"ثورة كبرى" مُنتَظَرَة في قلب المدارس والجامعات ستغيّر وجه العالم!... | أخبار اليوم

"ثورة كبرى" مُنتَظَرَة في قلب المدارس والجامعات ستغيّر وجه العالم!...

انطون الفتى | الجمعة 29 سبتمبر 2023

عجاقة: لن يكون مهمّاً تخريج طالب ناجح في الرياضيات فيما لا يُجيد شيئاً عن المعاملات المصرفيّة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

وصلنا الى الوقت المناسب لوضع الملف التربوي على بساط البحث، في الشقّ الذي يتعلّق بما يختزنه من تجارة.

 

زيادة الموارد

فخلال العقود الماضية، تزايدت سنوات ومُتطلّبات الحصول على شهادات، وشهادات عُليا، ليس لأسباب تربوية ومهنية فقط، بل لزيادة الموارد والثروات، ولتحريك العجلة الاقتصادية، لا سيّما بعدما توسّع استخدام المدارس والجامعات كأدوات لنشر الأفكار والإيديولوجيات، بموازاة زيادة استعمال الثقافات، والحريات، والفنون... كمادة للتوسّع الاستراتيجي.

فسنوات التخصُّص والدراسة الطويلة، لا تكلّف الجيوب على صعيد الأقساط واللوازم الدراسية فقط، بل تصل الى حدّ توفير السكن، والطعام، ومختلف أنواع الفواتير... وما يتبعها من أساسيات. وهنا نتحدّث عن خريطة اقتصادية مُتكاملة، قد لا يكون لها علاقة بالجانب التربوي حصراً.

 

انهيار القطاعات

ولكن مع ارتفاع نِسَب البطالة، والتضّخم، ومخاطر الركود الاقتصادي، و(ارتفاع) تكاليف المعيشة، والسكن، وأسعار الطاقة، والكهرباء، والمواد الغذائية... لا بدّ من إعادة النّظر بسنوات الدراسة الطويلة، لتقليص ما هو تجاري منها.

فما كان دفعه مقبولاً قبل 10 سنوات مثلاً، لم يَعُد كذلك اليوم، لا سيّما في الدول الأكثر تضرُّراً من الأزمات العالمية، والتي من بينها لبنان. وإذا كانت مدّة الدراسة 5 سنوات بدلاً من 3، في بعض الاختصاصات (بسبب الحشو المُفتَعَل في المناهج)، والوصول باختصاصات الطب (مثلاً) الى درجة فصل التخصُّص بأُذُن اليسار عن أُذُن اليمين (على سبيل المثال)، (إذا كانت سنوات الدراسة تلك) مفهومة في بعض الحقبات السابقة، إلا أنها ما عادت كذلك اليوم، خصوصاً في دول مثل لبنان.

هذا مع العلم أن انهيار القطاعات كافّة، وأوّلها القطاع الاستشفائي، والصيدلاني، والمستلزمات الطبيّة... وسائر القطاعات الحسّاسة، خلال حقبة الصراع العالمي ضدّ جائجة "كوفيد - 19"، وبسبب نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا، ومفاعيل التغيُّر المناخي، يؤكد أن سنوات الدراسة الطويلة الماضية لم تَكُن سوى تجارة في الأساس، إذ إنها فشلت في تحصين أي قطاع، وفي خلق شبكة أمان مُستدامة له، وذلك رغم أننا نعيش في عصر من التقدّم التكنولوجي الهائل.

 

مراحل التعلُّم

أوضحت الخبيرة التربوية، والأستاذة الجامعية الدكتورة لورانس عجاقة، أن "مراحل التعلُّم المختلفة المُخصَّصَة للطلاب ضرورية من أجل مساعدتهم على التفاعل بين بعضهم البعض على مقاعد الدراسة أولاً، وفي المجتمع مستقبلاً".

وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العمل على وضع منهاج تربوي يستوجب النّظر الى البلد الذي يوضَع من أجله، والى مدى تأثُّره بالعولمة وبانعكاس ما هو موجود في الخارج على مجتمعه، والسير على هذا الأساس. ولكن بموازاة ذلك، لا بدّ من الانتباه الى أنه لن يكون مهمّاً تخريج طالب ناجح في مادة الرياضيات مثلاً، فيما هو لا يُجيد شيئاً عن المعاملات المصرفيّة. وبالتالي، يتوجّب تخريج طالب قادر على التفاعل أكثر مع كل ما سيجده بحياته اليومية في المجتمع".

 

تخفيف البرامج

وأسفت عجاقة "لأن الواقع يُظهر استمرار التركيز على الكلام والحشو حتى الساعة، وعلى الهرب من التحليل. ففي لبنان مثلاً، لا جهوزية تربوية للقيام بتحوُّل جوهري على هذا الصعيد، فيما المناهج التربوية الموجودة لا تساعد الطالب في التركيز على حياته العملية، ولا على تدريب نفسه على أن يكون براغماتياً أكثر".

وأضافت:"تُظهر بعض الدراسات مثلاً، أن النتائج الصحية الجانبيّة طويلة المدى للقاحات "كوفيد - 19" قد تكون مُقلِقَة في بعض الحالات، ولبعض الأشخاص. وهذا يجسّد حقيقة أن سنوات الدراسة الطويلة، والتطوّر الكبير، والإمكانات الهائلة التي كان العالم يتنعّم بها خلال حقبة ما قبل الجائحة، لم تَكُن فعّالة في تحقيق أكمل النتائج في مواجهتها بشكل نهائي".

وختمت:"لا بدّ من تخفيف البرامج، وإنزال طلابنا الى أرض الواقع أكثر، ومساعدتهم على التفاعل معه، والعمل على تنمية قدراتهم التحليلية والنّقدية، من حيث المبدأ. فقد حان وقت إنهاء زمن الاستماع، لصالح إفساح المجال أمام الطالب للتعبير عمّا في داخله، ووضعه في العَلَن بعيداً من العواطف، وذلك بموازاة تمكينه من النظر الى ضرورة معالجة سبب المشكلة، قبل البحث عن حلّها فقط. فالولد كالنّبات، من حيث أنه يحتاج الى توفير مناخ مُناسب لنموّه بطريقة صحيحة، وهذا ما لا يحصل مع الأسف".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار