قاطيشا: نحن في حالة حرب حالياً حتى ولو كانت بعيدة من العاصمة بيروت
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
تقوم التنظيمات المسلّحة، وكل إطار تنظيمي يقدّم نفسه على أنه حركة مقاومة، على أفكار أساسية من مستوى إظهار كل ما تفعله على أنه انتصار، وصولاً الى صورة "الانتصار الدائم" (حتى منذ ما قبل بَدْء أي معركة أو حرب)، والحرص على تأكيد "إذلال الأعداء"، وذلك الى جانب ما تختزنه من إيديولوجيا ومخزون ديني وأخروي.
حاملة طائرات
وبما أن ضابط إيقاع الحرب التي تعصف بالشرق الأوسط حالياً، هو هذا النوع من الأفكار، بالنّسبة الى أطراف محور "المُمانَعَة" تحديداً، نسأل عن احتمالات أن تستيقظ المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة (أو أكثر بقليل ربما) على خبر استهداف حاملة طائرات أميركية، أو إحدى القطع البحرية الأميركية أو البريطانية، التي دخلت منطقة شرق المتوسط بعد 7 تشرين الأول، والإعلان عن "زفّ" هذا الخبر الى جماهير المقاومة في المنطقة كانتصار على الأعداء.
هذا فضلاً عن احتمال نشر فيديو مثلاً، عن بعض الأسرى الإسرائيليين في إحدى بلدان نشاط محور "المُمانَعَة"، كالعراق أو سوريا أو اليمن... مثلاً، وذلك لتأكيد وحدة ومتانة الساحات والجبهات المُقاتِلَة لإسرائيل؟
في إيران؟
فماذا لو اختارت إيران الانخرط في الصراع بشكل مباشر، وأظهرت فيديوهات لبعض الأسرى الإسرائيليين في أراضيها، خصوصاً أنه مع مرور الوقت وطول مدّة الحرب، ستتضاعف الحاجة لإظهار انتصارات قوية جدّاً للبيئة الحاضنة لقوى "المُمانَعَة"، أبْعَد من نفي ما يصدر عن الجيش الإسرائيلي، وأكثر من الحديث عن هزيمة أميركا وإسرائيل، وأوسع من عرض فيديوهات لأسرى في غزة يحرّضون الشعب الإسرائيلي على قادته، ويهاجمون السلطة السياسية والعسكرية في تل أبيب على ضعفها.
تعبئة الجماهير
أشار العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا الى أن "حاملات الطائرات والأساطيل الأميركية والبريطانية والغربية في المنطقة محميّة في كل الأوقات ومن جميع الاتّجاهات، ولا إمكانية لشنّ هجمات عليها بسهولة. وأما التهديد باستهدافها، فهو خاضع للتعبئة الخاصّة بجماهير التنظيمات المسلّحة، وللحديث عن أنهم انتصروا".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المعلومات العسكرية التي تقدّمها تلك التنظيمات لجماهيرها عن قدراتها، أو حتى عن المعارك والمواجهات التي تخوضها، تخلو من إمكانية التثبُّت منها بشكل تامّ في العادة. وهي تدرك جيّداً استحالة التأكُّد منها بشكل فعلي. وهذا يساعدها على حفظ صورة عسكرية معيّنة لها".
الأسرى...
وأكد قاطيشا أن "عرض فيديوهات لرهائن خارج غزة مسألة صعبة جداً لا بل مستحيلة. فلا يمكن تمريرهم من غزة الى إيران مثلاً، أو الى العراق، أو سوريا، أو غيرها، بسهولة. كما أن عمليّة مماثلة قد تحتاج لإدخالهم الى مصر أولاً قبل نقلهم الى أي جهة أخرى، وهي (مصر) لن تقبل بذلك، وغير قادرة على الدخول في مثل تلك الأمور، ولا على استلام رهينة واحدة".
وعن مصير لبنان في ما لو طالت مدّة الحرب كثيراً، وحتى لو لم ينزلق الى مواجهات عسكرية، أجاب:"الأوضاع المعيشية صعبة أصلاً، وهي تزداد صعوبة أكثر".
وختم:"نحن في حالة حرب حالياً حتى ولو كانت بعيدة من العاصمة بيروت. صحيح أنها محصورة في الجنوب، وضمن وتيرة منخفضة، إلا أننا ندفع ثمنها اقتصادياً وبرحيل السيّاح وفي كل شيء وعلى كل المستويات. فلا شيء منتظماً بشكل فعلي في البلد".