الانباء- يتطلع اللبنانيون إلى اجتماع «اللجنة الخماسية»، التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، في نيويورك اليوم بالتزامن مع اجتماع سفراء هذه الدول في روما بدعوة من الفاتيكان، بعيد اللقاء المنتظر بين البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مدينة مرسيليا الفرنسية، للوقوف على مآلات الأزمات اللبنانية المستعصية والسعي لحلها.
وتقول المصادر المتابعة ان البابا فرنسيس سيصر على الرئيس ماكرون بأن تعود المبادرة الفرنسية، والتي يحمل جان إيف لودريان رايتها، إلى أسس الدستور اللبناني والقرارات الدولية في معالجة العالق من المشكلات اللبنانية.
وستكون مهمة سفراء الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني البحث في كيفية مواجهة محاولات حزب الله تغيير طبيعة النظام السياسي في لبنان والذي يتمسك الفاتيكان بصيغته الفريدة، ومثله دول «الخماسية»، وفقا لإذاعة «صوت لبنان»، والتي تشمل تطبيق «اتفاق الطائف» وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصا المتعلق منها بنزع سلاح الميليشيات وحصره بيد الجيش والقوى الأمنية وقوات الامم المتحدة في جنوب لبنان، فضلا عن استكمال التحقيقات بالجرائم المرتكبة على أرض لبنان من تفجير المرفأ إلى الاغتيالات السياسية، وسرقة اموال الناس، كما سيطالب المجتمعون السلطات اللبنانية بالإصلاحات المالية والمؤسساتية، فضلا عن معالجة موضوع النازحين السوريين.
رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل اعتبر ان التعايش مع السلاح غير الشرعي أمر غير ممكن، ودعا اللبنانيين إلى موقف موحد لوقف مسلسل الخضوع من خلال تشكيل جبهة معارضة واسعة من كل الفئات والمناطق.
في غضون ذلك، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيدعو إلى الحوار في أوائل أكتوبر المقبل ما لم تحدث أي مفاجأة، وقال لصحيفة «اللواء» انه حريص على مشاركة الجميع، لأن المرحلة حساسة ويجب ان يكون الحوار منتجا ومثمرا ومازال الوقت أمامنا، وقد سمعت ان القطريين سيأتون إلى لبنان بطرح ما.
بري تراجع عن قراره بالتنحي عن إدارة الحوار، كونه طرفا في المسألة المطروحة، وتسليم الدفة إلى نائبه إلياس بوصعب، وقال أمس «أنا من سيدير الحوار وسيكون معي نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب»، موضحا انه سيدعو إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس على طريقة انتخاب بابا روما.
ولم يوضح رئيس المجلس سبب عودته إلى إدارة جلسات الحوار، لكن يبدو ان ثمة جهة رفضت المشاركة في حوار تحت إدارة نائب رئيس المجلس، وفي الطليعة «التيار الوطني الحر» الذي كان بوصعب ينتمي إليه، في حين ردت صحيفة «نداء الوطن»، القريبة من ««القوات اللبنانية»، موقف بري المستجد إلى «المشاغبة» على الحراك القطري المرتقب لصالح خيار قائد الجيش بالرئاسة بدعم من «الخماسية».
وكان رئيس «التيار» المعاد انتخابه النائب جبران باسيل أكد في احتفال إطلاق الولاية الجديدة في «الربوة» وجوب التوجه إلى «حوار حقيقي يؤدي إلى انتخاب رئيس إصلاحي يملك مشروعا لتحقيق الدولة وإلا فنحن لن نشارك بالحوار خارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس، على شكل مشاورات وتباحث ثنائي ثلاثي متعدد الأطراف على مستوى رؤساء الأحزاب أصحاب القرار وليس ممثلين عنهم».
قناة «الجديد» توقفت أمام انتخاب باسيل ونوابه في رئاسة «التيار» بالتزكية مرة جديدة، ملاحظة ان باسيل سار على خطى مختلف الأحزاب اللبنانية منتخبا نفسه رئيسا للتيار الوطني الذي لم يكن حرا في ديموقراطيته، وهو يرفض منطق الفرض رئاسيا، لكنه طبق هذا المنطق حزبيا، وقال ان برنامج رئيس الجمهورية أهم من شخصه الكريم، ووضع شرطا على رئيس الجمهورية ألا يخجل الرئيس من ماضيه، وكأنه أصاب بهذا الشرط عمه الرئيس السابق ميشال عون الذي خلف وراءه رئاسة مدمرة.
إذاعة «النور» نقلت عن جريدة «الجمهورية» ان «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني تعتبر فريقا واحدا واليد الواحدة لا تصفق، وما ينقصها هو الطرف الآخر، أي إيران، ليكتمل الحوار الحقيقي حول الملف الرئاسي اللبناني.
وكانت إيران سعت للانضمام إلى «اللجنة الخماسية» بصيغه 5+1، لكن رغبتها هذه اصطدمت بالعقوبات الأميركية التي حالت دون ذلك، وهذا ما يفسر الإرباك الحاصل على مختلف أوجه الحلول لأزمات المنطقة وفي طليعتها لبنان.
موقع «الأنباء»، الناطق بلسان «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط، توقع ان ترتفع اسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية في الأيام والأسابيع المقبلة، مع احتمال وصول موفد قطري إلى لبنان قريبا، لتفعيل العمل على إنجاز تسوية رئاسية،.
وبمناسبه الحديث عن سليمان فرنجية، فقد نقلت قناة «الجديد» عن الإعلامي جان عزيز ان فرنجية أبلغ حزب الله بأنه إذا لم تكن لديه حظوظ في الرئاسة فسيكون قائد الجيش العماد جوزاف عون خياره الأول.