زوال "كاراباخ" من الوجود... دول أخرى "عا الطريق" ولبنان ينتظر دوره؟؟؟... | أخبار اليوم

زوال "كاراباخ" من الوجود... دول أخرى "عا الطريق" ولبنان ينتظر دوره؟؟؟...

انطون الفتى | الجمعة 29 سبتمبر 2023

رمال: لمواكبة ما يجري في العالم بتدابير تكفل بقاء لبنان واستمراره اقتصادياً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بدأت المتغيّرات العالمية تدخل مرحلة جديدة، تبدو أشدّ قسوة من الحروب العسكرية، والأزمات الاقتصادية، والتصارُع على الموارد الطبيعية، إذ وصلت الأمور الى حدّ تفتيت بعض "الجيوب" الإقليمية التي شكّلت مادّة لصراعات إقليمية - دولية على مدى عقود.

 

من التالي؟

فقد أعلنت جمهورية ناغورني كاراباخ، وهي جيب يقع ضمن حدود أذربيجان رغم أنه ذات غالبية أرمينية، أنها ستزول من الوجود، بعدما مُنيت بهزيمة عسكرية، وسط دعوات دولية لاحترام حقوق الإنسان في هذا الإقليم الغني بالموارد الطبيعية، والذي يشهد تغيُّراً ديموغرافياً وسياسياً وأمنياً كبيراً.

قد تكون بعض المشاريع التجارية والاقتصادية، وأخرى تتعلّق بالموارد الطبيعية والطاقة، باتت جاهزة للإطلاق بعد مدّة هناك. ولكن ما هي الجمهورية الثانية، والثالثة، والرابعة، و... التي ستُعلن أو سيُعلَن زوالها من الوجود بعد ناغورني كاراباخ؟ ومتى؟ وماذا عن مستقبل بلد مثل لبنان، لم يَعُد لديه فرصة فعلية في أي مكان، وفي أي مشروع عالمي؟

 

موازين القوى

أشار العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال الى أن "الشكل الجديد للصراع الدولي بات مُتمحوراً حول الثروات الطبيعية والمواد الأولية. وبالتالي، لا يمكن للأقاليم الصغيرة أن تستمرّ إذا لم تَكُن تتمتّع بإمكانات تمكّنها من دخول السوق العالمية على الصعيد الاقتصادي بشكل واسع ومؤثّر ومُفيد. وأمام هذا الواقع، يُصبح مصير تلك الأقاليم الاضمحلال لأنها لن تتمكن من الصمود في وجه الاستراتيجيا العالمية الجديدة التي تقوم على أن من يمتلك الاقتصاد الأقوى والتكنولوجيا الأقوى، هو الذي سيكون قادراً على الاستمرار أكثر".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "موازين القوى لم تَعُد تقتصر على ميدان التسلُّح فقط. فبين روسيا وأوكرانيا مثلاً، ورغم أن الجيش الروسي يُعتَبَر ثاني أقوى جيش في العالم، إلا أن الحرب الروسية - الأوكرانية لا تزال مشتعلة منذ أكثر من سنة، من دون حسم. بينما تأثّر العالم كلّه بتلك الحرب اقتصادياً وصناعياً وزراعياً، وفي مجال الطاقة أيضاً، بشكل يدلّ على أن الوجه الحقيقي للصراعات الحالية والقادمة تدور وستدور حول من ينجح بالسيطرة على المواد الأولية، والأسواق. وحتى تستطيع الدول تأمين استمرارية لها ولشعوبها، يتوجّب أن يكون لديها قدرات تمكّنها من البقاء وتعويض أي نقص أو خلل يحصل بسبب أي حرب أو توتّر".

 

لبنان؟

ولفت رمال الى أنه "قد يكون بمقدور الدول والتحالفات الكبرى أن تنجح في ذلك. بينما الصغرى منها ستكون عاجزة عن تلبية احتياجاتها، إذا لم تدخل في تحالفات مع دول أخرى تؤمّن لها هذه الاستمرارية. وبالتالي، ما شهدناه في كاراباخ طبيعي، انطلاقاً من أن أي إقليم غير قادر على تلبية احتياجاته المتصاعدة حالياً بفعل الأزمات الاقتصادية، سينهار، وسيُكتَب له الفشل".

وردّاً على سؤال حول مصير لبنان ومستقبله وإمكانية أن يزول بالفعل، في مثل تلك الأوضاع، أجاب:"لبنان متخلّف جدّاً عن الحراك الاقتصادي الإقليمي والدولي. ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه دول المُحيط الى إقامة شبكات ملاحية وأنابيب لنقل الغاز والطاقة، بقيَ لبنان متخلّفاً عن الاشتراك بالأحلاف التي يسمح بها القانون اللبناني".

وختم:"حتى بالنسبة الى التنقيب عن الغاز الذي يستطيع أن يجعل لبنان شريكاً في الحركة الاقتصادية الإقليمية والدولية، لا نزال متعثّرين به أيضاً بسبب الوضع السياسي، وغياب القرار السياسي عن ضرورة مواكبة ما يجري في العالم على الصعيد الداخلي، وذلك بتدابير تكفل بقاء لبنان واستمراره اقتصادياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار