الأمم المتحدة... ضربة أولى في أوكرانيا وثانية في إسرائيل فهل اقتربت النهاية؟ | أخبار اليوم

الأمم المتحدة... ضربة أولى في أوكرانيا وثانية في إسرائيل فهل اقتربت النهاية؟

انطون الفتى | الجمعة 03 نوفمبر 2023

مصدر: دول لا تمثّل شيئاً على الساحة الدولية باتت تنتقد النظام العالمي والمنظمة الدولية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هو شيء من بعض التوازن استعادته الأمم المتحدة خلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد نحو عام ونصف من فقدانه بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

دمية...

ففي شباط 2022، وبعدما أطلقت روسيا نيران آلتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية، بدأ الانقسام العالمي بشكل حادّ. وسرعان ما انزلق الى شيء من صراع بين الشرق والغرب أظهر الأمم المتحدة وكأنها منظّمة غربية، تتكلّم بإسم الغربيين، وتدافع عنهم، وترى بعَيْن واحدة، وذلك في كل مرة كانت تطالب فيها بوقف الحرب، وبالجلوس الى طاولة مفاوضات، وبأن لا مجال لحلّ النزاع في كييف بالحرب.

والهجوم الشرقي هذا على المنظمة الدولية خرج من روسيا الى دول عديدة تدور في فلكها آنذاك، ووصل الى حدّ مطالبة البعض بإلغاء الأمم المتحدة لكونها فقدت أي نوع من المصداقية، إذ ظهرت وكأنها دمية في يد الغرب عموماً، والولايات المتحدة الأميركية ومنظومة حلف "الناتو" خصوصاً.

 

بين الشرق والغرب

هذا المشهد تغيّر بعد 7 تشرين الأول الفائت، إذ باتت الأمم المتحدة "مُضطَّهَدَة" بحسب أكثر من صوت روسي وشرقي، لا سيّما بعد كل ما حصدته المنظمة الدولية وأمينها العام أنطونيو غوتيريش من "هجمات" إسرائيلية سياسية وديبلوماسية، بسبب الدعوة الى وقف إطلاق النار، وحماية الناس، ومنع تمدُّد الحرب... وغيرها من المواقف.

فما كان مرفوضاً لدى البعض في أوكرانيا قبل نحو سنة ونصف، بات مضموناً بالنّسبة إليهم اليوم، ومن جانب الأمم المتحدة نفسها. فهل استعادت المنظمة الدولية توازنها ودورها الفعلي؟ وهل استعادت توازنها بين الشرق والغرب؟

 

عاجزة

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الأمم المتحدة باتت عاجزة عن حسم المواضيع الخلافية الدقيقة والحسّاسة في العالم، وذلك رغم أنها تمتلك الكثير من أدوات القوة بين يدَيْها. هذا ليس جديداً طبعاً، ولكن الحروب في أوكرانيا وإسرائيل، أوضحت الصورة بشكل تامّ".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الموجات الاعتراضية الكثيرة التي عصفت بالأمم المتحدة منذ العام الفائت كانت شديدة جدّاً، وهي وصلت لحدّ تحويلها الى شيء أقرب للفولكلور في فكر الرأي العام العالمي. فدول لا تمثّل شيئاً فعلياً على الساحة الدولية، باتت تنتقد النظام العالمي، والنظام العام الذي تقوم عليه المنظمة الدولية، وحصر حقّ "الفيتو" بدول كبرى معيّنة داخلها، وهو ما يمسّ بهيبتها كمؤسّسة دولية".

 

بديل؟

وأكد المصدر أن "نجاح الأمم المتحدة بات محصوراً بشؤون ثقافية وبملفات إنسانية منذ سنوات، وذلك أكثر من القضايا الجيوسياسية والحروب والمشاكل الكبرى".

وختم:"لم يَعُد من مجال كبير للاتّكال عليها في كل شيء. فحتى في الملف اللبناني مثلاً، تُظهر الأمم المتحدة فشلاً واضحاً على المستويات كافة، رغم أن الوزن الفعلي للبنان لا يمثّل شيئاً بالمقارنة مع دول أخرى. وهو ما يعني أن الحلول لمشاكل أوكرانيا، وللصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولقضايا أخرى لن تكون عبرها. والمثال الأبرز على ذلك، هو أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعطي التعليمات في شأن مستقبل الحرب في غزة، وفي ما يتعلّق بفتح معبر رفح مثلاً، وإدخال المساعدات، وحماية المدنيين... أكثر من أمين عام الأمم المتحدة. وهذا يُظهر أن المنظمة الدولية لم تَعُد فعّالة تماماً. ولكن ترك الأمور على حالها الآن أفضل من لا شيء، خصوصاً أن لا مجال لجمع الغرب والشرق على طاولة واحدة حالياً من أجل الاتّفاق على بديل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار