مصدر: ذخيرة من دون قيمة فعليّة وهي لن تقدّم أو تؤخّر على أرض المعركة
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نقلت أكثر من مليون طلقة من الذخيرة الإيرانية الى القوات الأوكرانية المسلّحة، وهي ذخائر استولت عليها القوات البحرية الأميركية في كانون الأول الفائت، في الوقت الذي كان "الحرس الثوري" الإيراني يهرّبها الى "الحوثيين" في اليمن، رغم نجاح الهدنة هناك منذ مدّة لا بأس بها.
ورقة قوّة؟
ورغم أن هذه الأسلحة أُعطِيَت لأوكرانيا من خارج إرادة إيران (في الظّاهر على الأقلّ)، ونظراً لحاجة كييف الماسّة الى أي قطعة من الذّخيرة، في أوان التعثّر الأميركي والغربي المتزايد على صعيد مساعدة الجيش الأوكراني، إلا أنها (تلك الأسلحة) تضع إيران على ضفّتَي جبهة الحرب الروسية على أوكرانيا.
فالذخائر والمسيّرات الروسيّة موجودة في يد الجيش الروسي، فيما بات أكثر من مليون طلقة إيرانية في يد الجيش الأوكراني أيضاً. فهل يشكّل هذا الأمر ورقة قوّة لطهران، أم العكس؟
خطوط...
بمعزل عمّا إذا كان تسليم الذخائر الإيرانية الى أوكرانيا أحد البنود السريّة لصفقة تحرير السجناء والأموال بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران منذ مدّة، يطرح ما جرى تحدّياً أساسياً لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية عموماً، في المستقبل، وما إذا كان سقوطها في يد الجيش الأميركي أو الجيوش "الأطلسية" سيجعلها تُستعمَل ضدّ المصالح الإيرانية، والسياسة الإيرانية، كما حصل الآن في أوكرانيا.
فهل باتت إيران مُجبَرَة على توخّي الدقّة والحذر في أوان نقل وتهريب أسلحتها، بشكل مُضاعَف عن الماضي؟ أو هل يمكنها أن تستثمر في ما جرى، وفي نقل أسلحتها المُصادَرَة الى أوكرانيا، من أجل فتح مزيد من الخطوط مع الدول الغربية عموماً في المستقبل؟
لن تقدّم أو تؤخّر
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "النّقل الأميركي للسلاح الإيراني الى أوكرانيا كان نتيجة تعثّر الدعم الأميركي والغربي لكييف في شكل أساسي، ومن خارج إرادة السلطات الإيرانية. ولكن الجميع يعلم أنها ذخيرة من دون قيمة فعليّة، وهي لن تقدّم أو تؤخّر على أرض المعركة بشكل ملموس".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حتى الروس أنفسهم، سعوا الى الحصول وحصلوا على طائرات إيرانية مُسيَّرة بعد أشهر من اندلاع الصراع في أوكرانيا. ولكن تغيّر الوضع الآن، إذ إن مصانع السلاح الروسي تعمل نهاراً وليلاً، حتى على مستوى المُسيّرات. وبالتالي، لا انعكاسات مهمّة على إيران من جراء امتلاك أوكرانيا أسلحة إيرانية، وذلك تماماً كما أن حصول روسيا على السلاح الإيراني العام الفائت لم ينعكس على طهران بمنافع جوهرية".
أسلحة سرية
وأشار المصدر الى أن "الحذر من أسلحة إيران وصواريخها محصور في منطقة الخليج. وبالتالي، لا أدوار مهمّة لها من جراء دخول أسلحتها الى الأراضي الأوكرانية. هذا مع العلم أن الروس كانوا يُضيفون الى الطائرات الإيرانيّة المُسيَّرَة تقنياتهم الخاصّة العام الفائت، لتُصبح مُوافِقَة للمعايير الروسيّة تماماً".
وختم:"تُصنِّع روسيا حالياً أسلحة سرية لن تُعلن عنها خلال وقت قريب. فالصناعة الحربية الروسية تزداد، والكثير من أسلحتها لا تزال سرية، فيما الكشف عنها سيحصل بين الحين والآخر".