تفكيك شبكات الاستفادة من النازحين في لبنان... "أخطبوط" الدولة اللبنانية الخطير! | أخبار اليوم

تفكيك شبكات الاستفادة من النازحين في لبنان... "أخطبوط" الدولة اللبنانية الخطير!

انطون الفتى | الثلاثاء 26 سبتمبر 2023

مصدر: أكاذيب سياسية رغم أن كثيراً من اللبنانيين يحصلون على طعامهم من مستوعبات النفايات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ألا يجدر باللبنانيين أن ينصرفوا الى "تنظيف" ما لديهم، قبل أن يتذمّروا من النزوح السوري؟ وألا يجدر باللبنانيين أن يلاحقوا ويفككوا شبكات الاستفادة من النزوح السوري الموجودة في لبنان، وهي شبكات معقّدة ومُتداخلة بين أحزاب، وشخصيات سياسية وأمنية، ورجال مال وأعمال، وأصحاب مصالح ذاتية، تحكم لبنان وتتحكّم بمصيره، وتستفيد من تدفُّق النازحين إليه، وذلك قبل الحديث عن النزوح السوري كاحتلال؟

 

 

"أخطبوطية"

فهذه شبكة "أخطبوطية" من المصالح الشخصية التي تعود الى مجموعات لبنانية تحتاج الى أيدٍ عاملة رخيصة و"فاقدة" لأي كيان مدني وسياسي "مكتوب"، من أجل مصانعها، وحقول زراعية تستفيد منها، وأعمال بناء، والعديد من الأعمال اليومية... التي تعود إليها بالتمويل، والمنفعة.

وأمام هذا الواقع، نجد أن الاحتلال السوري الجديد ينبع من الداخل أكثر من الخارج. وليتوقّف الضّحك على الناس بوجود مؤامرة "كونيّة" على لبنان، هي عملياً من جنى أيدي مختلف أنواع "العصابات" التي تحكمنا في الداخل.

 

"تضييع الأمور"

فإذا كانت دولة مثل فرنسا تتعاون مع خبراء بريطانيين في منطقة كاليه، لمساعدتها على تفكيك شبكات المهرّبين، وتحقّق نتائج جيّدة جداً على هذا المستوى باعتراف عدد من المسؤولين في البلدَيْن، أفلا يمكن للبنان مقاربة ملف النزوح السوري من زاوية تفكيك عصابات وشبكات التهريب الداخلية على الأقلّ، بدلاً من "تضييع الأمور" بالسجالات حول العلاقات "الأخوية" مع سوريا، والتجارة معها، والذهاب إليها كجارة، وشقيقة، وصديقة، و...، بشكل يترك تدفّق النازحين السوريين الى لبنان على حاله، بما يحقّق مصلحة العصابات والشبكات اللبنانية المستفيدة من ذلك، ومصلحة النظام السوري العاجز عن توفير الكثير من الحاجات الأساسية لشعبه؟

 

صلاحيات...

شدّد مصدر مُتابع لأزمة النزوح السوري على "أننا نعيش في لبنان، وليس في فرنسا، أي حيث لا توجد حكومة، ولا نظام حكم، ولا دولة، ولا شبه دولة. وبالتالي، لا يمكننا أن ننتظر أكثر من ردّات الفعل على أساس الصّراخ بأن لبنان انتهى، وبأن سوريا ستبتلعه، فيما لا أحد من الصارخين يقدّم أي إجراء لمنع حصول ذلك".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحكومة اللبنانية الحالية باتت عنصراً مهمّاً في زيادة الفساد. فهي غير قانونية، وغير شرعية، ولكنها لا تزال تعمل وتؤثّر. فماذا ننتظر غير الحديث عن أجواء إيجابية، وعن أكاذيب سياسية، رغم أن كثيراً من اللبنانيين يحصلون على طعامهم من مستوعبات النفايات؟".

وختم:"الحلول مستحيلة إذا كان لا يوجد دولة فعّالة. ففرنسا تقرّر لأن الدولة هناك تفعل ذلك، بينما الوضع اللبناني مختلف عن ذلك تماماً. فنهاية عصر العصابات والشبكات التي تتحكّم بلبنان وبأوضاعه ومستقبله، والتي تستفيد من موجات النزوح السوري، تنتظر ليس فقط انتخاب رئيس للجمهورية، بل الصلاحيات التي يمكنه أن ينالها. وبالتالي، يتوجّب على من ترتفع حظوظ انتخابه أن يطالب بصلاحيات، وبمواكبة عمله بحكومة قوية، لدرجة منحها صلاحيات تشريعية في ما لو طلبت ذلك".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار