"مشكلة كبرى" تنطلق من بعض المحال والدكاكين في لبنان... والحلّ؟؟؟ | أخبار اليوم

"مشكلة كبرى" تنطلق من بعض المحال والدكاكين في لبنان... والحلّ؟؟؟

انطون الفتى | الأربعاء 04 أكتوبر 2023

شمس الدين: كثير من الأمور البديهية يتمّ تجاوزها وهي غير مُطابِقَة لأي معايير وحقوق

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قبل أن نتحدّث عن الانعكاسات المالية، والاقتصادية، والأمنية، والديموغرافية... للنزوح السوري على لبنان وشعبه، نسأل، كيف يمكن لأب سوري يرسل ابنه للعمل في أحد المحال أو الدكاكين اللبنانية يومياً، أن ينظر إليه كـ "عتّال"، مسلوب الكرامة أمامه في كثير من الأحيان، وذلك بمعزل عمّا إذا كان قادراً أو راغباً بإرساله الى مدرسة، أو لا؟

 

المال...

ففي بعض الأحيان، قد تقصد دكاناً أو محلاً لشراء ما تحتاجه عند المساء، فتصادف والد العامل السوري (ولد لا يتجاوز التّسع سنوات) وهو ينتظره، قبل اصطحابه معه.

وفيما هو ينتظر، يطلب صاحب الدكان من الولد (السوري) أن يُرسل "دليفري" الى المنزل هذا أو ذاك، وهي "طلبية عتالة" عملياً، فيحملها هذا الولد، ويوصلها الى حيث يجب، قبل أن يغادر مع أبيه.

وفي مرات أخرى، قد يطلب صاحب الدكان أو المحلّ من هذا الولد أن ينظّف له بعض جوانب سيارته قليلاً، وذلك قبل أن يكنس وينظّف المحلّ أو الدكان. وهذا كلّه فيما الوالد يجلس، ويسمع، وينتظر، ويرى ما يحصل لابنه، الذي قد يتلقى الإهانة تلو الأخرى في بعض المرّات، أمامه، بينما هو (الوالد) يتبادل الأحاديث مع صاحب المحلّ "كالسّمن على العسل".

وانطلاقاً ممّا سبق، ألا تبدأ مشكلة النزوح السوري ونتائجها الأمنية وغير الأمنية، من هنا، وذلك قبل أي حديث عن هذا الملف بلغة أصحاب القرار؟ وكيف يمكن بَدْء أي علاج، طالما أن إنهاء النهار بجيوب ممتلئة بالمال، وبمعزل عن أي كرامة، هو أقصى ما يهمّ بعض النازحين، سواء كانوا كباراً أو صغاراً؟

وما هي "نوعيّة" هذه الأبوّة، لدى أب يقبل النّظر الى ابنه وهو مسلوب الكرامة، الى هذا الحدّ؟

 

حقوق الإنسان

أشار الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين الى أن "هناك لبنانيين يرضون بعمل أولادهم في أعمال "العتالة"، وليس النازحين السوريين وحدهم. وهذه مشكلة موجودة في لبنان، الذي بات بلداً آخر ما يمكن الحديث عنه فيه، هو حقوق إنسان أو حقوق طفل".

وسأل في حديث لوكالة "أخبار اليوم": "أين هي حقوق الإنسان إذا كانت غرفة واحدة يتشارك العيش فيها 10 أشخاص؟ وأين هي حقوق الإنسان إذا كان 5 أشخاص يتنقّلون سويّاً على دراجة نارية واحدة؟ هذه كلّها حالات مُخالِفَة لحقوق الإنسان، وهي مرتبطة ببعضها".

 

معاناة أكبر

ولفت شمس الدين الى أن "كل ما يعيشه اللبناني والسوري في لبنان منافٍ لحقوق الإنسان. فأي حقوق تمنع الإنسان من الطبابة في مستشفى؟ وهناك الكثير من الأمور البديهية التي يتمّ تجاوزها، وهي غير مُطابِقَة لأي معايير وحقوق. فحالة الانهيار تامّة بشكل يجعل من المستحيل الوقوف عند نقطة واحدة".

وأضاف:"الوضع غير مقبول على الإطلاق، وهو يطال معظم الظروف بما فيها الدخل، والسكن، والطعام، وغيرها من الأمور، بشكل يؤدي الى مشاكل، والى انتشار الجريمة والسرقة. فعلى سبيل المثال، عندما نجد أن 40 في المئة من نزلاء السجون سواء كانوا موقوفين أو محكومين، هم من السوريين، فهذا يعني أن هناك مشكلة. وعندما نجد أن السرقات تزداد في لبنان، فهذا يعني أننا صرنا ضمن وضع غير سليم. فهذه المعطيات ليست مجرّد تفاصيل صغيرة".

وختم:"لا حلول ملموسة تلوح في الأُفُق، والأسباب كثيرة، أوّلها أن لبنان ليس قادراً على التعامل مع كل تلك الصعوبات والمتطلّبات. كما أن المساعدات الدولية تتقلّص، فيما أعداد النازحين ترتفع، والأزمة الاقتصادية في لبنان تزداد. فقبل سنوات، كانت قيمة الأموال التي تأتي من الخارج سنوياً من أجل النازحين بحدود 5 مليارات دولار تقريباً. وقد تقلّصت الآن الى أقلّ من مليار ونصف دولار تقريباً، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتداعيات جائحة "كوفيد - 19". هذا فضلاً عن أن العودة الى سوريا غير مُمكنة إلا بإعادة إعمار وهو ما لن يكون ممكناً خلال وقت قريب. وبالتالي، ستزداد المعاناة أكثر فأكثر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة