في أصعب مرحلة إقليمية ودولية... لا يوجد من يمكن للعالم أن يكلّمه في لبنان! | أخبار اليوم

في أصعب مرحلة إقليمية ودولية... لا يوجد من يمكن للعالم أن يكلّمه في لبنان!

انطون الفتى | الأربعاء 11 أكتوبر 2023

مصدر: لا سلطة واحدة تحكم بل يتصدّر المشهد أصحاب المشاريع الإيديولوجية الكبرى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يجب أن تكون لدينا دولة مهما كلّف الأمر، خلال المدّة الزمنية القادمة، وذلك سواء اشتعل لبنان بفعل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، أو لا. فهذا من باب الضرورة القصوى، والحاجة الملحّة، ولكنّنا ندرك أنه أقرب الى المهمّة المستحيلة.

 

أصعب وقت

فبمعزل عن خطأ التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية منذ نحو عام، وفي تشكيل حكومة جديدة، نُسجّل أنه لا يوجد من يمكن الحديث معه من جانب العالم في هذا البلد، ولا من يمكنه أن يقول نعم أو لا، كـ "شيك" كامل الرصيد لأي جهة دولية، حتى ولو اكتمل مشهد السلطات في لبنان. فلا يوجد لدينا من هو قادر على تقديم التزامات لأي جهة دولية، حول أي نقطة، ولا على الوفاء بها. وهذه مشكلة حقيقية.

ولكننا نحتاج الى دولة، خصوصاً إذا تدحرجت الأوضاع اللبنانية الى ما لا يمكن ضبطه، أو التحكّم به. فمفاعيل الحرب بين إسرائيل و"حماس" بعيدة المدى، ولا بدّ من توفُّر من هو قادر على مواكبة نتائجها بشكل رسمي.

فنحن لا نحتاج الى جلسة لمجلس وزراء، عاجز عن التأثير في مصير "قشّة" في أوان السّلم. ولا نحتاج الى اجتماعات داخلية تقول لنا إن مخزون المادّة هذه أو تلك متوفّر لليوم والغد ولليوم الذي يليهما، بل نحتاج الى دولة الآن، أي في أصعب وقت من تاريخ المنطقة والعالم.

 

مسلوب الإرادة

أشار مصدر سياسي الى أن "واحدة من أحرج الأوقات الإقليمية والعالمية، يواكبها لبنان وهو مسلوب الإرادة السياسية، وفي ظلّ فراغ رئاسي، وعُقم حكومي، وانهيار سياسي واقتصادي عام".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يوجد من باستطاعته الحديث عن أي شيء في البلد حالياً. ولكن حتى لو كان موجوداً منذ العام الفائت، فإن ذلك ما كان ليشكّل فارقاً كبيراً في ظلّ الواقع السياسي الحالي. فلا سلطة واحدة تحكم لبنان، بل يتصدّر المشهد المحلّي أصحاب المشاريع الإيديولوجية الخارجية الكبرى".

 

يجتاحون المنابر

وشرح المصدر:"أصحاب تلك المشاريع هم الذين يجتاحون المنابر، والبيانات، ومنصّات التواصل الاجتماعي التي تبيّن للعالم ماهيّة المزاج اللبناني الرسمي. وهؤلاء هم الذين يبتّون بالشؤون السياسية، والاقتصادية، والمالية، وبمستقبل الحرب، والأمن، والانتخابات الرئاسية، وتشكيل الحكومة، وكل شيء. وهذا ليس إطاراً مناسباً لأي حديث دولي مع الدولة في لبنان".

وأضاف:"الوجوه الأساسية للحكم في أي دولة ليست متوفّرة في بلادنا. فرئيس الجمهورية غير موجود، ورئيس الحكومة مثله عملياً، حتى ولو كان حاضراً. ولا سلطة حقيقية لدى أحد على أي مستوى".

وختم:"دعوة مجلس الوزراء  لجلسة طارئة مثلاً، من أجل إدارة الشؤون في الظروف الراهنة، هي أقلّ الممكن حالياً. ولكن العبرة في النتيجة طبعاً. فلا مجال لتوقُّع أو انتظار الكثير طالما أن لا سلطة في البلد حتى ولو كانت السلطات موجودة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار