انهيار لبنان لا يحتاج الى هجوم خارجي فالداخل "مكفّى وموفّى"... وأكثر!!!... | أخبار اليوم

انهيار لبنان لا يحتاج الى هجوم خارجي فالداخل "مكفّى وموفّى"... وأكثر!!!...

انطون الفتى | الخميس 02 نوفمبر 2023

مصدر: تجاربنا السابقة خلال الأوقات الحرِجَة لم تَكُن يوماً مُشجّعة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عندما يدعو المسؤول والتاجر معاً، الناس في لبنان الى عدم الهلع والخوف، والى عدم التخزين، على طريقة أن كل شيء متوفّر ولكن... كذا وكذا وكذا وكذا...، فهذا يترك الـ "لكن" هذه "ملكة" المشهد. وهي "لكن" تقول للناس خزّنوا، وأكثروا من التخزين، وساهموا بمساعدتنا في أعمال الاحتكار، ورفع الأسعار، وخلق الصّدمات والأزمات، بأنفسكم.

 

من الداخل...

ففي هذا البلد، اعتدنا على الأكاذيب، والألاعيب، و"الخزعبلات"... انطلاقاً من أن لا دولة، أو من أن الدولة هي نفسها أولئك الذين يكذبون ويتلاعبون، وهذا هو الأساس. فنحن لا نحتاج الى حرب لنحذّر من الانهيار، والانقطاع، ومن ارتفاع الأسعار، والجوع، وفقدان الأدوية... لأن البلد مُحارَب من داخله دائماً.

 

مخزون رسمي

أكد مصدر مُتابِع للشؤون المعيشية "ضرورة تفنيد المشاكل التي يعاني منها لبنان أصلاً، سواء أُقحِمَ في حرب أو لا، وذلك بمعزل عن التحذيرات التي قد يُطلقها أي تاجر أو مسؤول فيه. فالتطمينات تزيد قلق الناس في هذا البلد، وتدفعهم الى اتّخاذ مزيد من الاحتياطات".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "مشاكل لوجستية كبيرة تعترضنا. ففي الدول المُحترمة، يجب توفير مخازن في كل منطقة تقريباً، تسمح بتخزين كميات من الطعام والقمح والطحين والأدوية والمستلزمات الطبية بشكل دائم، وبإشراف رسمي، وهو ما يسمح بالصمود والاستفادة من هذا المخزون بشكل متساوٍ وصحيح لكل الناس، إذا تعرّض البلد لحرب".

 

ليست مُشجِّعَة

ولفت المصدر الى أن "في لبنان، لا مجال لتوفير مخزون لا للقمح، ولا لأي شيء آخر. وبالنسبة الى القمح، اتّكالنا الوحيد هو على المخزون المتوفّر في المطاحن فقط. وفي ما يتعلّق بالمواد الغذائية، فاتّكالنا هو على المخزون المتوفّر في مستودعات السوبرماركات. وأما في شأن الأدوية، فالاتّكال كلّه على مخزون بعض المستودعات والشركات والصيدليات التي تمارس الاحتكار في العادة. وهو ما يُفسح المجال واسعاً لكل أنواع الاحتكارات في حال حصول حرب، بحجة صعوبة البَيْع أو التوزيع، مرّة بسبب القصف وخطورة التنّقل، ومرات بسبب شحّ المحروقات أو غيرها من الأسباب، وهو ما يمكنه أن يتسبّب برفع كبير للأسعار وبقطع الكثير من السّلع الغذائية والصحية عن الناس، وذلك بدلاً من أن يكون لدى الدولة قدرة لوجستية رسمية على تلبية حاجات شعبها".

وأضاف:"لنفترض أن الحرب اندلعت. فلا شيء يضمن لنا أن الأفران ستوزّع الخبز في تلك الحالة، ولا أن السوبرماركت ستبيع كل أنواع المواد الغذائية، والأمر نفسه بالنّسبة الى الصيدليات، وغيرها. وهذا هو السبب الرئيسي الذي قد يدفع بعض الناس الى الخوف".

وختم:"تحذيرات البعض المتكرّرة بشأن المواد الغذائية والطبية منذ مدّة، قد تُضاعف رغبة الناس بالتخزين، خصوصاً أن من يحذّرون هم أنفسهم الذين أظهروا خلال السنوات القليلة الماضية عدم مصداقية واضحة، إذ ساهموا بالاحتكارات وبارتفاع الأسعار وبالفوضى المعيشية، من أجل أرباحهم الخاصة. فتجاربنا السابقة خلال الأوقات الحرِجَة في لبنان لم تَكُن يوماً مُشجّعة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار