الباكون على أطفال غزة اليوم صمتوا هم أنفسهم عن اقتلاع أطفال الأرمن من كاراباخ قبل أسابيع... | أخبار اليوم

الباكون على أطفال غزة اليوم صمتوا هم أنفسهم عن اقتلاع أطفال الأرمن من كاراباخ قبل أسابيع...

انطون الفتى | الجمعة 03 نوفمبر 2023

مصبنجي: المجموعة التي تحارب في رقعة جغرافية معيّنة تبقى بعيدة من أي موقف منطقي في أخرى

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

الحقيقة قاسية، طبعاً، ولكنّها تبقى الحقيقة. وإذا راقبنا الأسباب الحقيقية لحروب وصراعات الشرق الأوسط وبعض مناطق آسيا، حتى تلك التي تُخاض اليوم أي في زمن التطوّر والحداثة والتكنولوجيا، نجد أنها دينية في الأساس، لا مدنية حصراً ترتبط بأرض، واقتصاد، ومال، وأعمال...

 

معايير تعصُّبية

الأمثلة في هذا الإطار تطول وتطول. ولكن إذا أردنا ذكر القليل منها، نقول إن الأطراف نفسها التي تنادي برفع الظّلم عن الشعب الفلسطيني، وبحماية النساء والأطفال والشيوخ في غزة، صمتت هي نفسها بلامبالاة تامّة عن اقتلاع الأرمن من ناغورني كاراباخ قبل أسابيع، وبتغاضٍ تامّ عمّا عاشه الكثير من كبار السنّ والأطفال والنساء... من مخاطر وجودية خلال التهجير.

والأطراف نفسها التي تُنادي بوقف المجازر عن الشعب الفلسطيني، تعارض هي نفسها حقّ الأكراد بدولة، وحتى إنها تحاربهم وتقصفهم بذريعة محاربة الإرهاب، وترفض الاعتراف بأي نوع من الحقوق التحرُّرية لهم.

هذا غيض من فيض نكتفي بذكره، لنؤكد أن المعايير الأساسية لحروب منطقتنا دينية، وتعصُّبية تحديداً، وهو ما يصعّب إمكانية انتظار سلام دائم مستقبلاً، مهما كثُرَت المبادرات والطروحات والمخارج السياسية والديبلوماسية، سواء للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، أو لسواه.

 

عَدَم تناسُق

أشار مؤسّس ورئيس موقع Triloguenews، ورئيس جمعية الصحافة الأجنبية في فرنسا، إيلي مصبنجي الى أن "الجانب الديني في صراعات الشرق الأوسط وبعض مناطق آسيا يظهر من خلال أن المجموعة ذاتها التي تحارب في رقعة جغرافية معيّنة، تبقى بعيدة من أي موقف منطقي في منطقة أخرى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المواقف الدينية لا تُفسَّر أو تُترجَم بالمقياس نفسه أيضاً، وهذا ما يخلق ويزيد عَدَم التناسُق فيها تجاه أي نوع من القضايا. ففي دول عدّة، كان يمكن معالجة المشاكل بطُرُق مختلفة لولا التداخُل غير المفهوم بين الدّين والسياسة، وذلك رغم أن المواقف التي ترتكز على الدّين لا تكون عقائدية دائماً، بل مرتبطة بسياسات محليّة".

 

الأقليات

وردّاً على سؤال حول تأثير ذلك على الأقليات في المنطقة، وعلى المسيحيين الموارنة في لبنان، الذين لطالما اعتبروا أن فرنسا هي الأم الحنون لهم، أجاب مصبنجي:"كل طائفة من طوائف لبنان عرفت ظروفاً صعبة. ولكن كل الذين يضعون آمالهم بقوّة عظمى لتحميهم، نجدهم يُصابون بخيبة أمل كبرى. فالدول الكبرى لديها مصالحها، وإذا أخذنا فرنسا كأم حنون للموارنة في الماضي على سبيل المثال، نجد أن لديها مصالح مع إيران اليوم. وبهذا الميزان، تُصبح المصالح أهمّ من حماية المسيحيين بكثير، بالنّسبة الى كل الدول الكبرى. فحماية الأقليات كما كانت عليه الأحوال في القرن الفائت لم تَعُد موجودة. وأوروبا كلّها مثلاً، باتت مستعدّة للتخلّي عن أي قضية ذات طابع ديني أو ثقافي، لتحافظ على مصالحها، وهو ما يظهر بوضوح في حرب أوكرانيا، وفي الحرب الدائرة بالشرق الأوسط حالياً".

 

حريات...

وحول ما إذا كان بالإمكان أن يحمل حلّ الدولتَيْن في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، دولة للأكراد، ومزيداً من الحريات والديموقراطية للأقليات عموماً في المنطقة مستقبلاً، رأى مصبنجي أن "أوضاع ومشاكل الأقليات في تلك المنطقة مختلفة عن بعضها البعض. فوضع الأكراد مختلف عن أوضاع الأرمن. ومشاكل الأرمن داخل أرمينيا تختلف عن تلك التي يواجهونها خارج بلدهم، وهكذا دواليك. وهو الأمر نفسه بالنسبة الى الأقليات الأخرى كالأقباط في مصر، أو الموارنة والطوائف المسيحية عموماً في لبنان".

وختم:"المقارنة بين الأقليات وفق معايير موحّدة صعبة أيضاً. ولكن الثابت هو أن لا مجال أبداً للقول إن القوة الدولية هذه أو تلك ستدعم هذه الفئة أو تلك. فهذا بعيد من الواقع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار