طُرُق ومشاريع تجارية "كالشتاء" وسط غليان دولي شديد... والنتيجة؟ | أخبار اليوم

طُرُق ومشاريع تجارية "كالشتاء" وسط غليان دولي شديد... والنتيجة؟

انطون الفتى | الثلاثاء 12 سبتمبر 2023

مصبنجي: لا بدّ من وقف النزيف بالجلوس الى طاولة مفاوضات مع روسيا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أهلاً وسهلاً بنا جميعاً، في عالم نعيش فيه من خارج أي حالة يقين، وحيث كل دولة "تقبّل" باقي الدول بحرارة، فيما تريد كل واحدة منها شيئاً مختلفاً من الأخرى.

 

 

"وريث شرعي"

فالمشاريع الاقتصادية "كالشتاء"، وطُرُق التجارة المتنافسة "تُمطرنا" بخيرات غير منظورة تماماً حتى الساعة. ولكن يُظهر لنا الواقع أن زبدة كل تلك الطموحات تتمحور حول أن الولايات المتحدة الأميركية تريد كَسْر الصين اقتصادياً، وإبعادها عن المرتبة الاقتصادية العالمية الثانية، فيما أحد أبرز أهداف الصين هو كَسْر الولايات المتحدة الى درجة تخفيض تصنيفها الاقتصادي العالمي، من الاقتصاد الأول، الى الثالث أو الرابع، أو الخامس...

أما الهند وغيرها من الدول الآسيوية، فهي بدورها تسعى الى أن تحلّ مكان الصين، من دون أن تسلّم كامل أوراقها الى الأميركيين. بينما أبرز ما ترجوه دول الخليج، هو أن تحافظ على موقع عالمي مهمّ لها مستقبلاً، في أوان انخفاض الاستهلاك العالمي لمصادر الطاقة الأحفورية أكثر بعد سنوات. وهي لذلك تذهب الى أميركا والصين معاً، في مشاريعهما المُتضارِبَة معاً، ضمن محاولة للبقاء (دول الخليج) في قلب التجارة والاتصالات والتكنولوجيا العالمية، مع الحرص على تحويل منطقة الشرق الأوسط الى "وريث شرعي" لأوروبا.

 

استعادة "العافية"

وأما أوروبا، فهي التي "ستتمايل" مستقبلاً أكثر بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والصين من جهة أخرى، أي بين "الممرّ الاقتصادي" الذي أُعلن عنه في نيودلهي قبل أيام، وبين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي ترسل إيطاليا منذ نحو أسبوع الكثير من الإشارات حول رغبتها بالخروج منها، رغم تأكيد أكثر من مسؤول صيني رفيع المستوى أهمية احتفاظ بكين وأوروبا بعلاقات جيّدة.

وهذا كلّه فيما يؤكد أكثر من طرف أن لا بديل أوروبيّاً من العودة الى حُسن الجوار، والى أفضل العلاقات مع روسيا، كباب أساسي لاستعادة "العافية" الأوروبية.

 

 

آخر يورو...

أوضح مؤسّس ورئيس موقع  Triloguenews، ورئيس جمعية الصحافة الأجنبية في فرنسا، إيلي مصبنجي، أن "دور أوروبا يتقلّص بشكل مستمرّ وسريع. فأوروبا الغربية تحديداً، ومنذ أن دخلت الحرب ضد روسيا في أوكرانيا، ضعف تأثيرها السياسي والديبلوماسي كثيراً. كما تراجع تأثير الثنائية الفرنسية - الألمانية، خصوصاً أن ألمانيا ضعفت اقتصادياً، وهو ما جعل الصراع العالمي متمحوراً أكثر بين الولايات المتحدة وروسيا والصين".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأن "الجنرال ديغول لطالما نادى بوجوب عدم معاداة روسيا، التي استمرّ بتسميتها روسيا رغم أنها كانت اتحاداً سوفياتياً خلال العصر الذهبي للحرب الباردة. كما كان يحذّر من التقارب مع الولايات المتحدة ضدّ روسيا. وبالتالي، الدور الذي يجب أن تلعبه فرنسا هو عدم معاداة موسكو. فالجوّ "الديغولي" مستاء جدّاً من سياسات فرنسا الحالية، لا سيّما أن الجميع يعلم بأن واشنطن لن ترسل جندياً أميركياً واحداً للقتال في أوكرانيا، بل ستبيع أسلحة، وسترسل ذخائر لكييف، وستقاتل بهذه الطريقة حتى آخر جندي أوكراني، وآخر يورو في أوروبا".

 

تنافس...

وشدّد مصبنجي على أن "المفكّرين في أوروبا وفرنسا ينادون أيضاً بموقف عقلاني تجاه الصين. فهم يرغبون بعلاقات مع بكين الى أقصى الحدود، ولكن من دون حلف سياسي معها، ومن دون التخلّي عن العلاقة مع الولايات المتحدة. هذه مواقف مبدئية، ولكن تنفيذها ليس سهلاً وسط اختلافات في التوجّهات التي تتحكم بعمل مختلف الحكومات الأوروبية. ولكن الأمر الثابت هو أن الحرب الأوكرانية تستنفد قدرات أوروبا، ولا بدّ من وقف هذا النزيف بالجلوس الى طاولة مفاوضات مع روسيا".

وأضاف:"هناك الكثير من المبادرات والمشاريع الاقتصادية الضخمة في العالم عموماً اليوم. وحتى إن سلطنة عمان تسعى للوصول الى آخر سواحل اليمن مثلاً، عبر مشروع سكة حديد. بالإضافة الى مشروع إعادة تطوير وتأهيل مرفأ الفاو في العراق. وهذه كلّها ترمي الى تحسين الأوضاع الاقتصادية وتسهيل التجارة العالمية. فالسعودية تتحدّث عن "رؤية 2030" بإمكاناتها المالية الهائلة، فيما سلطنة عمان تنادي بـ "رؤية 2040" من خلال أهمية موقعها الاستراتيجي، والهدف هو أن تحلّ منطقة الخليج مكان أوروبا. ولكن لا يمكن لأحد أن يقول بعد اليوم إنه يمكن لهذه المنطقة أن تستبدل تلك، أو أن تكون أهمّ منها، وسط عالم يزداد انفتاحاً على بعضه".

وختم:"التنافس موجود، طبعاً. ولكن كل شيء يتوقف على حكمة أصحاب القرار في أوروبا، لإبعاد شبح الفقر والتهميش عن القارة الأوروبية، وذلك بالتفاوض مع روسيا من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار