حروب المنطقة... "مسرحيات" تُعْرَض أمام أضعف الناس مجاناً وبشكل مفتوح؟... | أخبار اليوم

حروب المنطقة... "مسرحيات" تُعْرَض أمام أضعف الناس مجاناً وبشكل مفتوح؟...

انطون الفتى | الخميس 02 نوفمبر 2023

مصدر: القوى المسلّحة على اختلافها تتعامل مع القتال كمورد لها

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن معارك ونتائج أي حرب مدمّرة، وعن الأطراف المُتحارِبَة في أي صراع، فإن هناك مجموعة من الأمور التي تشكل لغزاً بحدّ ذاتها.

 

حروب كونيّة

فعلى سبيل المثال، كيف يمكن لتنظيمات مسلّحة تقول دائماً إن هناك حروباً كونية تُخاض ضدّها، أن تقاتل لأشهر وسنوات طويلة، هي وعناصرها وبيئتها الحاضنة، وكل من ينتمي إليها... فيما نراهم يصمدون ويستمرون على حساب باقي الفئات والشرائح الاجتماعية التي تفقد كل شيء، والتي تبدأ بدفع ثمن الحروب خلال أقلّ من 24 ساعة ربما، من بَدْء اندلاع أي مواجهة؟

هذا لغز يتخطى التبريرات التي تتحدّث عنها التنظيمات المسلّحة، والتي تقول إنها صاحبة الأرض، وإن هذا هو سبب قوّتها. فملايين الناس هم أصحاب الأرض عملياً، ولكنهم يفقدون قدرة الصمود في أرضهم سريعاً، بينما هذا لا يكون حال بيئة تلك التنظيمات.

 

طرف واحد؟

هذا الواقع يضعنا أمام الخريطة التالية، وهي أنه في بلدان معيّنة، يمكن لملايين الأشخاص (مثلاً) أن يموتوا (هؤلاء يشكلون مجموع السكان)، فيما 500 ألف شخص فقط (مثلاً) يعيشون (هؤلاء يشكلون قادة وعناصر تنظيمات معيّنة وبيئتها الحاضنة شعبياً وسياسياً واقتصادياً...)، ويمتلكون القدرة على الصمود لسنوات وسنوات، رغم أن الملموسات الظاهرة تُفيد بأن هناك حرباً على الـ 500 ألف، وليس على الملايين. فكيف يحصل ذلك؟

وحتى إن المساعدات الدولية الغذائية والطبية... التي تدخل للملايين (من حيث المبدأ، وكما هو مُفتَرَض) وليس للـ 500 ألف، لا تسمح للناس بأن يصمدوا ويعيشوا، بينما يمكن للـ 500 ألف أن يصمدوا لما بعد عقود ربما، ورغم أن الظاهر يقول إنهم لا يحصلون على أي مساعدة دولية.

فهل من "مسرحيات" تُعرَض أمام أفقر وأضعف الناس في كل الأزمنة والحقبات والبلدان؟ وهل ان الأطراف التي تتحارب في أي مكان، بالسياسة، والعسكر، والإيديولوجيا... وكل شيء، هي طرف واحد بأشكال مختلفة، يتقاسم المصالح والنفوذ على حساب عامة الشعب؟

 

في لبنان أيضاً...

أوضح مصدر خبير في شؤون التنظيمات المسلّحة أن "السبب في أن مفاعيل الحروب تطال أفقر الناس حصراً يعود الى أن القوى المسلّحة على اختلافها تتعامل مع القتال كمورد لها، وليس كقضية سياسية أو إيديولوجيّة فقط. فهي قوى منظّمة جيّداً، حتى ولو كانت لا تشكّل أكثرية سكانية أو شعبية أو اقتصادية في بلدانها، أو في المناطق التي تنشط فيها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا التنظيم الجيّد يسمح لها بالصمود والاستمرار، لا سيّما أنها تسيطر على موارد البلدان، وعلى حدودها، وعلى كل نشاط فيها. هذا فضلاً عن أنها تجبي الضرائب و"الخوّات" من الناس. وهذا ما مررنا ونمرّ به نحن أيضاً في لبنان، خصوصاً منذ حقبة الحرب الأهلية".

 

 

حلقة مفرغة

وشرح المصدر أن "تلك التنظيمات تتمتّع بقدرة هائلة على الصمود حتى ولو دُمِّرَت البلدان التي تنشط فيها بالكامل. فمهما تعرّض الناس للقصف والدمار في بلدانها، إلا أن تمويلها يبقى مستمرّاً بطُرُق عدّة، ومن أي عملية تجارية، ومن التهريب. وهذه حلقة مفرغة لا يمكن السيطرة عليها".

وختم:"الحرب الدائرة في المنطقة حالياً تُصيب كل دول المنطقة أكثر من التنظيمات المسلّحة الناشطة فيها. فكل البلدان باتت بحالة حرب عملياً، والنتائج الاقتصادية الملموسة لذلك ستبدأ بالظّهور تدريجياً، وبعد أشهر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار