مصدر: حرب غزة انقلبت من إسرائيلية - فلسطينية الى يهودية - إسلامية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
تتزايد الهجمات على يهود، وعلى مؤسّسات وعائلات يهودية في الغرب، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، بشكل يوصّفه بعض المراقبين على أنه استعادة لمشاهد كانت عاشتها أوروبا تحديداً، خلال الحرب العالمية الثانية.
تهديدات
فمن رسم "نجمة داوود" على أسوار منازل ومؤسّسات ومحال يهودية، مروراً بكتابة عبارات من مستوى "الموت لليهود" أمامها، مع ترك رسائل تهديد، أو تنفيذ بعض الهجمات بسكاكين أو أسلحة على يهود في بعض المناطق والأحياء، وصولاً الى تحويل التحرّكات الداعمة لغزة الى واحات لإطلاق شعارات تُنادي بتدمير إسرائيل وبإزالتها من الوجود، يستعيد العالم حقبات ماضية، وسط اختلاف في الآراء بشأن تلك الممارسات، بين داعم لها بسبب شدّة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وبين رافض لها، انطلاقاً من أن اليهود الذين يُهاجَمون في الخارج، قد لا يكونوا داعمين لممارسات حكومة إسرائيل، ولا لما يفعله الجيش الإسرائيلي.
هتلر وبوتين...
في أي حال، يرى بعض المتابعين أن تكرار ونوعيّة الهجمات التي يتعرّض لها اليهود في الغرب منذ سنوات، تُظهر أن اللوبيات الإسلامية هناك، قد تكون باتت أقوى من اللوبي اليهودي لأسباب عدّة، من بينها قوّة التأثير الذي صارت تمتكله بعض الدول الإسلامية، على عدد من السياسات الغربية.
أما من جانب آخر، فتؤكد بعض الأوساط القضائية الأوروبية أن التحقيقات التي تجري مع الذين يُلقى القبض عليهم، على خلفية كتابة شعارات مُعادية لليهود، تُظهر اعترافات لبعضهم بالارتباط بأفراد أو أجهزة تابعة لروسيا، وهو ما يرفع منسوب الشكوك حول دور موسكو في استعادة مشاهد الحرب العالمية الثانية الى قلب أوروبا، بما يُلهي الدول الأوروبية بتلك المظاهر، ويشغلها عن أوكرانيا بنسبة لا يُستهان بها.
فهل أعدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة لمحاربة النازيين الجُدُد (بحسب توصيفه) في أوكرانيا، عبر استنهاض الزعيم النازي أدولف هتلر، وبشكل يمكّنه (بوتين) من استكمال المشروع الذي لم ينجح هتلر بإكماله بحقّ اليهود، قبل عقود؟
عداء
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "حرب غزة انقلبت من حرب إسرائيلية - فلسطينية، الى حرب يهودية - إسلامية، وهو ما رفع نسبة العداء لدى الكثير من الجاليات الإسلامية في أوروبا والغرب خصوصاً، تجاه إسرائيل، ورغم أن كثيراً من تلك الجاليات الإسلامية لا تهتمّ بفلسطين أساساً".
واستبعد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تكون روسيا مُحرِّضَة على الهجمات التي يتعرّض لها اليهود حالياً. فما يحصل الآن هو حركة إسلامية مُعادِيَة لليهود، تسبّب بها التصرُّف غير الإنساني الذي تقوم به إسرائيل في قطاع غزة".
وختم:"حرب غزة تدور أيضاً بين أكبر شركات الإعلام العالمي، وبين مواقع التواصل الاجتماعي. فتلك الأخيرة ربحت الحرب، وقلبت الرأي العام العالمي، من خلال الصُّوَر والفيديوهات التي يتمّ تداولها بسهولة أكبر، والتي تُظهر القتلى والجرحى والدمار والخسائر في غزة. فهذه تساهم بتحريك المشاعر الإنسانية في العالم كلّه".