جهود ضخمة لتعبيد طُرُق آسيا - أوروبا بالاسفلت الإسرائيلي - الفلسطيني... هل تنجح؟ | أخبار اليوم

جهود ضخمة لتعبيد طُرُق آسيا - أوروبا بالاسفلت الإسرائيلي - الفلسطيني... هل تنجح؟

انطون الفتى | الثلاثاء 19 سبتمبر 2023

الحداد: مشاريع نظرية حتى الساعة الى أن تكتمل الحلول الصّعبة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل اقتربت المنطقة من زمن جديد، ليس بسبب ما ينتظرها من وعود بالتقدّم والنمو والازدهار الاقتصادي فقط، بل بفعل جهود الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية ومصر والأردن أيضاً، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط؟

 

حزمة...

فتلك الجهود تصطبغ بصبغة دولية، وهي تسعى الى إنشاء حزمة لدعم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بمجرّد التوصل إلى اتفاق نهائي على أساس حلّ الدولتَيْن، والى احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس. كما تعتمد على مبادرة السلام العربية وعرض السلام الذي قدّمه الإتحاد الأوروبي في عام 2013، مع التركيز على تحقيق مكاسب السلام الشامل.

بالإضافة الى الحديث عن تشكيل فرق عمل لتوضيح مكوّنات حزمة دعم السلام التي تغطي التعاون السياسي والأمني، والجوانب الاقتصادية والبيئية، والبُعد الإنساني، مع التركيز على أنه سيتمّ تقييم التقدم بشكل منتظم بهدف تقديم تلك الحزمة، بحلول أيلول عام 2024.

فما هي العلاقة بين الجداول الزمنية المرتبطة بمساعي إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، وبين خطوط التجارة العالمية الأميركية والصينية التي تمرّ بالمنطقة، أي "الممرّ الاقتصادي" الذي أُعلن عنه في نيودلهي قبل نحو أسبوع من جهة، ومبادرة "الحزام والطريق" المُعلَن عنها قبل سنوات، من جهة أخرى؟

 

لن يُطبَّق؟

رأى العميد المتقاعد دانيال الحداد أن "الخط الاقتصادي الذي أُعلِنَ عنه في الهند قبل نحو أسبوع، لن يُطبَّق على الأرجح، إذ إنه مشروع تحيط به الكثير من المشاكل، وهو يحتاج الى استقرار شديد، والى خطوات كبيرة قد تستغرق سنوات طويلة جدّاً، فيما الصراع الإقليمي والدولي لا يزال على حاله في الشرق الأوسط. والأمر نفسه ينطبق على الصعوبات التي تعاني منها كل باقي مشاريع وخطوط التجارة التي تمرّ بالمنطقة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الخط الأخير الذي قيل إنه سينطلق من الهند الى أوروبا، يحتاج الى المرور بالضفة الغربية أيضاً، وهو ما يحتّم إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، وإلا فلا مجال لنجاحه أبداً. هذا فضلاً عن الحاجة الماسّة الى إنهاء الحرب في اليمن، وفي سوريا أيضاً. فمشكلة اليمن طويلة وصعبة. والهدوء الحاصل هناك حالياً هو نوع من هدنة، وليس حلّاً شاملاً. فالحلول النهائية تنتظر الاتفاق على نظام الحكم في اليمن، وشكله، وتركيبته، و(الاتفاق) على ما إذا كان سيتمّ حلّ الميليشيات بسهولة، أو تقسيم اليمن مثلاً. وأمام كل تلك الصعوبات، قد تصبح الهدنة معرّضة للاهتزاز في أي وقت مستقبلاً".

 

مشاريع نظرية

وأشار الحداد الى أن "الوجود الأميركي في سوريا يعرقل الحلّ أيضاً، الى جانب عدم إنهاء الحرب هناك. فمشاكل المنطقة معقّدة جدّاً، وقد تحتاج الى سنوات طويلة جدّاً، خصوصاً أن عناصرها داخلية وخارجية معاً، وهي خليط من السياسي والطائفي والمذهبي. وتبعاً لذلك، لا يمكن تمرير أي طُرُق تجارية من هنا بشكل فعّال من دون إيجاد حلّ لكل أزمات الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسوريا، واليمن".

وختم:"سيستفيد لبنان طبعاً، إذا توفّر الحلّ لكل القضايا والمشاكل العالقة. ولكن الحلول لا تزال بعيدة من أرض الواقع حالياً. وهذا ما يجعل الممرّات التجارية والاقتصادية الدولية التي تتّخذ من منطقتنا مساحة مرور الى أوروبا، محصورة بواقع المشاريع النظرية حتى الساعة، الى أن تكتمل الحلول الصّعبة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار