صواريخ "الحوثي" رسالة لـ "أوبك" اعترضتها أميركا بالنفط الفنزويلي قبل النار!... | أخبار اليوم

صواريخ "الحوثي" رسالة لـ "أوبك" اعترضتها أميركا بالنفط الفنزويلي قبل النار!...

انطون الفتى | الجمعة 20 أكتوبر 2023

مصدر: لن يكون سلاح النفط مُفيداً في المعركة الحالية بشكل فعلي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من الناحية الجغرافية، قد يكون تحريك إيران صواريخها ومسيّراتها من اليمن (عبر الحوثيين) باتّجاه إسرائيل مسألة غير مُربِحَة تماماً، نظراً لطول المسافة، ولقدرة التجهيزات الأميركية المنتشرة في المنطقة على اعتراض معظم المسيّرات والصواريخ "الحوثية"، قبل وصولها الى أهدافها مستقبلاً.

 

النفط

هذا ما تتطابق حوله بعض الآراء الأمنية والعسكرية، التي تؤكد أن تحريك السلاح "الحوثي" باتّجاه إسرائيل (بحسب المُعلَن) ليس سوى "غمزة" إيرانية لمنظمة "أوبك" تتعلّق بضرورة وضع النفط كسلاح على الطاولة في المواجهة مع تل أبيب، وذلك تحت طائلة تنفيذ بعض "المهام" الإيرانية ربما، على بعض مصافي أو آبار النفط في الخليج، تحت عنوان نصرة القضية الفلسطينية، لا سيّما أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان كان دعا الدول الإسلامية خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي قبل يومَيْن، الى فرض حظر نفطي على إسرائيل، والى طرد سفراء تل أبيب من الدول الإسلامية التي اعترفت بها، والتي أبرمت معاهدات سلام معها.

وردّاً على موقف عبداللهيان، أفادت مصادر في منظمة "أوبك" بأنها لا تخطط لاجتماع استثنائي أو لاتخاذ أي إجراء فوري ينسجم مع الدعوة الإيرانية.

 

حروب طويلة

في هذا الإطار، يُفيد بعض الخبراء بأن رسالة الصواريخ "الحوثية" تأتي مُفرَّغَة من بعض مضامينها سلفاً، في ما لو كانت تستهدف التلويح الإيراني للأميركيين بإمكانية إجبار دول "أوبك" على استخدام النفط كسلاح ضد إسرائيل.

فالولايات المتحدة الأميركية حضّرت وتحضّر نفسها لمواجهات طويلة في أوكرانيا والشرق الأوسط بخطوات كثيرة، من بينها أنها علّقت بعض العقوبات المفروضة على قطاعات النفط والغاز والذهب في فنزويلا، وذلك مقابل سلوكيات وعلاقات جديدة بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من جهة، والمعارضة الفنزويلية المدعومة أميركيّاً، من جهة أخرى. بالإضافة الى أن هناك المزيد من الخطوات الأميركية التي ستظهر الى العلن تباعاً، بما يؤكد تحصين المصالح الأميركية بالاستعداد لحروب طويلة، في أقاليم كثيرة حول العالم.

 

الصين

هذا فضلاً عن أن هناك خططاً أميركية أخرى مُحتملة للنفط الإيراني، إذا استعملت طهران، أو (إذا) دفعت باتّجاه استخدام النفط كسلاح ضدّ واشنطن وتل أبيب.

فخلال الأيام الأولى من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، طالب العضو في مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب "الجمهوري" ليندسي غراهام بتهديد إيران بتفجير مصافي النفط الخاصة بها، وبإخراجها عن العمل، إذا قتلت "حماس" رهينة أميركية أو إسرائيلية، مشدّداً على أن الوقت حان لنقل الحرب الى الفناء الخلفي للنظام الإيراني. وهي الدعوات نفسها التي تحدّث عنها بعض أعضاء الكونغرس بُعَيْد اندلاع الحرب في غزة أيضاً، داعين واشنطن وتل أبيب الى تدمير مصافي النفط والبنية التحتية الإيرانية، إذا انخرطت إيران بالحرب على إسرائيل، عبر توسيع الجبهات.

وإذا حصل ذلك، فسيتأثّر الاقتصاد الصيني بالفوضى التي ستُصيب عمل مصافي النفط الإيرانية، نظراً الى أن بكين تستورد كميات هائلة من النفط الإيراني. وهذا ما يدفع الصين أيضاً، وليس إيران وحدها، الى القيام بحسابات كثيرة حالياً، قبل التلويح بأي ورقة مواجهة لواشنطن.

 

صعوبات

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "هناك اتّفاقاً إيرانياً - سعودياً يقضي بعَدَم اقتراب السلاح "الحوثي" من الخليج، وهو ما يعني أن لا مجال لدى التنظيم باستهداف مصافي نفط، أو آبار نفط خليجية في المنطقة هناك".

ورجّح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا تدعم السعودية أي هجمات "حوثية" تنطلق من اليمن، حتى ولو كان هدفها ضرب إسرائيل. فالرياض حيّدت نفسها عن أي مواجهة مع طهران، وعن إمكانية أن تتحوّل الى هدف للإيرانيين مرة جديدة، عبر تسوية بكين. ولكن لا مصلحة لدى السعوديين أيضاً بدعم أي نشاط حربي للحوثيين".

وختم:"هناك صعوبة باستعمال النفط كسلاح حالياً، سواء بالنسبة الى إيران، أو غيرها. فالأميركيون رفعوا العقوبات عن النفط الفنزويلي، وهذه مصلحة للصينيين أيضاً، ورسالة أميركية للإيرانيين والسعوديين والعرب بأن واشنطن لا تعتمد عليكم وحدكم. وأمام هذا الواقع، لن يكون سلاح النفط مُفيداً في المعركة الحالية بشكل فعلي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار