الهجوم على إسرائيل... ماذا عن دور روسيا والصين في التخطيط والتمويل والتنفيذ؟ | أخبار اليوم

الهجوم على إسرائيل... ماذا عن دور روسيا والصين في التخطيط والتمويل والتنفيذ؟

انطون الفتى | الإثنين 09 أكتوبر 2023

مصدر: موسكو وبكين تتمتّعان بقنوات مفتوحة مع التنظيمات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بعيداً من نظرية المؤامرة، يمكن لأي إنسان عادي أن يلاحظ أن المواجهات التي حصلت في إسرائيل قبل يومَيْن، ليست عملاً تنظيمياً مرتبطاً بالصراع الفلسطيني أو العربي مع تل أبيب، حصراً.

 

الحرب العالمية

يؤكد خبراء إمكانية الحديث عن إطار استخباراتي معقَّد ومُتعدّد الأجزاء، أدى الى ما شاهده العالم هناك، فيما الإشارة الى الدور الإيراني فقط لا يشكل الجزء الكامل من اللّوحة.

فالفشل الاستخباراتي الإسرائيلي ومهاجمة إسرائيل بهذا الشكل ليسا مجرّد عمليّة، بل هما جزء من الحرب العالمية الدائرة بين حلف "الناتو" وروسيا في أوكرانيا، من جهة، وبين "الأطلسي" والصين في شرق آسيا وتايوان، من جهة أخرى، ومن التنسيق الروسي - الكوري الشمالي المُتزايِد بمظلّة صينيّة، والذي يهدف الى مواجهة الولايات المتحدة الأميركية في كل مكان.

 

أوكرانيا - تايوان

فلا شيء يُمسك الولايات المتحدة الأميركية، ويُجبرها على وقف مساعداتها العسكرية والمالية لأوكرانيا، وعلى تخفيف اهتمامها بتايوان وشرق آسيا، سوى المساس بإسرائيل، وإجبار واشنطن على مدّها بأسلحة وذخائر وأموال، لمدّة زمنية طويلة.

كما لا شيء يؤسّس لخروج أميركا عسكرياً واقتصادياً من الشرق الأوسط في مدى بعيد، أكثر من حرب وجودية تدمّر إسرائيل. ولا شيء قادراً على ضمان نجاح مساعي كَسْر الدولار الأميركي في الظروف العالمية الحالية، سوى حرب استنزاف أميركية طويلة في إسرائيل. وتصبح تل أبيب في تلك الحالة "المطبّ" الذي سيمكّن روسيا من إنهاء "المطبّ" الأوكراني، والصين من إلغاء "المطبّ" التايواني.

 

جنسيات المُهاجمين

نذكر في هذا الإطار، أن روسيا صاحبة تاريخ طويل في محاربة اليهود بأوروبا الشرقية، وذلك منذ أيام الحكم القيصري، وهو ما استمرّ خلال فترة الحكم الشيوعي، كجزء من الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأميركية. كما أن الصين بدورها صاحبة تاريخ لا بأس به في دعم الحروب الفلسطينية والعربية على إسرائيل، كجزء من جبهة الصّمود والتصدّي لواشنطن.

أسئلة كثيرة يمكن طرحها في هذا الإطار، بحسب بعض المراقبين، لا سيّما في ما يتعلّق بجنسيات المُهاجمين للمواقع والمستوطنات الإسرائيلية قبل يومَيْن. فهل كانوا كلّهم من الفلسطينيين؟ وماذا عن احتمال الاستعانة بعناصر أفريقية وغير أفريقية، في التحضير للهجوم وتنفيذه على المستويَيْن الميداني والسيبراني؟

 

روسيا - الصين

شدّد مصدر خبير في الشؤون الاستراتيجية على أن "أول ما يمكن تسجيله على صعيد الهجوم على إسرائيل هو أنه تمّ في مرحلة من التّعب الإسرائيلي الكبير، بعد مدّة طويلة من التحركات الشعبية في الشوارع والصراعات الإسرائيلية الداخلية على خلفية مستقبل إسرائيل، والإصلاحات القضائية، والدستور، والسجالات حول ما إذا كان يجب أن تكون (إسرائيل) دولة يهودية أو دولة ديموقراطية وتعدّدية وحريات. وهي صراعات شلّت كل شيء تقريباً هناك، وخفّفت من المعنويات القتالية في صفوف الجيش الإسرائيلي كثيراً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إيران تقف وراء هذا النوع من الهجمات. ولكن بتلاقي المصالح، يمكن لروسيا والصين أن تكونا موجودتَيْن في ما حدث أيضاً. فالعلاقات المباشرة قائمة بين الاستخبارات الروسية والإيرانية، وبين الصينية والإيرانية أيضاً. كما أن موسكو وبكين تتمتّعان بقنوات مفتوحة مع كل التنظيمات المسلّحة المدعومة من إيران في الشرق الأوسط".

 

حرب طويلة

ولفت المصدر الى أنه "إذا باتت أميركا مُضطّرة لمساعدة إسرائيل عسكرياً في حرب طويلة أو كبيرة جدّاً، فلا يعود بإمكانها أن تساعد أوكرانيا كثيراً بعد اليوم، ولا تايوان في مدى بعيد. وبذلك، ستُصبح روسيا والصين مرتاحتَيْن لحرب إسرائيلية طويلة ومُتعِبَة لواشنطن".

وختم:"قد يكون التحالف الروسي - الصيني - الإيراني تلاقى في الهجوم على إسرائيل، وجنّد بعض الحلفاء والشركاء له في تلك العملية ميدانياً وسيبرانياً. ولكن يبقى الدور الروسي والصيني المباشر والمُعلَن محصوراً بدعم التنظيمات الفلسطينية المسلّحة التابعة لإيران، في أي تصويت على طاولة مجلس الأمن الدولي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار