نقص كبير في أدوية السرطان والمسكنات
يعتبر مستشفى الصداقة التركي- الفلسطيني في غزة الوحيد الذي يستقبل مرضى السرطان في القطاع. دشن في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، بسبب الحاجة إلى مستشفى جامعي يكون حاضنة التدريب الأساسية لطلاب كليات الطب. وتجاوزت كلفته 100 مليون دولار قدمتها الحكومة التركية.
على أصوات انفجارات والضربات العنيفة التي كانت تهز محيط المستشفى، أكد مدير المستشفى صبحي سكيك لـ "النهار العربي" أن المياه مقطوعة والإنترنت والاتصالات أيضًا، وتسبب القصف المكثف بتصدعات في المباني ومغادرة المرضى أسرتهم، كما تحطمت النوافذ وتطاير الزجاج في كل مكان.
ومنذ حوالي الساعة 11:00 ليل أمس، لم يتوقف القصف بمعدل ما بين 20 و30 قذيفة في الدقيقة. ولا يستطيع سكيك تحديد ما إذا كان القصف مدفعياً أو صاروخياً.
ليس مهماً بالنسبة إليه نوع القصف. المقلق عنده أنه قبل ساعة (حوالي السادسة بتوقيت بيروت) تعرض أحد الأجنجحة لقصف مباشر، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، وأن "كمية الوقود الاحتياطي لدينا تكفي لمدة 20 ساعة وربما أقل".
يضم المستشفى 156 سريراً و100 سرير للعلاج اليومي، ويساعد يوميا أكثر من 10.000 مريض فلسطيني.
ويقول سكيك إنه "قبل الحرب كنا نغطي فقط 40 % من الاحتياجات العلاجية بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع. والنقص في الادوية والجرعات قائم دائماً بسبب القيود والمعوقات الإسرائيلية"، مضيفاً: "نحن في اليوم الرابع والعشرين من الحرب، فتخيلوا كم وصل حجم النقص لدينا، نحن بأمس الحاجة الى المساعدات الإنسانية للضرورات القصوى لعلاج المرضى، لدينا مشكلة كبيرة اننا لا نملك دواء كافياً ولا جرعات الدواء الخاصة بمرضى السرطان".
وأوضح أن "مرضى السرطان لديهم جرعة خاصة من العلاج الكيميائي، وكوكتيل من الادوية الخاصة بالعلاج المكثف، لا يمكن ايقاف جرعات مرضى السرطان أو التوقف عن إعطائهم الادوية الخاصة بهم، إضافة إلى أن مرضى السرطان من الحالات الصعبة لديهم مسكن خاص للألم".
وتابع: "تخيلوا مدى خطورة وضعنا، نحن لسنا سياسيين، نحن أطباء نعتني بمرضانا، وسمحنا للمرضى بإحضار فرد أو اثنين معهم أثناء العلاج، هذا مهم للدعم النفسي وفترة العلاج."
وبما أن هذا المستشفى خاص لفئة معينة من المرضى، يقول سكيك: "ليس لدينا لاجئون... فقط عائلاتنا وعائلات المرضى، تخيلي أن ضحايا القصف الإسرائيلي 50% منهم من الأطفال والرضع، و30 -40% من النساء... ماذا فعل هؤلاء؟".
وأضاف: "نتساءل دائما لماذا تستهدف إسرائيل المستشفيات في قطاع غزة، المكان الوحيد في العالم الذي يحصل فيه مثل هذا الأمر من دون أن يحرك احد ساكناً. المجتمع الدولي يبقى صامتاً، لا نريد بيانات شجب وإدانة، نريد للحرب أن تتوقف، ولكن الخلاصة إن ما وصلنا إليه هو أن إسرائيل تستغل هذا الصمت، إنهم يستبيحون اكثر اماكن محمية بحسب القانون الدولي وشرعات حقوق الانسان، ويعاملون شعبنا كانهم ليسوا بشراً ولهذا السبب يسهل عليهم استهداف المستشفيات. الإسرائيليون يقتلون الجميع الأصحاء والمرضى الذين يعانون من الألم، ويتركون السرطان يقتلهم بوقف علاجاتهم، ويقتلونهم باستهداف المستشفيات".
وطالب بإنهاء هذه الحرب، قائلاً إن "الشعب يريد أن يعيش بكرامة، والغزاوي يستحق أن يعيش مثل أي إنسان آخر في العالم. نحن نستحق حياة صحية هادئة، لم نعذب الإسرائيليين أبدًا خلال تاريخنا، وأتساءل لماذا يضطهدون الناس بالحصار الجائر منذ 17 عامًا، الاحتلال و سوء المعاملة و القمع بهذه الطريقة منذ 75 عاماً".