمة هذا الهدف وما زلنا مستعدين لهذه المهة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار