"الخماسية" على خطّ الشركات وأسلحة الاحتلالات الجديدة للبنان... | أخبار اليوم

"الخماسية" على خطّ الشركات وأسلحة الاحتلالات الجديدة للبنان...

انطون الفتى | الجمعة 29 سبتمبر 2023

درباس: انفجار لبنان سيكون مثل القنبلة الجرثومية التي تلوّث دائرتها كلّها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بعدما باتت الشركات الأجنبية، والشركات متعدّدة الجنسيات، والشراكات الاقتصادية، والاستثمارات، والطرق التجارية... أسلحة للحروب والاحتلالات الجديدة، بدلاً من الجيوش، نسأل عمّا إذا كانت دول "الخماسية" التي تعمل على الملف اللبناني، تنظر الى أقلّ من مستقبل مصالح شركاتها واستثماراتها في لبنان.

 

 

شعب لبنان؟

فعلى سبيل المثال، مع كل حركة فرنسية باتّجاه لبنان أو المنطقة، ترتفع مصالح شركة "توتال إينرجيز". ومع كل حركة فرنسية، تزداد مساعي تعزيز الفرانكوفونية. وهذا ما تسعى إليه وتعمل عليه دول مجموعة "الخماسية" كلّها، إذ لا أحد يسخّر نهاره وليله من أجل حلّ سياسي لبناني، سوى لأنه يبحث عن استقرار لمصالح شركاته وأعماله في لبنان.

ولكن ماذا يمكن للشعب اللبناني أن يربح من جراء ذلك؟ وهل يصبح لبنان بلد المصالح الأجنبية، وتوفيرها من جانب طبقة سياسية فاشلة، حتى ولو "انتهى" شعب البلد، "عا الآخر"؟

 

بالفنجان...

ذكّر الوزير السابق رشيد درباس بأنه "أُلغِيَت دولة إسمها ناغورني كاراباخ قبل أيام، أمام أعيُن دول العالم التي توافقت على ذلك وصمتت. لماذا؟ لأن سكان الإقليم هناك لا يمتلكون قدرة الدفاع عن أنفسهم، ولأن ليس لديهم من يدافع عنهم، فزالت الدولة، وانتقل نحو نصف شعبها الى أرمينيا، فيما لا أحد يدري أين سيتشرّد النّصف الآخر".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مقوّمات الدولة نفقدها نحن في لبنان تدريجياً. فرجال الدولة لدينا مثل الضفدع الذي إذا وُضِعَ على كرسي يقفز الى المستنقع من جديد، وهم ليسوا رجال دولة. فهؤلاء استسلموا جميعهم في عزّ الأزمة، بين انتظار نتائج اجتماع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بهذا المسؤول السعودي أو ذاك، ونتائج اجتماع أعضاء اللجنة الخماسية في نيويورك، وبين ممارسة لعبة قراءة الفنجان لما يحصل بين السعودية وإيران، وبين "الحوثيين" والسعودية، لمعرفة مصير لبنان ممّن يغلي القهوة، بدلاً من أن نرسمه بأيدينا".

 

"توتال"

وأكد درباس "أننا نعيش حالياً في ظلّ حكم قوى سياسية لا يهمّها ما يحصل بالليرة، أو بالدولار، أو بالدواء، أو بالمرضى، ولا بأي شيء معيشي، ولا بالتدفّق السوري الى لبنان. فلا يهمّ تلك القوى سوى أن تكون تلك المشاكل وسيلة للسجال السياسي، ولتسجيل النقاط فقط".

وأضاف:"شركة "توتال" أثبتت أهميّتها انطلاقاً من أنها جعلت فريق "المُمانعة" يشيد بترسيم الحدود. ففي النهاية، ما يتحكم بلبنان هو خطاب سياسي أجوف، لا يمكن تنفيذ مضمونه، والمصالح التي تبقى لها الكلمة الأخيرة. وهذه المصالح لا ترتبط بشركات فقط، بل بشعوب، ودول، وطوائف، وبأمور أخرى أيضاً".

وختم:"أمر إيجابي وحيد هو أن "الخماسية" تنظر الى لبنان ليس من باب النفط والغاز فقط، بل من زاوية ضرورة أن لا ينفجر، لأن انفجاره سيكون مثل القنبلة الجرثومية التي تلوّث دائرتها كلّها. ففي تلك الحالة، ستتزاحم قوارب الهجرة غير الشرعية الى أوروبا عبر بحرنا، وسيُصبح كل من يعيش في البلد مشكلة، من سوريين وفلسطينيين ومسيحيين وشيعة وسُنّة ودروز. ولا أحد يريد هذا المصير للبنان، نظراً للمخاطر التي ستنتج عن ذلك".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار