الحرب السورية غيّرت لبنان لا سوريا وصفقة الصّمت عن النازحين السوريين محليّة أوّلاً! | أخبار اليوم

الحرب السورية غيّرت لبنان لا سوريا وصفقة الصّمت عن النازحين السوريين محليّة أوّلاً!

انطون الفتى | الخميس 21 سبتمبر 2023

مصدر: السوريون لن يعودوا الى سوريا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أزمة النزوح السوري في لبنان ليست "شبحاً" مُحتجباً نتعامل مع نتائج تخريبه في اقتصادنا وظروفنا المعيشية اليومية.

فالنازحون السوريون ليسوا أشباحاً، وهم يجتازون حدوداً لبنانية - سورية غير افتراضية، ويستقرّون في مناطق لبنانية واقعيّة، وبعلم وتقاعُس من قوى أمنية وعسكرية وسياسية ومناطقية وبلدية... لبنانية، حقيقية وملموسة. وهذا نقوله "من الآخر"، وبالمختصر المُفيد.

 

مرحلة أولى

هنا نتحدّث عن وضع مشروع "شعب واحد في بلدَيْن" على سكة القطار، ضمن "منفعة" محلية أولاً، وإقليمية - دولية ثانياً، وسط ضجيج صاخب لأكثر المُستفيدين من هذا المشروع في لبنان.

"شعب واحد في بلدَيْن" هي مرحلة أولى، قد تتحوّل في ما بَعْد الى شعب واحد في "بقع" جغرافية، هي مجموعة من الدويلات، لا نعلم حتى الساعة الشكل النهائي والمُستدام والممكن لها.

فما هو تأثير بقاء النازحين السوريين في لبنان، بهذا الشكل، على الحلّ السياسي المنشود في سوريا؟ وما هي الكلفة السياسية والاقتصادية والديموغرافية و"الخرائطية" لأي حلّ سياسي سوري، من دون إيجاد حلّ للشعب السوري الكامل الموجود على الأراضي اللبنانية، بشكل يسبق الأول (الحلّ السياسي في سوريا)؟

 

الى لبنان فقط...

شدّد مصدر مُواكب لآخر المحادثات المرتبطة بالملف اللبناني في الأروقة الدولية على أن "السوريين لن يعودوا الى سوريا كما يشتهي الشعب اللبناني بمعظمه ذلك. والاتّفاقات العامة تدور حول إفساح المجال لإبقائهم في لبنان الذي كُرِّس على أنه الحلقة الأضعف".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا مجال لإعادة إعمار سوريا قريباً. وكل ما حصل ويحصل فيها بات يسمح لكل سوريّ يتضايق هناك الآن أو مستقبلاً، بالانتقال الى لبنان في شكل عادي وطبيعي. وهنا نتحدّث عن لبنان فقط، وليس عن تركيا أو الأردن أو غيرهما".

 

الأثمان الكبرى

وأكد المصدر أن "لا مجال لتأثير لبنان على الحلّ السياسي السوري. فالحرب السورية غيّرت لبنان وليس سوريا، وأحدثت التغيير الديموغرافي الأساسي والملموس فيه، سواء على الصعيد السنّي - الشيعي، أو الانعكاسات الأمنية لهذا الواقع مستقبلاً. هذه كارثة طبعاً، ولكن لا عمل لبنانياً فعلياً لوضع حدّ لما يجري حتى الساعة".

وختم:"لا يمكن الحديث عن سوريا من جديد، ولو تمّ الحلّ السياسي، إذا لم توضَع خريطة طريق سريعة من أجل بَدْء مشوار إعادة الإعمار. فلا مجال لوضع حجر على آخر، بوجود كلّ هذا العدد من الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية. وفي الانتظار، لا أحد يدفع الأثمان الكبرى سوى لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار