هل تكون الثورة الثالثة ثابتة لقيام الدولة في لبنان؟!
من اجهض 14 آذار هو نفسه اجهض 17 تشرين
رانيا شخطورة - اخبار اليوم
الذكرى الرابعة لانتفاضة "17 تشرين"، مرت مرور الكرام، وقد يكون السبب الاساسي لنسيانها من قبل اربابها وحتى من قبل اللبنانيين عامة، هو الانشغال بالحرب الدائرة بين حماس واسرائيل وامكانية توسعها نحو لبنان في اية لحظة.
ولكن قبل ذلك، لم يتمكّن الشارع المنتفض من أن يترجمَ ثورته الكبيرة 17 تشرين الأول 2019 التي رفع فيها شعار "كلن يعني كلن"، في صناديق الاقتراع، فعجز عن إحداث التغيير المنشود في الانتخابات النيابية في ايار 2022، فأوصل عدداً ضئيلاً من النواب لكن تلك الكتلة كانت متضعضعة وعرضة للنكسات المتتالية.
وتعليقا على هذا الواقع، قال مصدر سياسي مطلع: السؤال الاساسي الذي من خلاله يمكن ان نضع اصبعنا على الجرح هو: من الذي اجهض ثورة 17 تشرين الأول، وربطا هناك سؤال آخر: من الذي اجهض ثورة 14 آذار؟
واضاف، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، حين نصل الى الجواب الصحيح بشأن السؤال الثاني نعرف تلقائيا الجواب الاول، مشيرا الى ان هناك من يتهم "المنظومة"، ولكن من هي تلك المنظومة؟ وممن تتألف؟ّ
لكن في الواقع بحسب المصدر، من اجهض 14 آذار هو "حزب الله"، كون تلك الثورة كانت تقود باتجاه قيام دولة حقيقية فعلية سيدة على ارضها بسلاح واحد، والحزب نفسه هو من اجهض ثورة 17 تشرين التي وعلى الرغم من انها غيَبت او علقَت او حيدَت العنوان السيادي لكنها تحدثت عن حسن ادارة الدولة، اذ حين تدار الدولة بشكل جيد يصبح سلاح حزب الله غير قابل للاستخدام وبالتالي يتعطل وتتعطل القوى التي تغطي هذا السلاح ايضا، من هنا حزب الله منع تلك الثورة، لانه منظومة متكاملة.
ورأى المصدر ان هذا السلاح لا يستطيع ان يعيش سوى ضمن بيئة سياسية تغطي سلاحه وهو يغطي فسادها وارتكاباتها انطلاقا من دائرة محكمة ومتكاملة، وهو يعرف انه اذا ذهب باتجاه دولة وقانون وازدهار واستقرار فان الامر لا يتناسب ودويلته، اذ حين تصبح الدولة والمجتمع محصنين في وجهه يفقد دوره لان ما يستند اليه هو دولة شكلية غير محصنة.
وقال المصدر: العبرة الاساسية من ثورتي 14 آذار و17 تشرين انه عندما توحد الشعب اللبناني نجح في "هزّ عظام" اركان سلاح الممانعة رغم صواريخه وسلاحه وترسانته وميليشياته، بالتالي يستطيع اللبنانيون ان يتوحدوا في كل الساحات وعندذاك لديهم القدرة على تغيير الكثير، وبالتالي عليهم ان يكملوا وحدتهم من اجل قيام الدولة المطلوبة.
وختم: هل تكون الثورة الثالثة ثابتة لقيام الدولة في لبنان؟!