يصعب معرفة تموضع التيار: "ممانعة" أو "نصف ممانعة" أو "معارضة"؟!
باسيل يحاول التمايز..."فريد" في توجهاته ويستعيد ذكريات نضالية
كارول ساوم – "أخبار اليوم"
أكثر من موقف أطلقه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سواء في مناسبات خاصة بتياره او غيرها أعطى من خلالها المؤشر عن أنه انتقل إلى ضفة المعارضة انما معارضة مغايرة عن تلك القائمة راهنا، وربما أراد في ذلك التمايز ووضع التيار البرتقالي في موقع لا يشبه غيره، ومن هنا تأتي تصريحاته وحتى جولاته التي يعلن فيها صراحة أنه "فريد" في توجهاته مستعيدا ذكريات نضالية في وجه من يريد اقصاءه.
وبخوضه الحوار مع حزب الله، يمنح التيار فرصة للعلاقة معه لكنه في الوقت نفسه يشير إلى أولوياته والى مفهومه للحوار. اما استبعاده عن أي قرار كبير أو تسوية في البلد، فليست موجودة في قاموسه ولعل هذا ما يمكن اعتباره من هواجسه.
يقرأ كثيرون ما يقوله النائب باسيل في سياق الشعبوية، ولكن التيار هو فريق أساسي في البلد يتحدث كما يرغب، يوافق ويعارض ويملك خيارات وخطط عمل ورؤية بشأن الاستحقاق الرئاسي وغيره.
وفي هذا المجال، تفيد أوساط سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" أن التيار لن يخرج عن الخط الذي رسمه في الوقت الحالي كما الوقت السابق أي أنه لن يقبل بإستبعاده عن أي توجه أو قرار أو خيار مهما كلف الأمر، وتعتبر أن المواقف التي يعبر عنها تخدم هذا الهدف ولذلك يعمد إلى تكرارها، ومعلوم ان الموقف الأساسي يصدر دائما عن رئيس التيار.
وكشفت الاوساط عينها أنه عندما يتحدث عن الإجماع على رئيس الجمهورية فإنه يضع في حساباته، الشخصية المرشحة التي يتم التوافق عليها بين جميع المكونات وفي حين إشارته إلى جلسة مفتوحة يربح فيها من يربح توحي بأن هذا الأمر صعب التحقيق اقله راهنا.
وتوضح هذه الأوساط أن رئيس التيار يحاول إبقاء تياره رابحا ضمن المعادلة السياسية القائمة، ولن يتخلى عن بعض المطالب الأساسية حتى أنه يخطط لكيفية المواجهة المستقبلية تفاديا لأي خسارة قد تلحق بمكاسب لتياره في الاستحقاقات المقبلة، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى كثيرين يصعب معرفة ماهية تموضع التيار اليوم: "ممانعة" أو "نصف ممانعة" أو "معارضة"، معتبرة أن قصف باسيل لجبهة حركة امل وبعثه برسائل إلى حزب الله دليل على أنه لا يمثل هذا الخط ولكن ما من امر يحول دون الاستدارة الموسمية عندما تقتضي المصلحة.
وتقول أنه في الوقت نفسه لم يعلن التيار انضمامه إلى المعارضة بشكلها الحالي، لكن باسيل ألمح إلى إمكانية تحول تياره إلى معارضة وفق ما يقاربها ليست كما هي الآن على اعتبار أن التيار مختلف عن باقي القوى ولعل هذه النقطة يعتبرها البعض أنها تنم عن حال من الضياع التي تسود بين صفوف قياديي التيار، معتبرة أنه في كل الأحوال سيضع التيار نفسه خارج الاصطفافات عندما يرغب في ذلك.
بغض النظر عما يريده التيار الوطني الحر فعلا إلا أنه يعتبر نفسه الشريك المسيحي في الوطن والذي لا بد من العودة إليه دائما في الملفات الكبرى.