العرب يرفضون تصفية القضية الفلسطينية في سيناء ويقبلون تصفية لبنان بالنّزوح السوري!... | أخبار اليوم

العرب يرفضون تصفية القضية الفلسطينية في سيناء ويقبلون تصفية لبنان بالنّزوح السوري!...

انطون الفتى | الخميس 26 أكتوبر 2023

مصدر: لا أحد يشعر بأن هناك دولة في لبنان قادرة على أن تُحدث فارقاً على أي مستوى

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ممتازٌ هو الإصرار المصري على منع تهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء، لأن ذلك سيشكل تصفية رسمية للقضية الفلسطينية.

وممتازٌ أيضاً، هو الإصرار الأردني على منع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن، لأن ذلك يصفّي القضية الفلسطينية رسمياً أيضاً، وبحكم الأمر الواقع.

وممتازةٌ هي مواقف الدعم العربية للقاهرة وعمان، في هذا الإطار. ولكن هذا لا يمنعنا نحن في لبنان من السؤال، عن السبب في عدم اعتماد العرب معايير موحّدة على مستوى الدفاع عن كل القضايا العربية، وعدم التهاون مع تصفية أي قضية عربية، أو أي بلد عربي.

 

لبنان وسوريا

فعلى سبيل المثال، ألا يعتبر العرب أن تدفّق السوريين الى لبنان بهذا الشكل، يغيّر في الديموغرافيا السورية، ويصفّي القضية السورية؟

وألا يعتبر العرب أن صمتهم عن هذا النزوح السوري الكثيف والمستمرّ الى لبنان، يصفّي لبنان، ووجوده، وهو ما يعني أن هناك خطراً وجودياً يهدّده (لبنان) الآن، وهو يتطلّب مواقف عربية أبْعَد من مجرّد التواصُل مع النظام السوري، أو من إعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية؟

 

سلطة مرجعيّة؟...

أشار مصدر مُواكب لملف النزوح السوري الى أن "لا سلطة مرجعية لدينا اليوم في لبنان، يمكن لأحد أن يتكلّم أو أن يتفاوض معها، أو يمكنها أن تتحدث عن أي شيء بشكل فعّال".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "من هذا المنطلق، رأينا كيف استُثنيَ لبنان من قمة السلام التي انعقدت في القاهرة قبل أيام. فرغم بعض الاعتراضات اللبنانية، إلا أن عدم دعوة أي مسؤول لبناني لحضورها كان طبيعياً، نظراً الى أن لا أحد يشعر بأن هناك دولة في لبنان قادرة على أن تُحدث فارقاً في أي شيء، وعلى أي مستوى".

 

معايير متعدّدة

ولفت المصدر الى أن "لا موقف رسمياً واحداً يعبّر عن الحكومة اللبنانية، التي هي في الأساس حكومة تصريف أعمال، أي حكومة غير شرعية تماماً في نظر العالم. وحتى إن كل وزير فيها يتحدّث كما يحلو له، في كل الملفات، وكأن لا دولة يعبّر عنها في ما يقوله. هذا فضلاً عن أن لا أحد قادراً على أن يفهم ماذا يريد رئيس الحكومة، ولا ما يحتاجه حتى يصبح قادراً على تحمُّل بعض المسؤوليات بطريقة جدية. وأمام هذا الواقع، من يمكنه أن يطالب العرب والعالم بعدم تصفية لبنان بالنزوح السوري؟".

وأضاف:"هناك الكثير من النّكد أو الاستثمار السياسي في كل الملفات، وعلى رأسها ملف النزوح السوري. وبالتالي، أول ما يتوجب القيام به هو زيارة سوريا، وتوجيه الكلام الحازم لها من مستوى أن قدرة لبنان استُنفِدَت، وما عاد قادراً على أن يتحمّل أكثر، وما عليكم أنتم في دمشق سوى أن تقوموا بخطوات عاجلة لاستعادة شعبكم منه (لبنان) خلال مدّة زمنية معيّنة".

وختم:"من سيقوم بذلك؟ فلا يوجد من هو قادر على هذا النوع من التواصُل مع السوريين، وسط غياب سلطة مرجعية واحدة في لبنان. ولهذا السبب، من الطبيعي أن تخضع الملفات اللبنانية لمعايير متعدّدة في كل مكان، وأن تُختَتَم كل النّقاشات في شأنها بحلول على حساب الشعب اللبناني، كما هو الحال دائماً".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار