ماذا لو أزلنا أكياس "التشيبس" من رفوف السوبرماركت و"توّجنا" البطاطا كملكة؟ | أخبار اليوم

ماذا لو أزلنا أكياس "التشيبس" من رفوف السوبرماركت و"توّجنا" البطاطا كملكة؟

انطون الفتى | الجمعة 06 أكتوبر 2023

منصور: تحويل الإنتاج يحتاج الى أن يكون من ضمن خطة طويلة المدى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل يحتاج لبنان الى كل الصناعات الغذائية المحليّة الموجودة بأسواقه، في الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي هو فيها حالياً؟

 

أسعار

فبعد بَدْء الأزمة الاقتصادية في خريف عام 2019، التي استُتبِعَت بضغوط اقتصادية محلية - عالمية ناجمة عن تفشّي جائحة "كوفيد - 19" في عام 2020، قام العديد من رجال المال والأعمال (حتى في لبنان) بتغيير أنشطتهم. فمنهم من استبدل بَيْع الألبسة والأحذية ببَيْع مواد غذائية، ومنهم من استبدل بَيْع مستحضرات التجميل، والعطورات، والساعات... ببَيْع المواد الغذائية أيضاً، ومواد التعقيم، والتنظيف... فماذا لو تغيّر النّشاط الصناعي لبعض المصانع حالياً، من سلعة الى أخرى، حفاظاً على أسعار بعض المنتجات الزراعية؟

فعلى سبيل المثال، قد نجد أن أسعار البطاطا، والبندورة، والباذنجان، والتفاح، والعنب... وغيرها من الخضار والفاكهة التي تدخل في صناعات غذائية، في ارتفاع مستمرّ، فيما ننظر الى رفوف الدكاكين والسوبرماركت لنجد "ماركات" متعدّدة من سلع غذائية مُصنَّعَة محلياً، وهي تعتمد على تلك المزروعات، وقد يكون من الأفضل (صحياً ومعيشياً) استهلاكها بشكلها الزراعي لا المُصنَّع. وبالتالي، لماذا لا تحوّل بعض تلك المصانع عملها من شيء الى آخر، بما يؤدي الى تخفيف الضغط الصناعي عن بعض الأصناف الزراعية (البطاطا، التفاح مثلاً...)، والى إغراق الأسواق بكميات زراعية إضافية منها، بشكل قد يساهم بتخفيف سعر الكيلو الواحد منها؟

 

إنتاج آخر

وبالتالي، بدلاً من استهلاك بعض الصناعات الغذائية غير المُفيدة للصحة أصلاً، والتي تساهم بضغط إضافي في الطلب على بعض المزروعات، قد يكون مُفيداً أكثر تحويل المصانع التي تُنتجها الى إنتاج آخر. وهذا قد يساعد أيضاً على عدم المساهمة بإتعاب الأرض (بوسائل وأساليب متعدّدة) من أجل تحقيق إنتاج زراعي مُكثَّف في أحيان كثيرة، يهدف الى تلبية حاجات البَيْع والرّبح الزراعي والصناعي معاً.

 

خطّة...

أوضحت الخبيرة في الاقتصاد النّقدي الدكتورة ليال منصور أن "عمليات التحوُّل من صناعات الى أخرى تحتاج الى دراسة أنواع الطلب العام في لبنان بشكل دقيق، ونِسَب الطلب على سلعة معيّنة كالبطاطا مثلاً أو غيرها، وكميات إنتاجها وكلفته، وكلفة الصناعات الغذائية المرتبطة بها، وضغط الطلب عليها. فضلاً عن الحاجة الى أرقام دقيقة حول كلفة تغيير نوع الصناعة".

ولفتت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا النوع من الدراسات الدقيقة ليس موجوداً في لبنان. فبعض الصناعات اللبنانية تُصدَّر الى الخارج، أي انها تعتمد على طلب داخلي وخارجي معاً، وهو ما يُبرز الحاجة الى الكثير من الأرقام الدقيقة، تمهيداً لمعرفة الأفضل على مستوى هل من الأجدى إبقاء صناعاتنا كما هي أو لا، أو ربما الحفاظ على إنتاج سلعة معينة للتصدير الخارجي فقط، أو لا. هذا مع العلم أن تحديد سعر سلعة معيّنة، حتى ولو كانت زراعية، لا يرتبط بالطلب عليها فقط، بل بكلفة إنتاجها أيضاً، والتي من ضمنها المياه المستعملة في الإنتاج، وربما الاضطرار الى تنظيفها، والمعدات المستعملة، وكلفة استصلاح الأرض، وكلفة الكهرباء. ونذكّر هنا بأننا من بين أغلى بلدان العالم على صعيد كلفة الكهرباء، وهذا كلّه ينعكس على سعر أي سلعة".

وختمت:"تحويل الصناعة والإنتاج من شيء الى آخر، يحتاج الى أن يكون من ضمن خطة طويلة المدى أيضاً، تصل الى ما لا يقلّ عن 20 أو 25 عاماً، وإلا فإن ذلك لن يصبّ في مصلحة أحد".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار