قممٌ عربية وإسلامية "كالشتاء" من أجل غزة وسط صمت عن "الترانسفير" السوري الى لبنان... | أخبار اليوم

قممٌ عربية وإسلامية "كالشتاء" من أجل غزة وسط صمت عن "الترانسفير" السوري الى لبنان...

انطون الفتى | الخميس 09 نوفمبر 2023

مصدر: حوّل السوري قضيّته الى مشكلة معيشية يوميّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لغزٌ غريب، يتعلّق بالسلوكيات العربية تجاه عدد من القضايا المرتبطة بشؤون المنطقة.

 

لمن تتركونها؟

فأهالي قطاع غزة يرفضون التهجير، ويدافعون عن حقّهم بالبقاء في منازلهم وأرضهم، وذلك رغم الضّغوط العسكرية الإسرائيلية التي يتعرّضون لها. ويساعدهم على ذلك، رفض الدول العربية لأي تغيير ديموغرافي يطال القطاع.

وأما بالنّسبة الى السوريين، فهم ينزحون الى لبنان، أي يتهجّرون إليه باختيارهم، ويستخدمون كل الوسائل التي تسمح لهم بهذا التهجير الاختياري، ومن دون أن يسألوا لا عن أرضهم، ولا عن منازلهم، ولا عن بلدهم. فيما لا يسألهم أي نظام أو مسؤول عربي "لمن تتركون سوريا من بعدكم؟".

 

"ترانسفير"؟...

السوريون يتهجرون باختيارهم الى لبنان تحديداً، وأما الفلسطينيون فيرفضون التهجير القسري من غزة. فمن يُجبر السوريين على رفض التهجير الاختياري هذا، الذي يؤسّس ليس فقط لتهجير الكثير من اللبنانيين من لبنان مستقبلاً، بل لإزالته من الوجود أيضاً.

قممٌ واجتماعات عربية كثيرة ومُتكرّرة من أجل غزة، لتأكيد صمودها، ومنع الاستفراد بها. فمتى يتحرّك العرب لمَنْع تذويب لبنان بسوريا، أي بما يحفظ هوية دولة عربية مستقلّة هي لبنان، وهوية دولة عربية أخرى هي سوريا، عبر إبقاء سكانها (سوريا) فيها، وحفظه (لبنان) لسكانه، خصوصاً بعدما باتت موارده شحيحة على أهله قبل سواهم؟

ولماذا لا يتعامل العرب مع النزوح السوري المستمرّ الى لبنان، كقضية "ترانسفير"، تماماً كما هو الحال في غزة؟

 

مسؤوليات عربية

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الإنسان الفلسطيني لديه قضية تعلو على حاجاته المعيشية والحياتية، بينما فَقَدَ السوري قضيّته، وحوّلها الى مشكلة معيشية يوميّة، تدور حول التفكير بكيفيّة حصوله على الطعام والدواء والثياب ومكان السّكن، فقط".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في ظلّ الظروف الاقتصادية والمالية الصّعبة التي تعصف بسوريا، بات يُمكن للسوري في لبنان أن يقوم بما يريد، وأن يعمل في أي مجال. وبذلك، بات مدخول السوري في لبنان أكثر مما يمكنه أن يربح في سوريا، وحتى أكثر من مدخول بعض كبار الموظّفين في الدولة السورية، في بعض الحالات".

وختم:"أما بالنّسبة الى الدور العربي، فمشاهد النزوح من شمال غزة الى جنوبها هو معيب أصلاً بحق العرب وإيران وتركيا، وليس فقط بحقّ الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والعالم. ومن هذا المُنطَلَق، لا نستغرب الصمت العربي عن النزوح السوري المستمرّ الى لبنان. فلا يجوز إبقاء غزة معرّضة لحروب متكرّرة بهذا الشكل، وعلى الجميع أن يبادروا من أجل تغيير هذا الواقع. ولكن هذه مسؤوليات عربية وإقليمية أولاً، قبل أن تكون دولية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار