المعارضة اللبنانية... معارضة الظروف السّهلة والكلام في أوان السّلم!... | أخبار اليوم

المعارضة اللبنانية... معارضة الظروف السّهلة والكلام في أوان السّلم!...

انطون الفتى | الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

مصدر: انزلاق لبنان الى حرب قد يؤدي الى وقف المساعدات الدولية عنه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتضارب الاحتمالات حول مصير لبنان، ومدى إمكانية انزلاقه الى حرب.

وبمعزل عن السجال السياسي في البلد، لا بدّ من تسجيل أن لبنان هو بلد المعارضة "الورقيّة"، و"الكلامية"، أي تلك التي تمتلك "طفرة" من المتكلّمين، والتي تفتقر الى أي مشروع.

 

ظروف كارثية

فمنذ سنوات، تؤكد كل الأحزاب والشخصيات المُعارِضَة ضرورة حصر قرار الحرب والسّلم بيد الدولة اللبنانية، وأنه قرار سياسي - عسكري - اقتصادي، لا يجب أن تبتّه إلا الدولة اللبنانية. وأما النتيجة، فهي أن لبنان يبقى "مشروع حرب" في أي وقت، فيما لا طرف لبنانياً مُعارِضاً يمتلك مشروعاً يقدّمه قُبَيْل الانزلاق الى الخطر، وبشكل يُبعده عن البلد وشعبه.

فلبنان اليوم هو بلد أزمة وضيق معيشي وحياتي، قبل أن يكون بلد أزمة سياسية. وما كان يمكن لبعض اللبنانيين غير الحزبيين وغير المُسيَّسين (أي غير التابعين لأي إطار سياسي أو حزبي تنظيمي) أن يتعاملوا معه في الماضي، ما عاد بإمكانهم أن يحتملوه اليوم، خصوصاً أن تلك الفئة ستكون من دون طعام، وشراب، ودواء، ومستشفى، ومن دون أي مساعدة، في ما لو انزلق البلد الى ظروف كارثية، إذ لا أحزاب تدعمهم، ولا توجد دولة قادرة على ذلك، أو تريد أن تتمكّن من مساعدتهم.

 

"مناعي"

وأمام هذا الواقع، أين هي القوى المُعارِضَة؟ ولماذا تبقى المعارضة اللبنانية معارضة الظروف السهلة، ومعارضة الكلام في أوان السّلم، فيما لا تمتلك أي مشروع "مناعي" يفرض منع انزلاق لبنان الى حرب؟

 

ردّات فعل

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "السبب في ذلك هو أنه لا توجد سياسة فعلية في لبنان، أي سياسة تمتلك مشروعاً. فالبلد يسير بردّات الفعل، من حيث الموالاة والمعارضة. هذا فضلاً عن أن المعارضة هي مجموعة من "المعارضات"، أي ان لا إطار واحداً لها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى ان "لا برنامج لدى المعارضة من أجل أي ظرف أو احتمال، وهي تكتفي بالكلام والكلام والكلام. فكل الأحزاب المُعارِضَة تتأرجح بين تقبُّل دخول لبنان الحرب، وبين رفض ذلك، رغم الكارثة الكبرى المُنتَظَرَة على مستوى زيادة نِسَب الفقر. وبالتالي، حتى إذا أخذنا في الاعتبار أن محور "المُمانَعَة" أزال يده عن لبنان، فلا يمكن لما يسمى معارضة لبنانية بوجهها الحالي أن تحكم، إذ إنها لا تمتلك ما يجب أن تقوم به".

 

أزمة خانقة

وشدّد المصدر على أنه "وسط تدهور الأوضاع العسكرية بين إسرائيل وحركة "حماس"، تُظهر الحكومة اللبنانية ضياعاً كبيراً، والمعارضة بمختلف أطيافها مثلها، وحتى فريق "المُمانَعَة" يبدو ضائعاً في مكان ما أيضاً".

وختم:"نحن في وضع صعب جدّاً. والفئات الشعبية الأضعف من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، هي التي ستدفع الثمن النهائي الأكبر. فبعض شخصيات ما يُسمى "الثورة" والمعارضة هم أولاد بالسياسة، فيما لا همّ لدى فريق "المُمانعة" سوى ما يحصل في غزة. ولكن انزلاق لبنان الى الحرب قد يؤدي الى وقف كل أو بعض المساعدات الدولية، الإنسانية وغير الإنسانية عن البلد، وهو ما يعني أزمة خانقة تتكامل مع النزوح السوري واللّجوء الفلسطيني".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار