حرب غزة تتجاوز الأنفاق والصواريخ لأنها معارك "أشباح" مُسرِعَة الى لبنان!!!... | أخبار اليوم

حرب غزة تتجاوز الأنفاق والصواريخ لأنها معارك "أشباح" مُسرِعَة الى لبنان!!!...

انطون الفتى | الخميس 09 نوفمبر 2023

درباس: القوة العسكرية التي تتمتّع بها "حماس" فعّالة أكثر من افكارها

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

حركة "حماس" فكرة وإيديولوجيا، قبل أن تكون أي شيء آخر، وقبل أي حديث عن أنفاق أو بنى تحتية عسكرية، وهو ما يعني استحالة انتهاء الحرب الدائرة حالياً بينها وبين إسرائيل، بنتيجة ملموسة وواضحة.

 

أفكار

فمن المستحيل لـ "حماس" أن تُعلن هزيمتها، حتى ولو فقدت كل ترسانتها العسكرية وصواريخها. وهذا يتوافق تماماً مع أمر واقع آخر أيضاً، وهو أن الحروب مع التنظيمات الإيديولوجية المسلّحة تكون دائماً مثل حرب مع الأشباح وعليهم.

فهنا نتحدّث عن أفكار دفينة، وعن أخرى مُعلَنَة. ولا مجال للخروج بنتيجة من جراء القتال مع أفكار.

 

انتصار

ما يعنينا نحن في لبنان، هو أنه إذا بقيَت الأوضاع اللبنانية على حالها من الفشل الشديد على المستويات كافّة، فقد يؤدي ذلك الى تحويل لبنان لحاضنة جديدة لـ "حماس" الفكرة، بعد نهاية العمليات العسكرية في قطاع غزة، ومع مرور الوقت.

فمهما بلغت خسائر الحركة ("حماس") على الصعيد العسكري، ستخرج من الحرب بإعلان انتصار كالعادة، واستمرار الكفاح المسلّح... وكل باقي الشعارات التي ترفعها، فيما لا حاضنة عربية "رخوة" لاحتضان تلك الأفكار مستقبلاً، أكثر من لبنان.

 

أهداف الحرب

وكما تحوّل النزوح السوري (في لبنان) الى حلّ مرحلي للحرب السورية، يسمح للنّظام السوري بالتخلّص من الواجبات المعيشية والحياتية المترتّبة عليه في أراضيه، ويُتيح له التنفُّس، هكذا تماماً، قد تحوّل نتائج الحرب في غزة "فكرة حماس" الى لبنان مستقبلاً، كحلّ يقول للفلسطينيين والعالم إن أهداف الحرب عليها (الحركة) في غزة فشلت، أي انها ("حماس") بقيَت، حتى ولو نالت غزة نصيبها من التدمير الشديد، وباتت غير صالحة للعيش بالنّسبة الى الكثير من سكانها.

فالقضيّة تتعلّق بفكرة أو أفكار، وهذه لا تبتّها الحروب والعمليات العسكرية. فماذا عن مستقبل لبنان؟

 

 

القوة العسكرية

ذكّر الوزير السابق رشيد درباس بأنه "عندما انطلقت المقاومة الفلسطينية قبل عقود، ورفضت الدول العربية المُحيطة بإسرائيل السماح للمقاومين بالعمل من أراضيها، تمّ تحويلهم الى لبنان، حيث حُصِرَت أعمالهم فيه، وبالانطلاق منه".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لا مجال لاستبعاد أن تكون الاشتباكات التي حصلت في مخيم "عين الحلوة" قبل أشهر، مرتبطة بالصراع بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، وبالتطورات في الأراضي الفلسطينية. ولكن ثبت أن القوة العسكرية التي تتمتّع بها "حماس" فعّالة أكثر من افكارها".

 

واجهة البحث

وشرح درباس أن "أفكار "حماس" قديمة، وهي تابعة لتنظيم "الأخوان المسلمين". هذا فضلاً عن أن تجاربها في الحكم ليست ناجحة. وحتى في قطاع غزة نفسه، لا يمكن القول إن تجربتها كانت ناجحة هناك".

وأضاف:"أما من الناحية العسكرية، فما فعلته "حماس" هزّ الكيان الإسرائيلي، وأعاد القضية الفلسطينية الى واجهة البحث. طبعاً، الخسارة التي تتلقّاها الحركة في جهازها العسكري ليست سهلة، ولا هي مسألة بسيطة، لأن خسارته تعني خسارة أداة أساسية من أدوات السيطرة والتحكُّم لديها. كما أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تمكّنتا من إلباسها ثوب الإرهاب، وهو ما يظهر بأن التعاطف العالمي الملموس معها ("حماس") بات حذراَ، إذ صار بإمكانه أن يتسبّب بخسارة مورد رزق كل من يُعلن تضامنه معها ("حماس").

 

دفاع عن النفس

وتوقّع درباس أن "لا تنقل "حماس" أفكارها الى لبنان، لأن أفكارها الإسلامية كانت موجودة فيه أصلاً منذ وقت طويل، ضمن حيّز معيّن، ومن الصّعب أن تتوسع أكثر، لا سيّما ما يتعلّق منها بالأفكار الأصولية التي لا نصيب لها فيه (لبنان)، لا على مستوى تغيير هويّته، ولا على صعيد تغيير الديموغرافيا فيه".

وأشار الى أن "أهمّ ما يمكن للعرب أن يفعلوه خلال القمة العربية المُنتَظَرَة، هو أن يقولوا للعالم وللولايات المتحدة الأميركية ولإيران إن قضية فلسطين هي قضية عربية، وقضية العروبة، وإنهم هم أي العرب أصحاب الحق، بموازاة التنبّه الى أن قضية فلسطين لا تتعلّق بالمجازر التي تحصل في غزة حالياً فقط، بل بنتائج آثارها على الدول العربية المُحيطة في ما بعد، خصوصاً على صعيد فكرة "الترانسفير" التي لا تزال مُسيطرة على اليهود، لأنها تسمح لهم بإنشاء دولة يهودية".

وختم:"الدول العربية في حالة دفاع عن النفس. فالإمساك بزمام القضية الفلسطينية ليس دفاعاً عن فلسطين فقط، بل هو دفاع من جانب الدول العربية عن نفسها أيضا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار