المسؤول في لبنان يسأل عن ضمير العالم وأما شعب لبنان فيسأله أين هو ضميرك أنت؟ | أخبار اليوم

المسؤول في لبنان يسأل عن ضمير العالم وأما شعب لبنان فيسأله أين هو ضميرك أنت؟

انطون الفتى | الخميس 19 أكتوبر 2023

الشاعر: مفصل تاريخي يقتضي أن تأخذ الطبقة السياسية في الاعتبار مصلحة الشعب القصوى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بمعزل عمّا يجري من حروب وأزمات حول العالم، وعن رفضنا الحاسم لكل ما يُميت أي إنسان على وجه الأرض، نقف مذهولين أمام بعض المسؤولين اللبنانيين الذين نعجز عن إيجاد الكلمات المُناسِبَة لتوصيفهم، والذين يسألون عن الضمير العالمي سواء على منصّاتهم الخاصة، أو على بعض الشاشات، عند وقوع أي كارثة ولو على سطح المريخ، فيما هم لا يسألون عمّا فعلته أيديهم بالشعب اللبناني الذي تعيش بعض فئاته بظروف مجازر يومية.

 

الضمير المَيْت

فبعض اللبنانيين لا يأكلون جيّداً، ولا ينعمون برعاية صحية جيّدة، وحتى إن بعضهم يفتقر الى أي نوع من العناية الطبية أصلاً، ويعاني من صعوبات كبرى في الحصول على الأدوية. هذا فضلاً عن أن آلاف الناس في لبنان باتوا يعيشون تحت خطر سقوط منازلهم على رؤوسهم في أي يوم وأي ليلة، وتحت خطر نتائج الظروف المناخية والمعيشية الصعبة، بموازاة اضطرار بعض الطلاب الى خسارة أعوام دراسة بحثاً عن لقمة العيش، والطبابة... للأهل والذات... وهذا كلّه فيما المسؤول اللبناني يسأل عن الضّمير العالمي تجاه ما يحصل في هذا المكان أو ذاك، بدلاً من أن يسأل نفسه عن ضميره المَيْت، وعن كيف يسمح له هذا الضمير بأن يتمتّع بحكم الكراسي والمقرّات والقصور، وبأن ينام ليله مرتاحاً، بينما آلاف الناس يُعانون حتى الموت.

 

مُحاسبة

رأى الناشط السياسي ربيع الشاعر أنه "لا يمكن فصل المسار الذي يحصل في فلسطين وغزة عن الوضع في لبنان. فالعدو الإسرائيلي لم ينجم عنه إلا الويلات منذ أن وُجِد، وهو لا يكنّ إلا العداء الشامل للبنان، ولا يوفّر فرصة لإيذاء لبنان بكل مكوناته، لأنه (لبنان) الخيار المعاكس لخياره هو (العدو الإسرائيلي) كتجربة تعايش سلمي وحضاري. ومن هذا المنطلق، لا يمكننا إلا أن نتعاطف مع كل الضحايا المدنيين الذين لا يجب أن يدخلوا في حسابات الحرب، خصوصاً عندما نرى موت الأطفال والدمار الشامل الذي لا يقبله أي ضمير إنساني. وموقف التعاطف من قِبَل أي إنسان هو موقف طبيعي في هذا الإطار".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بالنسبة الى البيت اللبناني، لا شكّ في أن هذه الطبقة السياسية غير مسؤولة وفاسدة ومُفسِدَة، ولديها مصلحة بتفقير الشعب لأن ذلك يُبقيها مُتربّعة على عرش مناصبها. فتحرُّر الشعب إذا حصل، وبناء دولة عصرية، سيخلق رأياً عاماً يحاسب أي مسؤول على أي خطأ يقوم به. فبعد الحرب العالمية الثانية، حاسبت بريطانيا (رئيس الوزراء الراحل ونستون) تشرشل على أمور عدة، كما حاسبت فرنسا (الجنرال شارل) ديغول، وكل الديموقراطيات تحاسب قادتها على أي خطأ".

 

 

مصلحة الشعب

ولفت الشاعر الى أن "لا مصلحة لدى الطبقة السياسية اللبنانية الحالية بإرساء ديموقراطية، ولا بتمكين الشعب اللبناني من الوقوف على أقدامه، لأن ذلك سيفعّل إمكانيات المحاسبة التي قد تزيل هؤلاء كلّهم من مناصبهم. فجريمة هذه الطبقة مُتفاقِمَة لأنها أوصلت الشعب اللبناني الى حدود الفقر، والدولة الى حدود الانحلال، وهم يعترفون بعجزهم عن حماية السيادة اللبنانية، وعن عدم تعريض الشعب اللبناني لأي خطر".

وأضاف:"نحن اليوم أمام مفصل تاريخي يقتضي أن تأخذ هذه الطبقة السياسية في الاعتبار مصلحة الشعب اللبناني القصوى، التي تقتضي أن نقف أخلاقياً مع الضحية التي هي فلسطين وأهلها، وضد العدو الذي هو إسرائيل، ولكن بموازاة الوعي الى أن لا قدرة للبنان على أي مغامرة. فلبنان وشعبه هم أكثر من دفع أثماناً باهظة لأجل القضية الفلسطينية، وهم سلّفوا العالم كلّه في هذا الإطار، وبات من الواجب حماية الناس في لبنان قبل أي شيء. فنحن على أبواب فصل الشتاء، واستقرار اللّيرة مسألة هشّة، والاقتصاد اللبناني مُنهار، والودائع المصرفية مسروقة، فيما المؤسّسات شاغرة وغير قادرة على مواجهة قضايا من مستوى انهيار مبنى، وطوفان طريق".

 

الكيان اللبناني

وشدّد الشاعر على أنه "يتوجّب على كل من يدّعون المسؤولية أن يمنعوا إبادة الشعب اللبناني، وتبديد مصالحه لصالح البقاء في السلطة. فأي مغامرة مُحتملة قد تعرّض وجود الكيان اللبناني للخطر. وهذا ليس سهلاً، لأن لا أحد قادراً على أن يدفع فاتورة الحرب على المدى الطويل".

وختم:"هذا ليس استسلاماً للضغوط والتهديدات الإسرائيلية، بل مبادرة لتحمّل المسؤولية، لا سيما أننا لسنا معنيّين بالصراع أكثر من دول عربية أكبر من لبنان بكثير، كمصر أو الأردن، أو غيرهما. وبالتالي، مسؤولية من يدّعون المسؤولية في لبنان هي في أن لا يوصلوا الشعب اللبناني الى مشروع إبادة ومجاعة وتدمير. ورغم كل شيء، يبقى الأمل بعدم توريط الشعب اللبناني بأي مغامرة، لأن ذلك قد يكلّف هذه الطبقة السياسية مناصبها وكل ما تعتبر أنها حقّقته من إنجازات. فأول ما يجب فعله هو التفكير بمصير الشعب اللبناني لأنه على المحكّ".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار