لماذا تعتمد المدارس النسخات الجديدة والكتب المرتفعة الاسعار؟
كارول سلوم - "اخبار اليوم"
... اما وقد انطلق العام الدراسي في بعض المدارس ويتحضر للانطلاق في آخرى، فإن زحمة الأهالي لشراء الحاجات الأساسية لأولادهم لا تضاهيها زحمة أخرى: كتب، قرطاسية وادوات وما سوى ذلك من مستلزمات.
لقد امتلأت مكتبات لبنان بسكانه بحثا عن كتب جديدة أو مستعملة وفق لوائح كل المدرسة، لكن كتب "دوبلت" اسعارها بالفريش واللبناني وأخرى مفقودة وتحتاج إلى طلبية خاصة... إنها الرحلة السنوية نفسها للأهالي الذين اثقلتهم الطلبات وحيرتهم الكتب التي تم تبديلها أو تلك التي تمت اضافتها إلى المناهج هذا العام...
ماذا يجري؟ هو سؤال بات من الضروري أن يتناقله الأهالي الذين تلقوا الصفعات جراء ارتفاع الأقساط المدرسية وبدلات النقل وزي المدرسة الذي عاد ليكون ملزما للجميع، أي على كل تلميذ ان يحصل عليه بمبالغ لا بأس بها لاسيما إذا ما تمت اضافة زي الرياضة الصيفي والشتوي.
من زار المكتبات في الايام الاخيرة خرج بإنطباع يفيد أن الكتب تشكل وحدها ميزانية ومن حصل على كتب من أخيه أو أخته الاكبر سنا سيظل بحاجة إلى شراء ما هو جديد منها بفعل استعمالها طيلة العام، أما استعارة الكتب وردها والتي كانت موضة رائجة في السابق فتراجعت بعض الشيء لأن بيع الكتب صار مربحا اكثر.
وبالنسبة إلى غالبية المكتبات فإنها تستخدم تكتيكا معينا يتصل ببيع الكتب الجديدة أولا قبل عرض ما هو مستعمل منها.
وفي هذا السياق، تقول ندى ع. لوكالة "أخبار اليوم" أن جميع الكتب سُعِرت بالدولار حتى تلك التي أنجزت باشراف كُتّاب من لبنان او طبعت في دور نشر محلية. وتشير إلى أن كتب الجغرافيا والتاريخ والتربية العائدة للصف الثانوي الأول فاقت أسعارها الخمسين دولار لا سيما وانها كلها طبعات جديدة، أما إذا كانت مستعملة فيتم دفع نصف السعر، لافتة إلى أنها على الرغم من شرائها بعض الكتب المستعملة فاق المبلغ الإجمالي للائحة كتب الطالب الواحد الـ ١٠٠ دولار. وتؤكد أنها تنتظر ما إذا كانت المدرسة ستزود اولادها بأعداد الدفاتر كما يجب أو أنها ستشتري منها وهذه بدورها ميزانية ثانية.
اما عادل م. والذي وجد نفسه أمام لائحة كتب "مفولة" وجديدة فاضطر أن يشتري النسخات الحديثة لابنه الذي انتقل الى الصف الابتدائي الخامس ودفع "المبلغ المرقوم" وفق قوله، فكتب تلميذ لم يتعد عمره السنوات العشر بلغت قيمتها ٢٢٥ دولارا أميركيا، سائلا عن سبب اللجوء إلى كتب باهظة الثمن واجبار التلميذ على شرائها في الوقت الذي يمكن فيه اعتماد كتب أخرى ارخص ثمنا. ويروي أنه التقى في إحدى المكتبات بمن كان "يقسط" ثمن كتب لأولاده الثلاثة.
إنها الدوامة نفسها التي تتكرر في مطلع كل عام دراسي... مكتبات تسعر كما ترغب ولوائح المدارس تضم مطولات من كتب فرنسية وإنكليزية وعربية، وليس مبالغة في القول أن هناك كتبا وقصصا يفترض بالتلميذ شرائها يتعدى ثمنها الـ ٢٥٠ دولارا، أما العائلة التي عليها أن تبتاع مستلزمات المدرسة لأكثر من ولد قد "ترهن" بعضا من مقتنياتها لدفعها إلى المدرسة الخاصة التي عدلت في إقساطها ورفعتها إلى ثلاثة اضعاف وبدلت في الكتب من دون وجه حق، وعلى الرغم من كل ذلك يدفع أولياء الأمور الأموال الطائلة سواء مع غصة أو لا.