بالقليل القليل من الزجاج والبلاستيك... تدمير البلد بكل ما فيه خلال دقائق معدودة! | أخبار اليوم

بالقليل القليل من الزجاج والبلاستيك... تدمير البلد بكل ما فيه خلال دقائق معدودة!

انطون الفتى | الأربعاء 04 أكتوبر 2023

قاطيشا: تفقد مساعي معالجة أي شيء معناها في ظلّ غياب الدولة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كان صاروخاً واحداً قادراً على التسبُّب بتدمير مساحة جغرافيّة كبيرة، و(إذا كانت) عملية إرهابية واحدة قادرة على تخفيف أو إنهاء الحركة السياحية من مدينة، لمدّة زمنية لا بأس بها، فإن رمي القليل من الزجاج والبلاستيك، أو بعض عبوات المياه، أو أكياس النفايات... قد تكون مُسبِّبَة لإحراق أو إغراق مدن وبلدان وسيارات وشعوب... بكاملها، خلال دقائق معدودة.

 

حرب على البشر...

وبموازاة المفاعيل المناخية القاسية التي نعيشها، بات الأمن بحاجة الى مفهوم جديد.

فأمن الشعوب ما عاد مقتصراً على الإمساك بالسارقين، والمجرمين، والإرهابيين... ولا على ضبط الحدود، والتعامل مع الثورات أو الحروب... فقط، بل بات بحاجة لأن يطال كل من يلوّث، ويحرق، ويرمي، ويخرّب البيئة والطبيعة.

فالإنسان قادر على أن يُعلن حربه على إنسان. ويمكنه أن يوقفها باتّفاقيات، أو بعد مفاوضات. وأما إذا أعلنت الطبيعة حربها على البشر بسبب كل المتاعب التي يتسبّبون بها لها، فهذا قد يتحوّل الى معارك ومتاعب دائمة، نظراً لفقدان أي قدرة على التفاوض، أو على إبرام صفقات واتّفاقيات على الطريقة البشرية، معها.

 

ثروات مشتركة

أكد النائب السابق والعميد المتقاعد وهبه قاطيشا أن "فلسفة الأمن تغيّرت في العالم عموماً منذ سنوات، وهي تتطوّر بشكل مستمرّ. فمن خلال المناخ، بات الأمان العالمي مُتداخلاً ومُتأثّراً ببعضه، لا سيّما بوجود أماكن وثروات طبيعية مشتركة بين الدول. فعلى سبيل المثال، بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط باتا مُعرَّضَيْن لرمي النفايات فيهما بكثرة منذ سنوات، وهذا من أكبر التحديات للدول التي تحيط بهما، لأن ذلك يؤثر على الثروة السمكية والمياه، ويتسبّب بنتائج خطيرة".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أي حادثة أو كارثة تحصل ضمن بقعة واحدة من أي بحر مثلاً، تنعكس بنتائجها على كل الشواطىء والبلدان والمناطق المحيطة به، ومنها مثلاً حوادث التسرُّب النفطي في خليج المكسيك، وتفجير خطوط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق، وغيرها من الأحداث أو الكوارث. وبالتالي، البيئة ليست محصورة ببلد واحد فقط، وهي صارت مُؤثِّرَة في حياة كل إنسان أكثر من الماضي، ضمن عالم متفاعل ومتشابك مع بعضه في كل المجالات، وبشكل أكبر من السابق".

 

الدولة؟...

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يكون ضبط الارتكابات المتعلّقة بتخريب البيئة والطبيعة أشدّ صعوبة من تلك التي ترتبط بمشاكل الإرهاب، والحروب، والأزمات الأمنية التقليدية، أجاب قاطيشا:"طبعاً، هذا العمل أصعب. وفي بلد مثل لبنان، تتحوّل تلك الأمور الى كوارث، إذ تفقد مساعي معالجة أي شيء معناها في ظلّ غياب الدولة في البلد بسبب السلاح غير الشرعي".

وختم:"لا يمكن النجاح في علاج أي مشكلة، ولا في التعامُل مع أزمات التغيّر المناخي، ولا في محاولة تصحيح أي شيء، إذا لم تَكُن الدولة موجودة. وفي حالة لبنان، تبرز الحاجة الى الانطلاق بما يراعي الأفضليات، وهي بَدْء معالجة مشكلة السلاح غير الشرعي الذي يمنع قيام الدولة، وذلك قبل التطرُّق الى أي ملف آخر، سواء كان بيئياً، أو مناخياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار