اللبنانيون والسلطة اللبنانية الفاسدة... "مُنتَج واحد" يتسبّب بحصار لبنان... | أخبار اليوم

اللبنانيون والسلطة اللبنانية الفاسدة... "مُنتَج واحد" يتسبّب بحصار لبنان...

انطون الفتى | الإثنين 23 أكتوبر 2023

مصدر: الشعب اللبناني يحصد ما يزرعه وهو لا يريد غيره

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يجني الشعب اللبناني العواصف من جراء الرياح التي زرعها منذ عقود، والتي لا يزال يزرعها، وهي رياح التحزُّب والتعصُّب السياسي، والسّير خلف طبقة سياسية وحزبية أوصلته الى ما هو فيه.

 

ليس ظلماً

فالشعب اللبناني، ومنذ خريف عام 2019، بات مُحاصَراً من حيث تقليص أو حتى انعدام المساعدات الدولية له، حتى تلك الأساسية، ومهما انهارت أوضاعه أو (مهما) كانت مرشّحة للانهيار. والسبب في ذلك هو إصرار دول العالم كافة على أنه توجد دولة في لبنان، وأنه يتوجب عليها أن تسلك طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وذلك قبل الحصول على أي نوع من المساعدة.

بينما ننظر الى النازح السوري، وحتى الى الشعب الفلسطيني، فنجد أن دول العالم كلّها تساعده، رغم الخلافات الدولية الكبيرة مع السلطة في دمشق، أو حتى مع مختلف الجهات التي تُعنى بالملف الفلسطيني.

ولكن يبدو أن الشعب اللبناني هو نفسه الحكومة اللبنانية، والسلطة اللبنانية، والأحزاب اللبنانية التي تُكثر كلّها من الوعود في المقرات وخلال المحادثات الرسمية، والتي لا تلتزم بشيء منها. وبالتالي، يبدو أن المجتمع الدولي ينظر الى الشعب اللبناني، كما الى السلطة الفاسدة في لبنان، كجسد واحد.

 

تغيير سياسي

ومن نتائج ذلك، هو أن لا شيء لدى اللبناني داخل لبنان سوى دولة لبنانية يُطلَب منها أن تكون دولة، وهي ليست كذلك. وهذه الدولة بسلوكها هذا، تمنع أي شكل من أشكال المساعدات الملحّة لكثير من اللبنانيين، بحجة أن لديكم دولة، فلتفعل كذا وكذا، لتحلّ مشاكلكم.

هذه هي الدولة التي زرعها ويزرعها الشعب اللبناني. وهذا هو الثمن الكبير الذي يدفعه، بدلاً من أن يضغط باتّجاه تغيير سياسي.

 

عاجزة

شدّد مصدر سياسي على أن "الدولة في لبنان موجودة على مستوى استقبال الوفود، ولكن هذه ليست دولة. وما تصريحات مختلف المسؤولين اللبنانيين الأخيرة، والعجز الذي يُظهرونه، سوى الدليل الأكبر على أن لا دولة في لبنان. فالدولة العاجزة عن أن تبلور موقفاً واضحاً وحاسماً من أي مسألة، وعن فرضه على جميع مكوناتها، ليست دولة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدليل الآخر على عَدَم توفُّر الدولة في لبنان، هو أن الحكم الموجود والذي يُسمى دولة، ليس قادراً على توفير حاجات شعبه من طعام، وأدوية، وخبز، ومحروقات، وغيرها من الأساسيات بشكل مُستدام ومُستقرّ. وهذا يعني أننا لا نعيش في ظلّ حكم دولة".

 

الشعب

وأكد المصدر أن "لا مجال لحلّ إلا بتغيير سياسي ينبع من الشعب اللبناني، وهذا يكون في أوان الانتخابات، وداخل صناديق الاقتراع. فيمكن للشعب اللبناني أن يُقاطع أي انتخابات إذا كانت لن تحمل أي تغيير. وهذا يمكنه أن يكون معلوماً سلفاً، من خلال نوعية اللوائح التي تُعلَن، والأسماء التي تحويها، والبرامج الفضفاضة التي يتحدّثون عنها من دون أي إثبات على قدرتهم على تنفيذ أي شيء منها. فالوعود ليست جديدة، ويمكن لأي شعب أن يقاطع الانتخابات إذا كانت لن تحمل أي جديد فعلي".

وختم:"المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الشعب اللبناني الذي لا يزال يشكل بيئة حاضنة لتلك الدولة التي تحاصره، وتحرمه أي نوع من أنواع المساعدات الدولية. فلا إمكانية لمثل تلك الدولة بأن تستمر لولا موافقة الشعب، أي ان هذا الأخير يحصد ما يزرعه، وهو لا يريد غيره كما يبدو".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار