لا نطالب بغواصات بل ببعض الخطوات غير المُكلفة والتي لا تحتاج الى استيراد... | أخبار اليوم

لا نطالب بغواصات بل ببعض الخطوات غير المُكلفة والتي لا تحتاج الى استيراد...

انطون الفتى | الأربعاء 13 سبتمبر 2023

وهيبة: يمكن للإنسان أن يقوم بشيء دائماً ولا مجال للتذرّع بنقص التمويل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تكافح معظم شعوب الأرض الصعوبات والأزمات على "جبهة واحدة"، فيما يتوجّب على اللبناني أن يكافحها هي نفسها، على "جبهات" عدّة، نظراً لفقدان مبدأ الدولة في لبنان.

 

بالدولار...

فمفاعيل التغيّر المناخي باتت مسألة يومية، يتوجّب علينا أن نتأقلم معها نفسيّاً وحياتياً. ولكن في بلد مثل لبنان، قد تكون مُسبِّبَة لآلام نفسية وحياتية شديدة.

ففي بلد مثل بلادنا، قد تُرمى مبالغ طائلة، وبالدولار الأميركي، من أجل سهر ليلة واحدة على أنغام صوت فنان عربي أو أجنبي، قد لا يكون مُحبّاً للبنان أصلاً، ولا لشعبه، فيما لا يوجد ولا حتى "قصقوصة دولار" واحدة من أجل أي خطوة تساعدنا على القيام بمجموعة من الاحتياطات التي تحمينا من نتائج أي اضطراب جوّي غير تقليدي.

 

خطوات

وأمام هذا الواقع، ماذا عن بعض الخطوات غير المُكلِفَة للدولة، والتي يمكن أن تساعدنا على التعامل مع مواسم الأمطار العنيفة، وهي من مستوى الإعلان عن إقفال البلد مثلاً، أو إقفال بعض الطُّرُق والمناطق التي يمكن للأرصاد الجوية أن تنذرنا بأنها ستتعرّض لهطولات غير اعتيادية، أو إخلاء بعض الأحياء والمناطق من الناس والسيارات، ونقلهم (ونقلها) الى أماكن أخرى لأيام معدودة، بما يمنع سقوط قتلى وجرحى، وتكبُّد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات...؟

نحن لا نطالب بالحصول على غواصات تحمينا من تحوّل طرقنا الى ما يُشبه البحار والمحيطات، بل ببعض الخطوات غير المُكلِفَة، والتي يمكن تجنيد البلديات والدولة للقيام بها، تخفيفاً للكوارث المُحتملة في أوان الهطولات الغزيرة وغير التقليدية المُتوقَّعَة مستقبلاً.

 

إجلاء الناس؟

أوضح رئيس مصلحة الأرصاد الجوية مارك وهيبة أن "الاضطرابات الجوية متعدّدة، منها الأعاصير مثلاً، او موجات الحرارة، أو السيول الجارفة، أو الفيضانات، أو انجرافات التربة، أو العواصف الثلجية التي تحتجز الناس بسبب تراكم الثلوج. ولكل ظرف منها الخطوات الاحتياطية اللازمة له".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يمكن مثلاً إجلاء الناس من مناطق أطراف الأنهار، أو من مناطق المنحدرات السحيقة التي تتجمّع فيها المياه، أو من المناطق الأكثر عُرضة لأمطار شديدة، نظراً الى أن مخاطر التعرّض لمياه جارفة ترتفع في مثل تلك الحالات".

 

رشاوى

وشدّد وهيبة على أن "من الخطوات الاحتياطية بعيدة المدى أيضاً، وقف الاعتماد على الرشاوى كوسيلة لتسيير معاملات تشييد المنازل رغم المخالفات، فيما يبدأ النّدم بعد أعوام، أي عندما يتّضح أنه ما كان يجب تشييد المنزل في هذا المكان أو ذاك، ولكن بعدما تكون جرفته المياه، وخسر بعض الناس حياتهم. فهذه من الخطوات الضرورية، والتي لا يمنعها فقدان التمويل".

وأضاف:"كما يمكن الاستعانة بدراسات تتعلّق بالمناطق الأكثر عرضة للأمطار الغزيرة والسيول والثلوج، أو لموجات الحرّ مثلاً، بما يمكنه أن يساهم في اتّخاذ الكثير من الخطوات الاستباقية، وتحذير السكان. بالإضافة الى العمل على تنظيف وفتح كل مجاري المياه، وهو عمل يحتاج الى مجهود بالحدّ الأدنى، والى الاستعانة بيد عاملة محدودة".

 

تمويل؟

وأكد وهيبة أنه "يمكن للإنسان أن يقوم بشيء دائماً، ولا مجال للتذرّع بنقص التمويل. فرغم الأزمة الاقتصادية، تكمل دورة الحياة مسارها في البلد. والأمر الأكيد أيضاً، هو أن الدولة ليست كائناً غريباً، بل هي انبثقت من الناس، وتؤمّن مداخيلها من الرسوم المفروضة عليهم. ومسؤولية التحرّك جماعيّة، أي ان الجميع يشتركون فيها".

وختم:"إنقاذ الأرواح لا يكون في أوان الكارثة، بل هو عمل استباقي. ومن هذا المُنطلق، يمكن إخلاء بعض المناطق التي تُنذر الأرصاد الجوية بظروف مناخية صعبة فيها، مقابل الانصراف الى الاهتمام بالبنى التحتية وببعض الخطوات التنفيذية الأخرى فيها، في أوقات لاحقة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار