مشروع "مُعادٍ" لأميركا يُطبَخ في الصين بعناية ولكن التنفيذ يحتاج الى روسيا وإيران فقط... | أخبار اليوم

مشروع "مُعادٍ" لأميركا يُطبَخ في الصين بعناية ولكن التنفيذ يحتاج الى روسيا وإيران فقط...

انطون الفتى | الإثنين 11 سبتمبر 2023

مصدر: قد يُسيَّج منتدى مبادرة "الحزام والطريق" بضجّة إعلامية ضخمة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تستغلّ الصين منتدى التعاون الدولي الثالث لمبادرة "الحزام والطريق" الذي سيُعقد في بكين خلال تشرين الأول القادم، للانتقام من الولايات المتحدة الأميركية أوّلاً، ومن الغرب عموماً، ثانياً، وذلك بعد الإعلان عن مبادرة البنية التحتية أو "الممرّ الاقتصادي" التي وُقِّعَت خلال قمة مجموعة العشرين في الهند، والتي هي مشروع أميركي في الأساس؟

 

مشروع ضخم

أشارت الصين الى أن 90 دولة، أكدت لها حضور منتدى مبادرة "الحزام والطريق" خلال الشهر القادم، وسط تشديد صيني على أن بكين وقّعت وثائق تعاون تتعلّق بتلك المبادرة مع أكثر من 150 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية، وهو ما يؤسّس لآلاف مشاريع التعاون حول العالم، ولتحفيز استثمارات تصل قيمتها إلى تريليون دولار.

90 دولة ستشارك في المؤتمر، وتوقيع وثائق تعاون مع أكثر من 150 دولة، ومع أكثر من 30 منظمة دولية، يعني أن لدى الصين الكثير من الأوراق التي لم تلعبها بَعْد حتى الساعة.

فهل يتمّ الإعلان عن مشروع اقتصادي ضخم لا يزال يُطبَخ بسريّة وعناية حتى الساعة، وهو مُناهض للمصالح الأميركية، من بكين خلال الشهر القادم، وبمشاركة دول "شريكة" لواشنطن؟

 

تعمّ العالم؟

كل شيء مُحتمَل. ولكن ما يؤكده بعض الخبراء هو أن كلفة تزعُّم الصين للاقتصاد العالمي تُصبح أكثر صعوبة، في عالم يتّجه نحو مزيد من التعقيدات التي تحتّم على بكين الذهاب في طريق أكثر ليبرالية، وفي طريق تغييرات ثقافية، وقضائية، وسياسية، واقتصادية، وإيديولوجيّة... شديدة، في ما لو رغبت بأن تعمّ مبادرة "الحزام والطريق" العالم، بمفاعيلها التامّة.

 

حرية

رجّح مصدر خبير في الشؤون الدولية بأن "يُسيَّج منتدى مبادرة "الحزام والطريق" الذي سيُعقد في بكين خلال تشرين الأول بضجّة إعلامية ضخمة، وبأن يقتصر على تلك الضجّة، إذا لم تشهد بنية النّظام الصيني الكثير من الإصلاحات. فالأمر المهمّ بالنّسبة الى أي دولة تسعى الى أن تصبح قوّة عالمية، لا يكمن بسرعة اتّخاذ القرارات فقط، ولا بتمحورها حول رغبة الحاكم أو الحزب الواعد، بل يحتاج الى مزج السرعة بالحرية، وبالاعتراف بقدرة الحرية على توفير بيئة سليمة ومنطقية للانتقال الى خارج الحدود".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "مشكلة أخرى تعاني منها الصين أيضاً، وهي تعرقلها عن أن تصبح قوّة بديلة من الولايات المتحدة الأميركية حالياً. فالسياسة هي اقتصاد، ولا مجال لخوض حروب من دون مال. ولكن بكين، ورغم عظمتها الاقتصادية حالياً، إلا أنها عاجزة عن افتعال حرب مع واشنطن. فالطيران الأميركي الموجود في تايوان مثلاً، والمموَّل أميركياً، لا يمكن للصين أن تواجهه".

 

"قبّة باط"

ولفت المصدر الى أنه "لا يمكن للصين أن تتّكل على روسيا في مواجهة الغرب، لا اقتصادياً، ولا عسكرياً. فلطالما واجهت روسيا الأسلحة الغربية بطائرات "ميغ"، ولكن حتى تلك الأخيرة تبيّن أنها متأخّرة عن النماذج الغربية بنسبة لا يُستهان بها. والأمر يزداد صعوبة حالياً، بعدما باتت المخزونات العسكرية "الأطلسية" في أوكرانيا، وهي تستنزف المخزون العسكري الروسي".

وختم:"شهد العالم الكثير من المتغيّرات. فما عاد التحالف الروسي - الصيني - الإيراني الاستراتيجي فعّالاً كما كان عليه قبل أعوام. ولكن لا يمكن للصين أن تتّكل على أي دولة، غير روسيا وإيران، في أي مشروع جدّي لمواجهة أميركا. وهذا ما قد لا ينجح تماماً، خصوصاً بعد "قبّة الباط" الأميركية لتحرير بعض المليارات الإيرانية، مقابل الإفراج عن أميركيين مُحتجزين في إيران، وبفعل المفاوضات الغربية المستمرّة مع إيران أيضاً، والتي تحتاجها طهران. وتزداد الأمور صعوبة بسقوط طُرُق التجارة أو التهريب الإيرانية البرية في الشرق الأوسط، تحت أنظار الجيش الأميركي بشكل دائم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار