بويز: الجريمة الكبرى هي غياب لبنان في مرحلة قد تكون من أهمّ وأدقّ مراحل المنطقة
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بمعزل عن تفاوت آراء مختلف الأطراف الداخلية من العلاقات مع سوريا، تبقى خطوط التواصُل بين البلدين مهمّة في هذه المرحلة بالذات، مع ضرورة تسخينها مستقبلاً في ملفات معيّنة.
مزارع شبعا
ندرك جيّداً أن لا لبنان ولا سوريا "يمونان" على إعادة نازح سوري واحد الى بلده. كما أن الجميع يعلم أن لا حاجة لزيارات أو لاتصالات لبنانية - سورية تبحث مستقبل الأوضاع في قطاع غزة، طالما أن ما يوجد من مشاكل واضطرابات في لبنان وسوريا يكفيهما، ولا قدرة لديهما على التأثير في أي شيء إقليمي أو دولي.
ولكن تسخين العلاقات اللبنانية - السورية مستقبلاً، وتفعيل التنسيق بين البلدين سيكون ضرورياً، لإيجاد كلمة نهائية بينهما حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، مع ما لذلك من مفاعيل سياسية وأمنية واقتصادية، وذلك بموازاة التوصُّل الى كلمة نهائية وأخيرة في شأن لبنانيّة أو سوريّة بعض الأراضي جنوباً كمزارع شبعا مثلاً، وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك.
التعافي
فهذا النوع من التنسيق الثنائي السريع والمُترافق مع رعاية دولية معيّنة، ومع وضع جدول زمني غير مفتوح الى الأبد، سيكون كفيلاً بتسريع الحلول في الملفَّيْن اللبناني والسوري، بما قد يسهّل الحلّ السياسي المنشود في سوريا أيضاً، الذي سيسهّل بدوره عودة النازحين السوريين، وإعادة الإعمار، وبَدْء مسار التعافي السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان.
قضايا كثيرة
أشار الوزير السابق فارس بويز الى "وجود عدد كبير من القضايا التي تحتاج الى حلول بين لبنان وسوريا. بعضها يمكن حلّه بالتفاهم الثنائي، والبعض الآخر قد يحتاج الى تدخّل دول أخرى أو الأمم المتحدة بالحوار في شأنه".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "وجوب عدم التمسُّك بمعادلة إما التوصُّل الى كل الحلول أو لا حلّ لشيء. فما يمكن حلّه يجب أن يُحَلّ. وطالما أن قضية اللاجئين السوريين هي القضية الأساسية والأكثر ضغطاً على لبنان في الوقت الحالي، على كل المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، فلا بدّ من بحثها، لا سيّما أن الطرفَيْن يُبديان استعدادهما لحصول ذلك، ولإشراك الأمم المتحدة فيه".
لبنان؟
ورأى بويز أن "موعد البحث بالترسيم الحدودي بين لبنان وسوريا ليس معلوماً الآن. والأمر المؤكَّد هو أن تحت هذا الضغط الحاصل في المنطقة حالياً، أي الحرب في غزة، عُلِّقَت كل تلك الأمور. فمن الصّعب البحث بمثل تلك المواضيع وسط هذه الظروف".
وأكد أنه "يتوجّب على الدولة اللبنانية أن تكون موجودة، رغم كل شيء. ويرتبط هذا التواجد بإعادة تكوين مؤسّساتنا بدءاً من رئاسة الجمهورية، مروراً بتشكيل حكومة، وصولاً الى سدّ الشواغر الحاصلة أو التي ستحصل في المدى المنظور ببعض المناصب. هذا فضلاً عن ضرورة استعادة قرار الدولة بحوار مع المقاومة يكون مُشابهاً لما حصل في الماضي، والذي سُمِّيَ وضع استراتيجيا للدفاع، بشكل يحدّد بعض الأمور التي بقيت غامضة في الماضي، وذلك تسهيلاً لإبقاء لبنان على الخريطة الدولية، ولتمكينه من أن تكون لديه كلمة في أي تغييرات إقليمية".
وختم:"الجريمة الكبرى الآن هي غياب لبنان في مرحلة قد تكون من أهمّ وأدقّ مراحل المنطقة. فما يحصل فيها يُنذر بمتغيّرات مستقبلية جذرية، فيما لبنان الغائب الأكبر في هذا التوقيت وهذه اللحظة. وبالتالي، كيف سيدافع عن حقوقه مستقبلاً في ظلّ هذا الغياب الفظيع؟".