إيران قد تغيب عن بعض الساحات لسنوات... مراقبة واستجماع أنفاس! | أخبار اليوم

إيران قد تغيب عن بعض الساحات لسنوات... مراقبة واستجماع أنفاس!

انطون الفتى | الثلاثاء 12 سبتمبر 2023

مصدر: مرحلة اكتفاء بجرعات أوكسيجين تحاول أن تمدّد مفاعيلها لسنوات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا يبقى من أهمية استراتيجيّة لطريق إيران البرّي الممتدّ من أراضيها، مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً الى شواطىء المتوسط في لبنان، ومن تأثيراته الإقليمية والدولية، بعد خلط الأوراق الكبير الذي يحصل في العالم بفعل الحرب الروسية على أوكرانيا؟

 

 

مرحلة تراجُع

وهل ستقف إيران متفرّجة على السعودية ودول الخليج في مدى بعيد، التي تُمسك العصا من الوسط بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والصين من جهة أخرى، مُنتزعة المكاسب مرّة من واشنطن، ومرة من بكين، في كل مرّة ترفض واحدة منهما توفير ما تريده (دول الخليج) منها، بينما ما عاد يمكن لإيران أن تتمتّع بأي دور دولي ملموس، من الآن والى ما بعد مرحلة تبدو طويلة نوعاً ما؟

وهل يكفي إيران تأثيرها "المسموح" في مناطق آسيا الوسطى والقوقاز، بعدما بات "المُنافس" الخليجي موجوداً في كل تلك المناطق، وحتى في قلب روسيا؟

فنحن الآن في مرحلة تراجع بالدور الإيراني، على حساب تقدُّم الدور الخليجي والسعودي، بشكل غير منضبط في الأيادي الإيرانية تماماً. وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، خلال العصر الحديث على الأقلّ.

 

ماذا يبقى؟

فهل تتفرّج إيران على الأوضاع وهي تفلت من يدها، وعلى تأثيرها المتراجع في كل مكان؟

فلا طريقها البرّي حاجة ماسّة لأحد بَعْد، ولا هو عائق أمام أحد. ولا الخضّات الأمنية التي تفتعلها (إيران) في العادة، بين الحين والآخر في بعض الأماكن، قادرة على اللّجوء إليها بسهولة بعد، بسبب تحسين علاقاتها مع دول جوارها. ولا يمكن لإيران الاستثمار في تخريب "الممرّ الاقتصادي" أميركي "المولد"، الذي أُعلن عنه في نيودلهي قبل أيام، نظراً لما سيكون لذلك من كلفة على العلاقات الإيرانية مع عدد كبير من الدول غير الغربية، والصديقة لطهران، وهي من أساسات هذا المشروع. فماذا يبقى لإيران؟

 

"شطرنج"

أكد مصدر مُطَّلِع أنه "من الصّعب جدّاً فهم عمق الفكر الإيراني. ولا شكّ في أن كل اللاعبين يعجزون حالياً عن توقُّع كيف يمكن لطهران أن تتحرّك مستقبلاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "إيران هي أنجح من يلعب "الشطرنج" بصمت وهدوء. وهي تحسب النتائج قبل أن تبدأ باللّعب حتى، وتبني سياساتها على هذا الأساس".

 

لسنوات...

وأشار المصدر الى أنه "لن يكون غريباً أن تحتجب إيران عن صورة الأحداث المباشرة في المنطقة والعالم لسنوات الى الأمام. فهي صاحبة خبرة طويلة في تحمُّل العزلة. وقد تنصرف الى جني الثمار الكاملة من جراء تسوية بكين مع السعودية، حتى تستجمع كامل طاقاتها. ولاحظنا جيّداً كيف بدأ مسار تحرير بعض ملياراتها المجمّدة أيضاً، من خلال مفاوضاتها المستمرّة مع الولايات المتحدة الأميركية".

وختم:"لن تتحرك إيران بأي ملف قريباً، وهي لن تخرّب أي شيء لأنها عاجزة عن ذلك حالياً. فهي الآن في مرحلة اكتفاء بجرعات أوكسيجين تحاول أن تمدّد مفاعيلها لسنوات. ولكن العقل الإيراني أكثر من يُجيد الحسابات، وأكثر من يلاحظ نقاط الضعف، وأفضل من يستغلّ الثّغرات بعد مراقبة مطوّلة ومعمّقة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار