للمسؤول في لبنان... إفتح قصورك ومستشفياتك ومخازنك للناس قبل أن تتحدّث على المنابر! | أخبار اليوم

للمسؤول في لبنان... إفتح قصورك ومستشفياتك ومخازنك للناس قبل أن تتحدّث على المنابر!

انطون الفتى | الإثنين 16 أكتوبر 2023

مصدر: لا يسألون عن أحد من الناس إذا اشتعلت الحرب بشكل فعلي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

غريب جدّاً منظر بعض المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا فاشلين بالكامل وبكل شيء، في أوان جلوسهم على كراسي السلطة، والذين تسبّبوا بانهيار اقتصادي ومالي وصحي وتربوي وغذائي... في البلد، والذين لا يزالون يقفون على المنابر اليوم من دون أدنى خجل ليقولوا إنهم يسمحون أو لا يسمحون بذلك، وإن "بدنا"، و"لازم"، و"ما منقبل"...

 

الجهوزية للحرب

وبموازاة عجزنا عن توصيف القاعدة الشعبية لهؤلاء، نظراً لنسبة "الطلاق" الواضحة بينها وبين القدرة على التفكير، يصعقنا مشهد هذا المسؤول أو ذاك، وهو يُبدي استعداده الكامل للحرب، مثل من "يفصّل من كيس غيره".

ولهذا المسؤول اللبناني الذي يؤكد جهوزية لبنان للحرب، رغم علمه بأن ذلك ليس صحيحاً، نقول: إفتح قصورك ومنازلك الكثيرة أوّلاً لكل الذين سينزحون وسيتهجّرون بسبب تلك الحرب التي تقول إن البلد جاهز لها. وافتح مخازن الصيدليات، وغرف المستشفيات، ومخازن السوبرماركات، ومحال المواد الغذائية والطبية... لكلّ الذين ستحوّل الحرب حياتهم الى جحيم. وعمّم على المسؤولين عن مختلف القطاعات في تيارك أو حزبك السياسي، أن يوفّروا حاجات الناس كافّة، وذلك قبل أن تتحدّث عن أي استعداد للحرب.

وليؤمّن الأطباء، والصيادلة، والتجار، و... الذين ينتمون الى تيارك أو حزبك السياسي، خدمات صحية ودوائية مجانية للناس، وكل ما يحتاجونه من طعام، وشراب، وحاجات... وعندها تحدّث عن الجهوزية للحرب.

 

"شتوة خريف"

كما ندعو هذا النوع من المسؤولين الى أن يتخلّوا عن رواتبهم من النيابة أو الوزارة... مهما كانت زهيدة بالنّسبة الى الانهيار الحالي، والتبرّع بها لصالح الناس، وذلك بدءاً من اليوم. فهذه خطوات استباقية ضرورية، يتوجب على كل مسؤول في الدولة اللبنانية أن ينفّذها قبل أن يؤكد الجهوزية للحرب. فهذه الجهوزية هي في الواقع جهوزيته هو، أي جهوزية المكاسب السياسية التي سيجنيها هو وفريقه السياسي بعد الحرب، لا جهوزية لبنان أو الشعب اللبناني الذي ليس جاهزاً ولا حتى لـ "شتوة خريف".

 

استثمار سياسي

أشار مصدر سياسي الى أن "المسؤولين الذين يتحدثون عن جهوزية لبنان للحرب يمارسون الضرب ولكن بأيدي غيرهم. نأسف بشدّة لما يقولونه لأنهم لا يسألون عن أحد من الناس، ولا عمّا يمكنه أن يحلّ باللبنانيين إذا اشتعلت الحرب بشكل فعلي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "معظم المسؤولين في لبنان أظهروا افتقاراً واضحاً لفهم ما يحصل، أو ما يمكن أن تعنيه الحرب الدائرة في غزة، إذا امتدّت الى لبنان. فهُم محليّون جدّاً، لا يهتمّون إلا بالنكايات السياسية، وبمحاولة البحث عن الاستثمار السياسي المُمكن من جراء الحرب".

 

مصير الناس

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان حديث البعض عن استعداد لبنان للحرب هو محاولة لحفظ ماء الوجه، والقفز باتّجاه المستقبل، نظراً الى أنه لا يوجد أي مسؤول رسمي قادر على منع جرّ البلد إليها، أجاب المصدر:"لا أحد منهم يهتمّ بما يمكنه أن يحلّ بالناس أصلاً في مثل تلك الظروف الخطيرة. فهؤلاء لا يهتمون إلا بمصالحهم وأنفسهم. فلبنان والمنطقة يعيشان واحدة من أخطر المراحل، فيما هم في مكان آخر".

وختم:"ماذا يعني أن مسؤولاً لبنانياً يُبدي استعداده لحرب مدمّرة في مثل تلك الظروف التي يعيشها الشعب اللبناني؟ ومن يظنّ نفسه أي مسؤول ليتحدّث عن حرب ستُميت آلاف اللبنانيين؟ ومن هو ليتلاعب بمصير الناس وبحياتهم؟".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار