فرص اقتصادية واعدة في منطقتنا سقطت بـ "ضربة حرب"... | أخبار اليوم

فرص اقتصادية واعدة في منطقتنا سقطت بـ "ضربة حرب"...

انطون الفتى | الأربعاء 25 أكتوبر 2023

حبيقة: المشاريع والاستثمارات والاتّفاقيات لن تتحوّل الى حبر على ورق

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

لعلّ أبرز العِبَر التي يمكن استخلاصها من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، هي أنه مهما كثُرَ الحديث عن اتفاقيات، ومشاريع، واستثمارات، وعن أحلام وفرص واعدة، وعن وعود بازدهار، وبمشاريع تجارية... يبقى كل شيء مستحيلاً من دون إنهاء بعض الملفات الأمنية والعسكرية العالقة.

 

"ضربة حرب"

فمنذ مدّة لا بأس بها، وتحديداً بعد تسوية بكين بين إيران والسعودية، غطّى الحديث عن مستقبل المنطقة، وعن ازدهارها، وعن المشاريع الكبرى الموعودة فيها، على كل المشاكل والصراعات العسكرية والإيديولوجية التي تتحكم بها منذ عقود. وهو ما سقط بـ "ضربة حرب"، تدور منذ 7 الجاري، ولا أحد يعرف الموعد النهائي لها.

 

 

استقرار

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أنه "يمكن للاقتصاد أن يكون اقتصاد نمو، أو اقتصاد ركود أو انهيار. فالنّوع الأول يحتاج الى استقرار سياسي واجتماعي وقانوني وأمني، وأما إذا غاب الاستقرار، فيتحوّل الى اقتصاد ركود، أو انهيار".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حرب غزة لم تشكل مفاجأة في منطقتنا. وما قاله أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أنها (الحرب) لم تندلع من فراغ، بل أتت نتيجة لما يتعرّض له الفلسطينيون من احتلال خانق منذ عقود، كان صحيحاً ودقيقاً وشجاعاً جدّاً. وبالتالي، لم تَكُن المنطقة آمنة وبحالة سلام أصلاً".

 

نتيجة نهائية؟

ولفت حبيقة الى أن "مقاربة البعض تركّز على ضرورة إنهاء الحرب بنتيجة نهائية طالما أنها اندلعت، إذ لا يمكن تحمُّل حروب دائمة بين الحين والآخر. ولكن هذا ليس بيد أحد حصراً، وهو يحتاج الى إرادة كل الأفرقاء للوصول الى حلّ نهائي. وهذا صعب حالياً كما يبدو، إذ لا مجال لحصول اتّفاق ولا حتى على وقف لإطلاق النار".

وأضاف:"لا أحد في الخارج يسأل عن شعوب منطقتنا، ولا عن كيف يمكنها أن تعيش في مدى بعيد، وسط تلك الظروف. فزعماء الغرب يزورون المنطقة، ويغادرونها، ويتركوننا نتخبّط نحن بنتائج سياساتهم وتصريحاتهم التي تكلّفنا اقتصادياً ومعيشياً بشكل يومي".

 

تجنُّب الحروب

وشدّد حبيقة على أن "الحرب مُكلِفَة بشكل هائل حتى لإسرائيل نفسها، ولاقتصادها. فالحركة السياحية فيها ضُرِبَت، وكلّما طالت مدّة الحرب، كلّما زادت كلفتها اليومية على الاقتصاد الإسرائيلي".

ورجّح أن "تُحسَم الحرب خلال أسابيع. فالمساحات الجغرافية في منطقتنا صغيرة بالمقارنة مع المساحات في روسيا وأوكرانيا مثلاً. وكلفة كل صاروخ يُقصَف كبيرة لأنه قادر على شلّ منطقتنا. وبعض الضربات، كقصف مطار بيروت لا سمح الله، تعني وقف الحركة في لبنان، الذي سنفقد القدرة على الدخول والخروج منه في تلك الحالة. وهذه الوقائع تفرض على الجميع تسريع الحلول".

وختم:"كل المشاريع والاستثمارات والاتّفاقيات العربية وغير العربية التي حُكِيَ عنها في منطقتنا قبل الحرب، لن تتحوّل الى حبر على ورق بالتأكيد. فهي مشاريع قائمة، ولكن وتيرة تنفيذها ستختلف بين مكان وآخر، إذ يمكن لبعضها أن يُجمَّد، أو أن يتأجّل، بموازاة الاستمرار بغيرها في الأماكن البعيدة من احتمالات التصعيد. وهذا يؤكد ضرورة تجنّب الحروب دائماً، نظراً للظروف المعقّدة التي تتسبّب بها للجميع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار