حايك: المعايير الموضوعة أوروبيّاً تتعلّق بصحة المستخدم الأوروبي بشكل أساسي
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
على هامش المشاكل التي تمرّ بها شركة "آبل" مع السلطات الصينية، على خلفية الحرب التكنولوجية والاقتصادية المشتعلة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، برزت مشاكل أخرى للشركة الأميركية، في أوروبا هذه المرّة، ولأسباب مختلفة.
الإتحاد الأوروبي
فقد حظّرت فرنسا قبل أيام بَيْع هواتف "آيفون 12" على أراضيها، بسبب تجاوز تلك الأجهزة الحدود القصوى للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منها، والتي يمتصّها جسم الإنسان، بحسب الهيئة الوطنية للتردّدات، التي أكدت أنها طلبت من "آبل" تسخير كل الوسائل المتاحة لمعالجة هذا الخلل بسرعة، وذلك تحت طائلة سحب النّسخ التي سبق أن بيعت إذا لم يحصل ذلك.
وبُعَيْد القرار الفرنسي، أعلنت بلجيكا عن أنها ستحلّل المخاطر الصحية التي قد تنطوي على استخدام "آيفون 12"، للأسباب نفسها أيضاً، وهو ما يزيد من احتمالات الحظر في مزيد من البلدان الأوروبية، خصوصاً أن لدى الإتحاد الأوروبي معايير محدّدة تتعلّق بنِسَب الانبعاث الإشعاعي المسموح به في الأجهزة المستعملة ضمن بلدان الإتحاد.
تجسُّس
وأكدت المفوضية الأوروبية أنها تنتظر مواقف من الدول الأوروبية بشأن حظر هذا الهاتف، قبل اتخاذ أي قرار نهائي بهذا الخصوص.
ومن جهتها، طلبت شركة "آبل" من موظفي الدعم الفني لديها، عدم الإدلاء بأي معلومات عندما يسأل المستهلكون عن مستويات الإشعاع الناجمة عن هاتف "آيفون 12"، لتُعلن بعد ذلك عن أنها ستصدر تحديثاً لنظام الهاتف في فرنسا، بما يتناسب مع البروتوكول الذي تستخدمه الجهات التنظيمية الفرنسية، فيما رحبت الحكومة الفرنسية بهذه الخطوة.
هذا ما حصل في أوروبا، أي ضمن فضاء دول لديها أبحاث، وتضع معايير واضحة في إطار الأمور الصحية، والتكنولوجية، وكل باقي المجالات الحيوية... فماذا عن المستخدمين في دول أخرى؟ وما هي العلاقة المُحتملة بين زيادة الانبعاث الإشعاعي من الهواتف وأجهزة التكنولوجيا، وبين التجسّس المُمارَس على المستخدمين لها؟
التحديث الأخير
أوضح الخبير في مجال الاتصالات والأستاذ الجامعي أنطوان حايك أن "من الناحية التقنية، بقيَ هاتف "آيفون 12" يستعمل الموجات الخاصة به نفسها، ولكن بشكل أسرع من السابق، يؤدي الى انبعاث ذبذبات إضافية منه. وقد حصل ذلك بعد التحديث الأخير الذي أجراه المستخدمون في فرنسا، والذي سبق الإعلان عن المشكلة هناك".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المعايير الموضوعة أوروبيّاً لنِسَب الانبعاث الإشعاعي المسموح بها، تتعلّق بصحة المستخدم الأوروبي للأجهزة والهواتف في شكل أساسي، أي بما يحميه من آلام الرأس، ومشاكل الأذن، وغيرها من المشاكل الصحية. فهناك مستوى من الانبعاث الإشعاعي الذي لا يجب تخطّيه بموجب المعايير الأوروبية، وهو ما لم يلحظه التحديث الأخير للهاتف، فحصلت المشكلة".
تصحيح
وعن المستخدمين في الدول التي لا تهتمّ بتلك التفاصيل والمعايير، لفت حايك الى أنه "لا يمكن للإنسان أن يعلم تلك التفاصيل. وهو قد يعاني من آلام في الرأس مثلاً، مع الحاجة الى تناول المسكّنات بتكرار، من دون معرفة السبب الدقيق لما يشعر به".
وأضاف:"الولايات المتحدة وكندا مثلاً، لديهما معايير محدّدة بالنّسبة الى تلك الأمور أيضاً، وليس أوروبا وحدها. ولكن تصحيح ما حصل في فرنسا ممكن عند إرسال التحديث الجديد لـ "آيفون 12"، بما سيجعل نِسَب الانبعاث الإشعاعي ضمن المعدلات المسموح بها هناك".
تفوّق أكبر
وشرح حايك أن "شركة "آبل" لا تزال سبّاقة في مجال قطاع التكنولوجيا وتحديثها وتصويبها، وهي تسبق "هواوي" و"سامسونغ" وغيرهما من الشركات بميزانيّتها المرتبطة بالأبحاث والتطوير التكنولوجي. فيما النتائج التي تحقّقها تجعل من باقي الشركات بحاجة الى أشواط لبلوغ ما تفعله".
وتابع:"هواتف "هواوي" و"سامسونغ" جيّدة جدّاً، وجودتها قوية، وتكنولوجياتها حديثة ومتقدّمة، وهي قد تحقّق نِسَب مبيعات هائلة نظراً الى أن أسعارها أقلّ من أسعار هواتف "آيفون"، ولأنها تحظى بتسويق كبير. ولكن من ناحية التكنولوجيا، تتمتّع "آبل" بتفوّق أكبر".
تجسُّس؟
وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تكون زيادة نِسَب الانبعاث الإشعاعي من أي هاتف أو جهاز إلكتروني، إشارة الى زيادة إمكانية ممارسة التجسُّس على المستخدم له، أجاب حايك:"لا ، ليس بالضرورة".
وختم:"التجسُّس قد يحصل في بعض الحالات. ولكن أساسه لا ينطلق من زيادة نِسَب انبعاث إشعاعي بعد إجراء تحديث لهاتف أو جهاز".