لن ننتظر من اللبناني الذي لا يعرف كيف وأين يرمي نفاياته أن يُحسن الاقتراع في الانتخابات!... | أخبار اليوم

لن ننتظر من اللبناني الذي لا يعرف كيف وأين يرمي نفاياته أن يُحسن الاقتراع في الانتخابات!...

انطون الفتى | الأربعاء 04 أكتوبر 2023

مصدر: قطع شجرة واحدة في بعض الدول يؤدي الى ردع مُجتمعي قاسٍ قبل إبلاغ الشرطة البيئية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا ننتظر من اللبناني الذي لا يعرف كيف وأين يرمي نفاياته، أي ذاك الذي يرمي "مخلّفاته" المنزلية وغير المنزلية خارج مستوعبات النفايات، وعلى الطُّرُق، وعلى الأرصفة، وداخل قاعات الاحتفالات... أن يُجيد ممارسة حقوقه المدنية والسياسية، وأن يقترع في الانتخابات كما يجب، وأن يُساهم بإيصال الشخص المناسب الى المنصب المناسب، وأن يُحسن القيام بالتحرّكات المطلبية... بشكل صحيح.

 

الدولة...

ولا ننتظر من دولة لا تُجيد تنظيف أوساخها وأوساخ شعبها، ولا هي قادرة على فرض احترام شروط النّظافة، ولا حتى من باب السلامة العامة، ومن دولة لا تراقب أو تحاسب ولو اشتعلت غاباتها، وتلوّثت أنهارها...، أن تضع خطة تعافٍ اقتصادية ومالية، أو أن تعالج الأزمات المعيشية، ومشاكل النزوح السوري، ولا حتى أن تستثمر ثرواتها بشكل سليم.

 

عُقْم

رأى مصدر مُتابع أن "العُقم الذي يتحكّم بمعالجة مشاكل الفساد والسرقة والاقتصاد والمال والنّقد في لبنان، يبدأ بفقدان الهيبة حتى على مستوى فرض قواعد النظافة، ورمي النفايات، ومنع التسبُّب بأزمات وأمراض ومشاكل بسببها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "صعوبة إيجاد حلّ لمشكلة فقدان السلوك البيئي المُناسِب، وحسّ المسؤولية لدى المواطن. وهو ما يُستكمَل بغياب الدولة عن واجباتها على هذا المستوى، كما على الصُّعُد كافّة".

 

ثقافة عامة

وأشار المصدر الى "أننا في دولة تشبه طبيباً يعالج مريضاً بأحد الأمراض المستعصية، والذي بدلاً من تركيزه على العلاجات التي تُبقيه على قيد الحياة، يحوّل له انتباهه الى ضرورة إجراء عمليّة تجميل لأنفه مثلاً. وهي حالة غير طبيعية، يُشارك فيها المواطن غير المسؤول دولته في بلادنا، في كثير من الحالات والأحيان".

وأضاف:"إذا كنّا دولة فساد، وسرقة، ونهب، وفشل اقتصادي ومالي، ودولة فشل عام، فهذا لأننا لا نتصرّف على أساس أن لدينا دولة أصلاً، وهو ما يؤدي بنا أيضاً الى فقدان الوعي الى ضرورة الحفاظ على الهواء والنظافة والطبيعة في الرّقعة الجغرافية التي نعيش فيها، والتي هي لبنان. فردع الفلتان على قطع أشجار الغابات مثلاً، لا يجب أن ينطلق من الخوف من الدولة، بل من الوعي الى الحاجة للحياة في تلك الدولة. فقطع شجرة واحدة في بعض الدول، يؤدي الى ردع مُجتمعي قاسٍ لمن قطع الشجرة، وذلك قبل إبلاغ الشرطة البيئية مثلاً. وهذا ما ليس متوفّراً في لبنان".

وختم:"هذه ثقافة عامة، نحتاج الى أن نبدأ بها قبل أن نتحدّث عن فرز النفايات، وعن المشاريع البيئية الكبرى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار