سوريّون يعلمون ما في المناطق اللبنانية أكثر من اللبنانيين... "إشارة أولى"!؟ | أخبار اليوم

سوريّون يعلمون ما في المناطق اللبنانية أكثر من اللبنانيين... "إشارة أولى"!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 03 أكتوبر 2023

سوريّون يعلمون ما في المناطق اللبنانية أكثر من اللبنانيين... "إشارة أولى"!؟

مصدر: دورة اقتصادية تشكّل استفادة للنازح السوري ولبعض اللبنانيين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

معلومٌ أن من يُمسك بمستقبل الأرض، بأي بلد في العالم، هو ذاك الذي يكون على تماس بكل شيء فيها، بدءاً من الأمور البسيطة، وصولاً الى تلك الأساسية.

 

"إبن المنطقة"

وإذا نظرنا الى الأرض اللبنانية اليوم، وبالنوعيّة التي يُترجَم النزوح السوري فيها، وبطريقة التعامل الحزبي والرسمي العام معه، فلن يكون صعباً علينا أن نستوعب أنها لن تكون لنا (الأرض اللبنانية) كلبنانيين بعد عقد من الزّمن ربما، أو أكثر بقليل، أو أقلّ.

فبعيداً من العنصرية، نرى أن الأطفال اللبنانيين في المدارس. وهناك يجب أن يكونوا. وأما العدد الأكبر من أطفال العائلات السورية النازحة، فينتشرون في الأزقّة، والأحياء، والطُّرُق، حيث يعملون وينشطون في مختلف أنواع المحال والمجالات اللبنانية، وفي كل المناطق اللبنانية، الى درجة أنهم أصبحوا "مرجعيّة" ترشدك الى فلان أو فلان، و الى المكان (أو الحيّ، أو المنزل...) هذا أو ذاك، فيما قد يعجز اللبناني "إبن المنطقة" عن إرشادك الى هذا أو ذاك، أو الى هنا أو هناك.

 

أكثر من اللبنانيين

وهذا كلّه يحصل أمام أعيُن البلديات، والأحزاب، والتيارات اللبنانية كافّة، الى درجة أنك قد تشاهد نازحاً سوريّاً بعُمر 12 عاماً (أو حتى أقلّ)، يساهم بتسهيل حركة المرور عند حصول أي ضغط في السير عند مرور شاحنة أو آلية ضخمة مثلاً، من أمام أحد المحال في منطقة ضيّقة، ولدقائق عدّة. وهذه "إشارات أوّليّة" الى ما نتّجه إليه بعد عدد قليل من السنوات، ربما.

وأما بعض اللبنانيين الذين "يُشغّلون" الطفل السوري، بدلاً من القول لأهله إن مكانه في مدرسة وليس في "العتالة"، فَهُمْ من صُلب مختلف الجهات السياسية التي تمارس "الاستشهاد" اليومي على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تذرف "دموع التماسيح" على مستقبل الأجيال اللبنانية القادمة، بسبب النزوح السوري.

وكما تنغمس جماهير وتجار... بعض الجهات السياسية التي تُقنعنا بأنها تريد محاربة التهريب، (تنغمس) بشراء البضائع المُهرّبة من مناطق وأماكن عدّة، فهكذا تنغمس جماهيرها أيضاً بالاستفادة من "تشغيل" أولاد النازحين السوريين في لبنان، وليس النازحين الكبار فقط، وبتجاهُل تامّ لأمر واقع أن ذلك يمكّن جيلاً كاملاً وكبيراً من السوريين، من معرفة أدقّ ما في لبنان، ومن الإمساك بالأرض اللبنانية أكثر من اللبنانيين أنفسهم، وعلى المستويات كافّة.

 

دورة اقتصادية

أكد مصدر مُطَّلِع أن "النزوح السوري بات دورة اقتصادية كاملة دخلت في الدورة الاقتصادية اللبنانية، وهي ربح كامل لبعض اللبنانيين على امتداد المناطق، رغم أنها مشكلة كبيرة جدّاً في الأساس، تهدّد المستقبل على كامل الأراضي اللبنانية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا مجال لتصحيح شيء طالما أن لا سلطة موجودة في البلد، وطالما أن لا جهة قادرة على تطبيق قرارات ضرورية لتنظيم هذا الملف. فالسلطة الموجودة عاجزة عن ضبط الحدود، وعن الاستفادة من أي إحصاء للسوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية. كما أنها غير قادرة على ردع اللبنانيين عن المساهمة بتشجيع قدومهم الى لبنان، أو البقاء فيه، سواء كان ذلك لأسباب اقتصادية أو تآمُرية".

وختم:"يتركّز المجهود اللبناني في هذا الإطار على الإعلان عن الإمساك بأحد المهرّبين عبر البحر، فيما كل باقي أساليب ضبط أو منع الدخول السوري الى لبنان، أو تنظيمه داخل البلد، غير مُحترمة. وهنا نتحدث عن دورة اقتصادية تشكّل استفادة للنازح السوري ولبعض اللبنانيين على حدّ سواء. ولا مجال لأي علاج من دون دولة مركزية قوية، وقادرة على ضبط حدودها ذهاباً وإياباً، وعلى تطبيق القوانين مع الجميع، ومن دون استنسابية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار