الحروب وسوء الرعاية الصحية... وجهان لعملة واحدة "متوحّشة"! | أخبار اليوم

الحروب وسوء الرعاية الصحية... وجهان لعملة واحدة "متوحّشة"!

انطون الفتى | الإثنين 13 نوفمبر 2023

مصدر: سوء الرعاية الصحية يتسبّب بوفيات خلال دقائق معدودة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتعدّد أسباب الصراعات والحروب العسكرية، والأزمات الاقتصادية والمالية، فيما النتيجة تبقى واحدة بالنّسبة الى المرضى، وهي أن تلك الصعوبات تُفقدهم قدرة الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وتتسبّب بارتفاع احتمالات الوفاة، وبزيادة نِسَب الوفيات.

 

الشرق الأوسط

فالحروب تُخرِج المستشفيات أو بعض الأقسام فيها بحدّ أدنى، عن الخدمة. وأما الأزمات الاقتصادية والمالية، وما ينتج عنها من صعوبات معيشية وحياتية، فهي تُخرج بدورها المستشفيات عن الخدمة، وعن دورها في توفير الأمان الصحي للناس الأشدّ فقراً وضُعفاً، وهو ما يتنافى مع حقوق الإنسان بالكامل.

فالى أي مدى يمكن حماية الناس وسط تلك الظروف، لا سيّما في الشرق الأوسط، الذي لم يَعُد منذ سنوات طويلة منطقة عمليات عسكرية فقط، بل مساحة لاحتساب أعداد الموتى والمرضى والقتلى والجرحى... في دول تعاني من حروب ومواجهات عسكرية، وفي أخرى ترزح تحت نير الأزمات المعيشية والحياتية والاقتصادية؟

 

المستقبل المُحتَمَل

أشار مصدر طبي الى أن "أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط حالياً، تتجاوز الحرب، لتصل الى البحث عن المستقبل المُحتَمَل للقطاع الصحي في أكثر من بلد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "صعوبات كثيرة تُحيط بالمستقبل الصحي لملايين الناس، في أكثر من مكان. فهذه هي النتيجة الموحَّدَة، رغم الاختلاف الكبير في الأسباب. فالحروب العسكرية تختلف عن الأزمات الاقتصادية، ولكن نتائجهما واحدة على القدرة الاستشفائية للناس. هذا فضلاً عن الصعوبات التي تلقيها تلك المشاكل والأزمات على المستشفيات، وعلى الطواقم الطبية، وعلى قدرة توفير العلاجات والأدوية باستمرار".

 

دقائق معدودة

وشدد المصدر على أن "المريض يتعامل مع النتائج. فخروج المستشفيات عن الخدمة بسبب حرب خارجية يتطلّب مستوى معيناً من التحرّك، يختلف عمّا لو كان خروجها عن الخدمة نتيجة أزمات داخلية. ولكن المريض ليس مسؤولاً عن الأسباب، ولا قدرة لديه على التأثير فيها. فالمحصّلة النهائية هي الأساس طبعاً، وهي حرمان الناس من الخدمات الطبية، ومن الحقّ بدخول المستشفيات، وبالحصول على الدواء والعلاج".

وختم:"هناك الكثير من القوانين الدولية التي تمنع جرائم الحرب، والتعدّي على المستشفيات والمراكز الطبية خلال الأزمات والحروب. ولكن العبرة تبقى في التطبيق، وفي امتلاك آلية محاسبة لكل دولة أو جهة مسؤولة عن التسبُّب بحصول انهيار صحي. وهنا نذكّر بأن الحروب تتسبّب بفقدان شخص واحد خلال دقائق معدودة، فيما سوء الرعاية الصحية يتسبّب بدوره بوفيات قد تصل الى مجموعة من الأشخاص، خلال دقائق معدودة أيضاً، وهو ما يجعلها مُشابِهَة لمفاعيل الأزمات والصراعات الكبرى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار