الحاج حسن : بصدد توقيع مذكرة تفاهم زراعية مع قطر
الكثير من الإشكاليات أبرزها التشبيك والتعاون وكيفيّة إيجاد رؤية مستقبلية
ريشار حرفوش - "نداء الوطن"
في فندق شيراتون، الذي شهد قبل أكثر من 15 سنة على توقيع اتفاق الدوحة، لا تزال الأزمة اللبنانية محور سلسلة لقاءات واجتماعات تعقد على هامش «اكسبو الدوحة 2023». وقد شهد بالأمس المؤتمر الوزاري التاسع للتعاون الإسلامي حول الأمن الغذائيّ والتنمية الزراعية، الذي شارك لبنان فيه ممثلاً بوزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن حيث كان لـ»نداء الوطن» لقاء خاص به، تحدث فيه عن شؤون اقتصادية وزراعية وعن «إكسبو قطر 2023»
في البداية شكر الحاج حسن «الدولة القطرية السبّاقة دائماً على طرح المبادرات لا سيما في ما خصّ الرئاسة اللبنانية. اليوم نسمّيها مبادرات لأنّ الأزمة كبيرة واجتراح الحلول بات مهمة صعبة وبالتالي الأمن الغذائي مهدّد»، وأضاف أنّ «هناك الكثير من الإشكاليات أبرزها التشبيك والتعاون وكيفيّة إيجاد رؤية مستقبلية»، متسائلاً: «هل نحن قادرون كعرب على إنتاج ما يمكننا استهلاكه؟ الجواب في مثل هكذا مؤتمرات».
وتابع: «القمة اليوم تأتي بعد قمة إسطنبول، وكل سنتين تجتمع هذه الدول لبحث السبل لوضع رؤية مستقبلية مشتركة. يوم الأحد كان اللقاء للفنيين ويوم الإثنين كان لوزراء الزراعة في هذه الدول». أضاف: «أهمية مشاركة لبنان كبيرة، لأن لبنان لم يغب يوماً عن المسرح الإقليميّ والدوليّ، وعن هكذا اجتماعات تحديداً، فكيف والأزمة اليوم تداهم مختلف القطاعات، من القطاع الزراعي إلى الصناعة والاقتصاد بشكل عام، لذلك واجب على كل مسؤول ووزير أن يكون بمثابة سفير ليحمل الهمّ اللبناني إلى مختلف المحافل الدوليّة». ورداً على سؤال حول تهميش القطاع الزراعي في لبنان، أجاب الحاج حسن: «المشاركة لا تستدعي رفع الصوت لنقول إننا في لبنان نواجه أزمة، بل نحن جئنا إلى هنا لنعرض الرؤية اللبنانية وكيفية المعالجة بشكلٍ قُطرِي وإقليمي ودولي. أما في ما خصّ الداخل، فنعم تهميش القطاع الزراعي قائم منذ أكثر من 40 عاماً للأسف، ولكن لم يعد ممكناً الاستمرار بذلك، لأنّ الكثير من اللبنانيين توجّهوا بعد الأزمة إلى هذا القطاع، وبالنسبة إلى الأسواق فهي كلّها مفتوحة بوجه المنتج اللبناني، ما عدا السوق السعودي الذي نأمل ونتمنى أن يفتح أبوابه بوجه إنتاجنا في القريب العاجل».
وأردف: «منتجنا جيّد وعلينا أن تكون علاقتنا ممتازة مع دول الجوار والمنطقة، وبالمقابل هناك منافسة قويّة في ما خصّ الحمضيات، وكل الشحنات التي يصدرها لبنان يرتجع منها راهناً 1.5% وهذا رقم جيّد للبنان، والمزارع اللبناني المصدّر للخارج بات على علم أنّ هناك عقبات أبرزها الفحوصات على المنتج في الداخل والخارج».
وقال: «مستمرّون نحن والهيئات المانحة بدعم القطاع الزراعي، وكان يجب أن نساعد أنفسنا منذ 40 عاماً وليس من اليوم، والفرق الذي قمنا به هو بمحافظتنا على ديمومة القطاع من خلال الإرشاد، والاستيراد والتصدير، توفير المياه، وتأمين الطاقة البديلة وهي مشاريع نعمل عليها مع الفاو والبنك الدوليّ وغيرها من المنظمات».
«إكسبو قطر 2023»
وعن «إكسبو قطر 2023» قال «هو مشروع نجاح قطري لا شك، ولم يعد مسموحاً العودة إلى الوراء بعد النجاح المبهر في ما خصّ استضافة الدولة لفعاليات المونديال العام 2022. وهو نافذة للبنان على الخليج العربيّ، وإطلالة إلى العالمية من خلال القطاع الزراعي».
وكشف أنه «التقى وزير البلديات في قطر الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعيّ الذي رأى أنّ المعرض سيكون واعداً وقيمة مضافة على المستوى الاقتصادي»، مؤكداً أنّه في «الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني سيفتتح الجناح اللبنانيّ في المعرض، بمشاركة فريق عمل وزارة الزراعة وفريق عمل سفيرة لبنان في قطر فرح بري، والمدراء العامين في وزارة الاقتصاد والزراعة».
وأردف: «ستشارك 8 وزارات لبنانيّة في الجناح اللبناني وليس الأمر محصوراً بوزارتي الزراعة والاقتصاد، وسيكون للإعلام اللبناني دور مركزيّ، برعاية وزير الإعلام زياد مكاري، وسنضع خارطة عمل قطرية – لبنانيّة، بهدف إنجاح لبنان داخل إكسبو قطر، ونحتاج لهكذا نجاح».
وكشف عن «توقيع مذكّرة تفاهم مع الوزارة المختصة بالقطاع الزراعي في قطر، وهناك تبادل تجاري قائم أصلاً عبر الجوّ ونأمل أن يصبح عبر البرّ نظراً لتكلفته الأقل أو عبر الشحن البحريّ». وقال: «نعوّل كثيراً على الإيجابية القطريّة، على أمل أن تتّسع رقعة الإيجابية مع العلاقات اللبنانيّة - السعوديّة، لأننا نؤمن بالتشبيك، فليس لدينا الّا التشبيك العربي– العربي، لأننا في هذه المنطقة أساس السلّة الغذائيّة العالميّة».
ورداً على سؤال عن طرح مشاريع ريّ لبنانية حديثة داخل الـ»إكسبو»، قال: «طبعاً سيتم طرح هكذا مشاريع، وهذا ما نطمح إليه ولذلك وجّهنا الدعوة للمشاركة لكلّ المبدعين والشركات اللبنانية العملاقة والمتوسطة، لتوسيع رقعة المشاركة اللبنانية في الدوحة، ولكي نقول هذا هو الابتكار اللبنانيّ المتطوّر».